استفاق سكان تطوان، صباح أول أمس الاثنين، على جريمة قتل، راح ضحيتها شاب، نتيجة تلقيه طعنات بواسطة منجل في الكتف والبطن، من قبل المتهم (ح.ب)، الذي كان رفقة ابن عمه (م.ب)..في محاولة منهما لسرقة الضحية وسلبه ما كان بحوزته من مال، على مرأى ومسمع من المارة بالشارع العام. وقال شهود عيان من حي الملاح العتيق، حيث وقعت الجريمة، ل"المغربية"، أن المتهم وابن عمه كانا في حالة هستيرية، ناتجة عن استعمالهما أقراصا مهلوسة، كما شربا الخمر طوال ليلة الأحد، بالملاح العتيق، الذي سبق أن شهد جريمة قتل مماثلة، بسبب تسلل مريض نفسي، وجه طعنات مميتة لرجل شرطة كان بصدد حراسة القصر الملكي. وأضافت مصادر "المغربية" أن الهالك يدعى ( ه. ق)، من مواليد 1983، معروف في الأوساط المحلية بأخلاقه الحميدة، ولا يتعاطى أي نوع من المخدرات، وأنه صادف في طريقه الجاني وابن عمه، اللذين حاولا سرقته، إلا أنه، بعد مقاومة شديدة منه، لم يتمكن من الفرار من قبضتهما، وسقط أرضا، بعد تلقيه طعنتين مميتتين، ليفر ابن عم الجاني إلى وجهة مجهولة، فيما تمكن رجال الأمن من إيقاف القاتل. وفور شيوع الخبر، تعالت بمختلف أحياء المدينة، طوال نهار أول أمس الاثنين، أصوات تطالب الجهات المسؤولة بتوفير الأمن بعدد من الشوارع والأزقة الهامشية، التي تأتي في مقدمتها شوارع وأزقة المدينة العتيقة، التي يوجد من ضمنها حي الملاح، حيث تنتشر تجارة بيع الخمور دون ترخيص، وعموم أصناف المخدرات، بما فيها السموم البيضاء، التي باتت تباع من طرف شخص، تصفه مصادر "المغربية" بأنه أكبر مروج للهروين بالملاح، ورغم ذلك، تقول مصادر "المغربية"، فإن "أحد أبنائه استفاد من رخصة المأذونية للنقل (لاكريما)". وأجمعت هذه الأصوات على وجود المدينة العتيقة، إلى جانب الفضاءات المحيطة بالقصر الملكي، وحديقة مولاي رشيد (رياض العشاق)، وبعض الأحياء الهامشية، كحومة طنجاوة والإشارة، والباربوري، خارج تغطية المسؤولين الأمنيين. وباستثناء شوارع وأزقة الحي الإداري"، تقول المصادر، حيث يلاحظ حضور دوريات للأمن بين الفينة والأخرى، تبقى عموم الأحياء خارج نطاق اهتمام المسؤولين الأمنيين. وفي لقاءات ل"لمغربية" مع عدد من سكان المنازل المجاورة لحديقة مولاي رشيد، في مجموعة كاسا بلوكي، التي تبعد عن حي الملاح، مسرح الجريمة، ببضع خطوات، اشتكى هؤلاء انعدام الأمن، رغم وجود مخفر للشرطة داخل الحديقة. وذكر هؤلاء أن مجموعة من المتشردين والمروجين والمستهلكين للمخدرات والخمور، يترددون باستمرار ليلا على هذه الحديقة، ويشرعون في ترديد الكلام الفاحش المخل بالآداب، إضافة إلى اعتراض سبيل المارة، وتهديدهم بالسلاح الأبيض، وممارسة العنف في حقهم. وطالب هؤلاء المواطنون الجهات الأمنية بتحمل مسؤوليتها، حتى لا تعود الحديقة إلى حالتها السابقة، إذ كانت ملاذا لقطاع الطرق والمتشردين والحمقى. وأكد هؤلاء أنه، رغم شكاياتهم ومراسلاتهم لمختلف المصالح، إلا أن الجريمة ما زالت منتشرة بالحي، مشيرين إلى تعرض مخدع هاتفي بباب الرموز للسرقة نهارا، ولم تتمكن الشرطة من كشف الجناة.