نظم فرع مرتيل لجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان ندوة تحت عنوان " موقف الشعب من النخب السياسية بالمغرب" وذلك يم السبت 26 فبراير 2011 بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل. وقد استهل الكلمة رئيس الفرع محمد بن عيسى حيث ألقى كلمة افتتاحية شكر فيها الحاضرين وكذا ضيفي الجمعية الدكتورين عبد اللطيف حسني وأحمد الطريبق، وأكد فيها أن هذا اللقاء يندرج في إطار مخطط وضعه الفرع يشمل على تنظيم مجموعة من الندوات الفكرية، وكذا تزامنا مع ما يعرفه العالم العربي من زالزال قوي لم يستثن شرقه ولا غربه. فالدكتور عبد اللطيف حسني أستاذ للعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء، من مؤسسي اليسار الجذري بالمغرب، معتقل سياسي سابق حيث سبق أن سجن مدة سنتين خلال سنة 1974 من القرن الماضي، مدير مجلة وجهة نظر ورئيس تحريرها وهي المجلة التي تهتم بالتحليلات السياسية والدراسات الاجتماعية والتاريخية، حيث أن مسار هذه المجلة لم يسلم منذ بداياته من العراقيل والمضايقات، وأن قوتها تكمن في عنصرها البشري المكون من طلبة باحثين وأساتذة متمكنين، يقول حسني نفسه، وجدوا في المجلة منبرا لهم، كما أنها قد نالت نصيبها من التضييق بمصادرة وحجز العديد من إصداراتها رغم ذلك لم يغير من عزمها على مواصلة التقدم والنضال في سبيل حرية التعبير. كما أشرف الدكتور حسني، على عدة دكتوراه في مجال العلوم السياسية والاجتماعية التي تتميز بالشجاعة الفكرية، وله العديد من المؤلفات لا يسع المقام لذكرها. الدكتور حسني أيضا من مدعمي أصحاب رسالة إلى التاريخ حيث حمل صفة المنسق الوطني للجنة لدعم رسالة التاريخ وهي الرسالة التي كشفت عن واقع المحاكم والقضاء وتم بموجبها التشطيب على مجموعة من الأساتذة التابعين لهيئة المحامين بتطوان. فيما الدكتور أحمد الطريبق هو كذلك غني عن التعريف باعتباره من أبناء المنطقة، أستاذ الفلسفة المعاصرة والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، مناضل يساري ومن معتقلي منظمة إلى الأمام، من مؤسسي جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، له عدة مؤلفات. عبد اللطيف حسني تطرق إلى موضوع الندوة، وفق تقسيمه إلى ثلاث نقط أساسية،الأولى تتمثل في تحديد مفهوم النخبة وبالضبط النخبة السياسية، النقطة الثانية تتمثل في موقف الجماهير / الشعب من نخبه السياسية المغربية اعتمادا على نتائج انتخابات شتنبر 2007 ما دام أن المغرب وباقي دول العالم الثالث لا تعتمد على مراكز لاستطلاع الرأي وبذلك، يقول حسني، أن خلاصاته ستكون انطباعية وشبه علمية. واعتبر حسني، أن النخبة السياسية بالمغرب ليست متجانسة أو منسجمة تساير في أغلب الأحيان مع السلطة الحاكمة وتتألف من الأعيان. وفي توضيحه حول أنواع الانتخابات التي يعرفها العالم فقد قسمها إلى ثلاث وهي انتخابات لإفراز نخب حقيقية، انتخابات لللإنتقال الديمقراطي والانتخابات المنظمة في إطار الأنظمة التسلطية وهذه الأخيرة هي التي يعرفها المغرب. كما عمل حسني على تحليل لنتائج انتخابات 2007 واعتبر أن هناك أزمة الثقة بين أغلبية الفئة المصوتة / المحكومة ونخبه وأنها متعبة وغير معنية ومتفرجة وأنها السياسة في نظرها لا تعني سوى نظام واسع من المبادلات والتوافقات. النقطة الثالثة التي تطرق إليها د حسني هي تلك المتعلقة بخروج الشعب / الشباب المغربي في 20 فبراير للتنديد بالنخب التي تحكمه وأنها ترفض رفضا باتا الإنصهار او الوصاية من أي جهة. الدكتور أحمد الطريبق في مداخلته حول مفهوم النخبة أنها دائما تقف إلى جهة معنية، وحاول التدقيق اكثر في هذا المفهوم، وأكد أن مفهوم الشعب هو مفهوم غير علمي ويمكن الحديث عن مواطنين لأن الشعب يضم جميع الفئات، وعرج الدكتور الطريبق على النخبة الغربية وكذا المصرية من خلال مجموعة من الأسماء خلال خمسينيات القرن الماضي. ولم بفوت الدكتور الطريبق الفرصة لإعلان موت المثقف القائد باعتباره لم يعد يعبر عما يجري، وأن كل الناس حاليا يستطيعون التعبير عما يجري حولهم، واعتبر أن المثقف القائد أدى إلى وجود انظمة شمولية .