تطورت تداعيات قضية السرقة الأدبية لقصيدة شعرية تبادلت التهمَ بشأنها كل من الشاعرة المغربية حليمة الإسماعيلي والشاعرة الجزائرية سمية محنش إلى اعتزام محنش مقاضاة الإسماعيلي التي بدورها تصر على أنها ضحية لهذه السرقة. واتهمت محنش الإسماعيلي بالسطو على قصيدتها "صمت" التي شاركت بها في مسابقة أمير الشعراء الذي يُبث على قناة أبو ظبي الإماراتية، مطالبة إياها بإثبات أدلتها بخصوص إمتلاك القصيدة. وبالمقابل، أفادت الإسماعيلي التي فازت قبل أسابيع بجائزة المسابقة المغربية للشعر النسوي بالجزائر على أنها هي من تعرضت للسرقة، واصفة محنش بكونها شاعرة "مبتدئة" ينبغي عليها أن تتصف بالشجاعة وتعترف بسرقتها وتعتذر عن فعلتها، بحسب تعبير الشاعرة المغربية. سرقة موصوفة وأكدت الشاعرة الجزائريةالشابة سمية محنش في حديث ل"العربية نت" اليوم الأحد 09-01-2011 أنها من فازت بقصيدة "صمت" أو "صراخ الصمت " المسجلة بالعنوانين معا في الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في الجزائر في ملتقى قسنطينة بتاريخ 09 يونيو/حزيران 2009 . وأضافت محنش أنها التقت بالشاعرة الإسماعيلي في قسنطينة حيث وزعت أعمال الملتقى في طبعتيه السابقتين، ومن ضمنه الكتاب المعنون ب "اختبري تجلدك عند انكسار الروح " الذي نشرت فيها قصيدتها ضمن الأعمال الفائزة. وقالت:" وزعتُ ذلك على الحضور بمن فيهم الإسماعيلي، كما قمت بإلقاء مقطع من ذات القصيدة بحضورها وبشهادة من حضر في تلك الأثناء، وهذا يعني أنه لو كنت السارقة لتم كشف ذلك هناك، أي أنها من سطت على القصيدة مع سابق الإصرار والترصد". واستطردت محنش أنه بعد أن قامت القناة ببث الحلقة التسجيلية الثالثة من البرنامج ، تلقت العديد من الإتصالات من كتَّاب جزائريين صُدموا وهم يسمعون الإسماعيلي تُلقي قصيدة محنش على لجنة التحكيم. وقالت الشاعرة الجزائرية:"للتأكد من ذلك عدت لموقع يوتوب لأكتشف أن الأمر حقيقي، وقد تحفظت على الموضوع، غير أن أحد الكُتاب خرج عن صمته وفضح الإسماعيلي في أحد المواقع الالكترونية، ما دفع الأخيرة إلى محاولة تبرئة ذمتها بنشر بيان تتهمني فيه ردا على التهمة الأولى الموجهة من كاتب جزائري". وقامت الشاعرة المغربية في ذات السياق بتزوير وثيقة ادعت من خلالها أنها نشرت القصيدة في نوفمبر/ تشرين ثاني 2006 في جريدة "الحدود" المتوقفة، وذلك ما أُثبت استنادا إلى خبرة عمليات التزوير بعد أن أعطت تواريخ مختلفة لنشر القصيدة على مسامع الشعراء، إذ تقول لواحد منهم أنها نشرتها في 2007 ، ولآخر أنها نشرتها عام 2008، إلى أن استقرت في وثيقتها المزورة على تاريخ 2006 . ودعت محنش "شرفاء المغرب الشقيق" والصحافة الثقافية إلى اكتشاف الحقيقة ونقلها من خلال العودة إلى أرشيف الجريدة في التاريخ الذي ذكرته الإسماعيلي لمعرفة حقيقة ما توصلت إليه الخبرة، مردفة أنها تضررت بالفعل من أعمالها غير المسئولة، على حد تعبيرها. البحث عن الشهرة ولم يتسن للعربية نت معرفة رأي الإسماعيلي حول ما ذهبت إليه محنش وعزمها على مقاضاتها بسبب القصيدة المسروقة موضوع الخلاف، لكن الشاعرة المغربية أوضحت في بيان سابق لها أنها تستنكر هذه السرقة التي تعرضت لها، وتدعو مقترفتها إلى التحلي بالشجاعة والإعتذار للرأي العام عن ما قامت به. وبينت الإسماعيلي في البيان ذاته إنها تفاجأت بشاعرة جزائرية وصفتها بال "مبتدئة" إسمها سمية محنش، وقالت: "تقدمت بقصيدة لي نسبتها لنفسها بعد تغييرات طفيفة إلى برنامج أمير الشعراء". وأكدت الشاعرة المغربية أن قصيدتها "ترياق الصمت" قد نشرتها بجريدة "الحدود" التي كانت تصدر في شرق المغرب، مشيرة إلى كونها تحتفظ بها في أرشيفها الخاص، فضلا على أنها أذيعت قبل ذلك في برنامج "حدائق الشعر" الشهير بصوت الشاعر الكبير د. محمد بنعمارة الذي كان يعد البرنامج ويقدمه من إذاعة وجدة، والتي كانت تلتقط بالجزائر أيضا بحكم الجوار". واعتبرت الإسماعيلي أن السرقة الأدبية أضحت ظاهرة مقلقة تلاحق الشعراء والشواعر بسبب بحث البعض عن "شهرة سريعة على أكتاف شعراء ناضلوا عمرا كاملا من أجل أن يحفروا لهم اسما في المشهد الشعري". ولم يفت الأديبة المغربية إعلان تضامنها مع كل شاعر تعرض لسرقة إبداعه والطعن في شاعريته، من قبيل الشاعر السوري ياسر الأطرش والشاعر المغربي حسن الوزاني و الشاعر المغربي حسن الأمراني والشاعر العراقي سمير صبيح، وغيرهم كثير. وحرصت الإسماعيلي في ختام بلاغها على أن تقدم نفسها بأن لديها إصدارات في الشعر والرواية، واشتغلت مقدمة ومنشطة صالونات أدبية وأشرفت على إدارة مهرجانات وملتقيات شعرية عديدة، كما نالت كتاباتها حظا وفيرا من الدراسات النقدية من كبار النقاد وفق تعبير الشاعرة المغربية.