لقد باتت الثورات العربية محط أنظار العالم بشكل عام لما خلفته من نتائج متباينة ومتناقضة أحيانا ، ومفرحة ومحزنة في أحايين أخرى ، ففي الوقت الذي حققت فيه الثورتان المغربية (تونس ) والمشرقية (مصر ) أهدافهما الكبرى على الجبهتين الشعبية والرسمية ، فإن الثورتان المغربية ( ليبيا ) والمشرقية ( اليمن ) لا زالتا يلفهما الغموض وتثيرا حالة من الترقب والتخوف ، فكل الأوراق قد تساقطت ، وكل الأوتار تم اللعب عليها بدون جدوى ، فالثورة اليمنية يمكن القول أنها تسير في خط تصاعدي لتحقيق أهدافها وإن كانت المؤشرات قليلة والتنازلات أقل. أما فيما يتعلق بليبيا فإن الوضع يختلف تماما ، على اعتبار أن المعركة الرامية الى اسقاط الطاغية عرفت نوعا من الارتجالية واختلاط مجموعة من الأوراق على المستويين الداخلي والخارجي ، فتطور الحرب بين الثوار من جهة وكتائب الطاغية من جهة ثانية واتخاذها منحا أعنف واتساعا أكبر كل يوم ، وحركة المد والجزر في المواجهات وتضارب الآراء حول الخسائر ، أكد خطأ تنبؤات الطرفين المتحاربين والملاحظين والمحليين على السواء ، وغير من حسابات الطرفين وبالتالي من مسار المعركة ( الثورة ) أولا : على المستوى الخارجي كان من الطبيعي أن تسير الأمور في هذا المنحى لأن هناك من يريد قطع الطريق على الثورات العربية لمنعها من الالتقاء وتظل ليبيا حاجزا بين مصر وتونس وبالتالي منع أي التقاء شعبي ورسمي بين المشرق والمغرب وهي من مخططات الاستعمار الغربي للدول الإسلامية منذ مطلع القرن العشرين ، وثانيا دخول حلف النيتو وضمنه تركيا وبعض الدول العربية – الامارات وقطر والأردن ... في المعركة أربك حسابات الغرب بشكل عام وخصوصا فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية ويظهر هذا جليا في المقارنة بين الأيام الأولى للحضر الجوي والأيام الأخيرة التي شهدت نوعا من التراخي بمعنى آخر أن فرنسا وأمريكا فشلتا في الاستئثار بليبيا ثانيا : عى الجبهة الداخليا فان طبيعة ليبيا الجغرافية والبشرية شكّلا عائقا أمام سرعة نجاح الثورة ، فبالإضافة إلى انعزال الثوار في الجهة الشرقية وبعد المسافة بين عاصمة الثائرين (بنغازي ) وعاصمة الطاغية (طرابلس ) التي تم خنقها وبعض المدن الأخرى ، وكذا الانشقاق الذي أصاب الجيش الليبي الذي ساهم هو الآخر في ضياع بوصلة المعركة ، فان دخلت البلاد دخلت مرحلة غامضة لا أحد يمكنه التنبأ بمستقبلها ، ومعها بدأ مفهوم الحرب الأهلية يبرز يوما بعد يوم ، ويتخذ الأبعاد غير المتوقعة عوض الثورة والانتفاضة ، ويترسخ لدى كل طرف على غرار ما يجري في ساحل العاج وللحسم لصالح هذا الطرف أو ذاك بدأ الطرفان يزيدان من دائرة الأحلاف والمساعدات والوسائل داخليا وخارجيا ، فللثوار ( قطر بكل إمكانيتها بما فيها الجزيرة ، فتح قناة فضائية ، النيتو ، بعض الدول العربية الأخرى ، وأحرار العالم ) وللطاغية هو الآخر ( المرتزقة ، الجزائر ، سوريا في البداية ، روسيا ، بعض دول أمريكا اللاتينية ، الثروة الكبيرة ، بعض القبائل ) وهذا يعني صعوبة الحسم النهائي في الأيام أو حتى الشهور المقبلة نضرا للإمكانيات والوسائل التي يتوفر عليها كل طرف مما سيؤدي لا سمح الله إما إلى حرب أهلية أو تقسيم ليبيا وبذلك يكون قد وقع المحظور وهذا هو المجهول إن الثورة الليبية يمكن اعتبارها تجربة أخرى للثورات العربية عوض نسخة أخرى كما كنا نتمنى ، حملت في طياتها مجموعة من المتناقضات والتقلبات ومعها كثير من التخوفات والأحزان ، وتبقى الآمال على نجاح الثورة معلقة إلى أجل غير مسمى إلا في حالة بروز موقف عربي وغربي وأممي جريء وحاسم يقوم على ثلاث مرتكزات أساسية وحاسمة 1. الاعتراف الدولي بالمجلس الانتقالي ليأخذ الشرعية الكاملة ويكون ممثلا حقيقيا للشعب الليبي ويقطع الطريق على من لا يزال يأمل في فشل الثورة 2. معاقبة كل من تورط في التعاون مع الطاغية سواء كانت دولا أو مؤسسات أو أفراد 3. التسريع والتوسيع من عملية القصف الجوي للمراكز الحربية التي يتوفر عليه الطاغية ........................والله يحفضك يا ليبيا عبد الباري بوتغراصا لقد باتت الثورات العربية محط أنظار العالم بشكل عام لما خلفته من نتائج متباينة ومتناقضة أحيانا ، ومفرحة ومحزنة في أحايين أخرى ، ففي الوقت الذي حققت فيه الثورتان المغربية (تونس ) والمشرقية (مصر ) أهدافهما الكبرى على الجبهتين الشعبية والرسمية ، فإن الثورتان المغربية ( ليبيا ) والمشرقية ( اليمن ) لا زالتا يلفهما الغموض وتثيرا حالة من الترقب والتخوف ، فكل الأوراق قد تساقطت ، وكل الأوتار تم اللعب عليها بدون جدوى ، فالثورة اليمنية يمكن القول أنها تسير في خط تصاعدي لتحقيق أهدافها وإن كانت المؤشرات قليلة والتنازلات أقل. أما فيما يتعلق بليبيا فإن الوضع يختلف تماما ، على اعتبار أن المعركة الرامية الى اسقاط الطاغية عرفت نوعا من الارتجالية واختلاط مجموعة من الأوراق على المستويين الداخلي والخارجي ، فتطور الحرب بين الثوار من جهة وكتائب الطاغية من جهة ثانية واتخاذها منحا أعنف واتساعا أكبر كل يوم ، وحركة المد والجزر في المواجهات وتضارب الآراء حول الخسائر ، أكد خطأ تنبؤات الطرفين المتحاربين والملاحظين والمحليين على السواء ، وغير من حسابات الطرفين وبالتالي من مسار المعركة ( الثورة ) أولا : على المستوى الخارجي كان من الطبيعي أن تسير الأمور في هذا المنحى لأن هناك من يريد قطع الطريق على الثورات العربية لمنعها من الالتقاء وتظل ليبيا حاجزا بين مصر وتونس وبالتالي منع أي التقاء شعبي ورسمي بين المشرق والمغرب وهي من مخططات الاستعمار الغربي للدول الإسلامية منذ مطلع القرن العشرين ، وثانيا دخول حلف النيتو وضمنه تركيا وبعض الدول العربية – الامارات وقطر والأردن ... في المعركة أربك حسابات الغرب بشكل عام وخصوصا فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية ويظهر هذا جليا في المقارنة بين الأيام الأولى للحضر الجوي والأيام الأخيرة التي شهدت نوعا من التراخي بمعنى آخر أن فرنسا وأمريكا فشلتا في الاستئثار بليبيا ثانيا : عى الجبهة الداخليا فان طبيعة ليبيا الجغرافية والبشرية شكّلا عائقا أمام سرعة نجاح الثورة ، فبالإضافة إلى انعزال الثوار في الجهة الشرقية وبعد المسافة بين عاصمة الثائرين (بنغازي ) وعاصمة الطاغية (طرابلس ) التي تم خنقها وبعض المدن الأخرى ، وكذا الانشقاق الذي أصاب الجيش الليبي الذي ساهم هو الآخر في ضياع بوصلة المعركة ، فان دخلت البلاد دخلت مرحلة غامضة لا أحد يمكنه التنبأ بمستقبلها ، ومعها بدأ مفهوم الحرب الأهلية يبرز يوما بعد يوم ، ويتخذ الأبعاد غير المتوقعة عوض الثورة والانتفاضة ، ويترسخ لدى كل طرف على غرار ما يجري في ساحل العاج وللحسم لصالح هذا الطرف أو ذاك بدأ الطرفان يزيدان من دائرة الأحلاف والمساعدات والوسائل داخليا وخارجيا ، فللثوار ( قطر بكل إمكانيتها بما فيها الجزيرة ، فتح قناة فضائية ، النيتو ، بعض الدول العربية الأخرى ، وأحرار العالم ) وللطاغية هو الآخر ( المرتزقة ، الجزائر ، سوريا في البداية ، روسيا ، بعض دول أمريكا اللاتينية ، الثروة الكبيرة ، بعض القبائل ) وهذا يعني صعوبة الحسم النهائي في الأيام أو حتى الشهور المقبلة نضرا للإمكانيات والوسائل التي يتوفر عليها كل طرف مما سيؤدي لا سمح الله إما إلى حرب أهلية أو تقسيم ليبيا وبذلك يكون قد وقع المحظور وهذا هو المجهول إن الثورة الليبية يمكن اعتبارها تجربة أخرى للثورات العربية عوض نسخة أخرى كما كنا نتمنى ، حملت في طياتها مجموعة من المتناقضات والتقلبات ومعها كثير من التخوفات والأحزان ، وتبقى الآمال على نجاح الثورة معلقة إلى أجل غير مسمى إلا في حالة بروز موقف عربي وغربي وأممي جريء وحاسم يقوم على ثلاث مرتكزات أساسية وحاسمة 1. الاعتراف الدولي بالمجلس الانتقالي ليأخذ الشرعية الكاملة ويكون ممثلا حقيقيا للشعب الليبي ويقطع الطريق على من لا يزال يأمل في فشل الثورة 2.معاقبة كل من تورط في التعاون مع الطاغية سواء كانت دولا أو مؤسسات أو أفراد 3.التسريع والتوسيع من عملية القصف الجوي للمراكز الحربية التي يتوفر عليه الطاغية .........والله يحفضك يا ليبيا