أصدر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي فتوى حرّم بموجبها الإساءة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة زوجة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أو النيل من الرموز الإسلامية لأهل السنة والجماعة. وأفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء الخميس 30-9-2010 بأن فتوى خامنئي جاءت في إجابة عن استفتاء وجهه جمع من علماء ومثقفي الإحساء (شرق السعودية) في أعقاب الإساءات الأخيرة التي وُجهت لأم المؤمنين عائشة. غضبة شيعية وطالب المستفتون آية الله العظمى علي خامنئي بإبداء رأيه حول ما ورد من "إهانة صريحة وتحقير بكلمات بذيئة ومسيئة لزوجة الرسول أم المؤمنين السيدة عائشة". وقال خامنئي جواباً على ذلك: "يحرّم النيل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوجة النبي بما يخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء خصوصاً سيدهم الرسول الأعظم". وتعد فتوى خامنئي هذه الأحدث والأرفع مستوى ضمن ردود الفعل الشيعية واسعة النطاق استنكاراً للإساءة التي وجهها ياسر الحبيب لأم المؤمنين السيدة عائشة. وكان العشرات من الرموز الدينية الشيعية البارزة في منطقة الخليج وإيران قد دانوا بشدة في تصريحات وبيانات التعرض بالإساءة للسيدة عائشة أو أي من أزواج النبي الأكرم (صلى الله عليه وسلم). وكان الداعية الشيعي ياسر الحبيب ورجل الدين العراقي مجتبى الشيرازي قد نظما حفلاً في العاصمة البريطانية لندن ليلة السابع عشر من رمضان الماضي في ذكرى وفاة السيدة عائشة (رضي الله عنها)، وتضمن إساءة مباشرة لها، حيث وصف الحبيب السيدة عائشة بأنها "عدوة الله وعدوة رسوله صلى الله عليه وسلم". وأحدثت تصريحات الحبيب والشيرازي في حق السيدة عائشة موجة غضب عارم في أوساط رجال الدين السنة والشيعة على السواء. ووصف رجال دين شيعة تصريحات الحبيب والشيرازي بأنها "منحرفة" وتدلّ على "الجهل والسفاهة والعمالة لقوى معادية للدين الإسلامي". وتناقلت مواقع إلكترونية محسوبة على الشيعة في منطقة الخليج بيانات إدانة واستنكار، ودعوة إلى رفض هذه السلوكيات المريضة التي تُسيء إلى مقام النبيّ (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته. وقال رجال دين شيعة إن التطاول على أم المؤمنين عائشة يمثل تعدياً على الأمة وطعناً في الإسلام والمسلمين. إسقاط الجنسية عن الحبيب وبعد تلك الضجة التي أثارها "تطاول" الحبيب على السيدة عائشة بادرت الكويت بتجريده من الجنسية، وذكرت الحكومة الكويتية أنها سحبت جنسية الحبيب التي حصل عليها بالتبعية، لكونه يحمل جنسيتين وهذا مخالف لأنظمة وقوانين الكويت. كما بدأت الحكومة الكويتية إجراءات قانونية للطلب من الإنتربول الدولي القبض على الحبيب. وحرصت الكويت في قرارها على الإمساك بالعصا من المنتصف، فلم تشر في القرار إلى تعدي الحبيب على العقيدة الإسلامية، وسب أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) تاركة ذلك إلى القضاء، بل اكتفت ببيان أسباب سحب الجنسية بالاستناد إلى امتلاك الحبيب جواز سفر دولة أخرى ولجوئه إلى دولة أجنبية (بريطانيا). ولقي قرار الحكومة بسحب جنسية المدعو ياسر الحبيب ترحيباً واسعاً داخل الكويت وخارجها، واعتبره عدد من النواب الكويتيين بداية لنزع فتيل الأزمة التي كادت تعصف بالبلاد، خصوصاً أن الحبيب كان قد أثار الرأي العام الكويتي والإسلامي بتصريحاته التي تضمنت عبارات شتم وإيذاء لمقام أم المؤمنين عائشة. كما أقام محاميان مصريان دعوى قضائية للمطالبة بوقف بث قناة "فدك" المملوكة للحبيب على النايل سات. كذلك شهد العديد من البلدان العربية تحركات على المستوى الجماهيري للرد على "تطاول" الحبيب على أم المؤمنين، خاصة في المغرب التي تبنت فيها أمهات حملة لتسمية مواليدهن الجدد باسم "عائشة" كوسيلة للدفاع عن "أم المؤمنين" ونشر اسمها. ولا تعد واقعة السيدة عائشة هي الأولى للحبيب المعروف بإثارته للجدل والتطاول على الصحابة، فقد سبق أن ألقت السلطات الكويتية القبض عليه ومحاكمته بتهمة "سب الصحابة" وصدر ضده حكم بالسجن 10 سنوات، ولكن أطلق سراحه بعد ثلاثة أشهر فقط وتمكّن من الهجرة غير الشرعية إلى العراق ثم إلى إيران ومنها سافر إلى بريطانيا حيث نال حق اللجوء.