حذر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، علي خامنئي، قوى المعارضة من إثارة المزيد من "الفوضى" في البلاد، فيما دعا عدد من رموز التيار الإصلاحي إلى إجراء استفتاء من أجل تجاوز الأزمة السياسية التي دخلتها البلاد في أعقاب الانتخابات الرئاسية. ودعا خامنئي، في لقاء مع مسؤولي البلاد بثه التليفزيون المحلي ، علماء بلاده إلى أن يكونوا "حريصين على ما يقولونه وعلى ما لا يقولونه"، مستنكرا التدخل الأجنبي المزعوم في شؤون البلاد عقب انتخابات الرئاسة التي جرت يوم 12 يونيو. وأضاف خامنئي أنه "قد تكون هناك أطياف سياسية مختلفة في إيران، إلا أنه عندما يدرك المواطنون أن العداوة تكمن داخل النظام )الحاكم(، فإنهم نتيجة لذلك سيحرصون على بعدهم )عنه(". ورغم عدم تحديد خامنئي للطرف المقصود من كلامه، لكن يبدو أنه كان يشير إلى خطبة يوم الجمعة الماضي التي ألقاها الرئيس الإيراني السابق، أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي وصف التطورات الأخيرة في البلاد بأنها "أزمة". واتهم خامنئي أعداء بلاده بدعم الاضطرابات الأخيرة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في إيران، قائلا إن تدخل الخارج ، وخصوصا وسائل إعلامه, واضح جدا، وإن ادعاءاته بأنه لا يتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية هي علامة على خزيه. من جهة أخرى، ذكر موقع إصلاحي على الإنترنت، أن زعيم المعارضة الإيراني، مير حسين موسوي، قال إن القبض على إيرانيين موالين للإصلاح , لن ينهي نزاعا بشأن انتخابات الرئاسة في إيران. ونقل موقع مشاركت على الإنترنت عن موسوي قوله "أليست هذه إهانة ل40 مليون ناخب أن يجري ربط المحتجزين بدول أجنبية؟ أحباؤنا في السجن والمحامون غير قادرين على الوصول إليهم وهم تحت ضغط لانتزاع اعترافات منهم". ودعا موسوي السلطات إلى الإفراج عن محتجين محتجزين منذ انتخابات الرئاسة الإيرانية. وقال خلال اجتماع مع عائلات المحتجزين "من يصدق أن هؤلاء الناس -وكثير منهم شخصيات بارزة- يمكن أن يتعاملوا مع أجانب، وأن يعرضوا مصالح بلادهم للخطر، يجب أن يفرج عنهم على الفور". وفي موضوع ذي صلة، قال المدير العام لشؤون الانتخابات بوزارة الداخلية الإيرانية ، علي أصغر شريفي ، إن شائعة التزوير في الانتخابات الرئاسية الإيرانية روج لها أعداء إيران منذ عدة أشهر قبل الانتخابات، وإنها هدفت ل"إضعاف رصيد النظام والحيلولة دون مشاركة المواطنين" فيها. وفي تفاعلات أخرى للوضع السياسي بإيران، طالب عدد من رموز التيار الإصلاحي، بينهم الرئيس السابق، محمد خاتمي، بإجراء استفتاء بشأن شرعية إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. ونقل موقع إلكتروني إصلاحي عن خاتمي قوله ا، خلال اجتماع مع عائلات المعتقلين السياسيين، إن "المخرج الوحيد للأزمة الحالية هو استفتاء يسأل فيه الشعب حول ما إذا كان راضياً بالوضع السياسي الراهن أم لا". ويرى خاتمي وعدد من العلماء الإصلاحيين أن تنظيم استفتاء بات ضروريا لإعادة الثقة إلى الشعب. وقال خاتمي إنه "إذا صوتت الأغلبية لصالح )إعادة انتخاب نجاد( ، فإننا )المعارضة( سنسلم أيضا". وعلى صعيد آخر، نفى مستشار في رئاسة الجمهورية أنباء عن استقالة أسفنديار رحيم مشائي، النائب الأول لنجاد. وكانت وكالة أنباء «بانا » ، الممولة من وزارة التعليم الإيرانية، ذكرت أن مشائي قدم استقالته من منصبه، بعد انتقادات شديدة قوبل بها اختياره لهذا المنصب بسبب تصريحات سابقة له قال فيها إن إيران صديقة للشعب الإسرائيلي.