عاشت جماعة زومي، بإقليم شفشاون، التابعة إداريا لعمالة وزانالجديدة، الأسبوع الماضي، على هول حادثين خيما بظلالهما على جميع سكان الجماعة. فبعدما تخلى عنها خطيبها في آخر لحظة، وكان وعدها بالزواج، لم تجد فتاة، في حوالي الثلاثين من عمرها، أمامها سوى تناول سم الفئران، لتضع حدا لحياتها، وتخلف وراءها عددا من الأقاويل والتساؤلات، التي ظلت الإجابة عنها معلقة، إذ "رحلت الفتاة، ورحل سرها معها"، كما يردد ذلك الأقارب والجيران. ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل تطورت بشكل مفاجئ، إذ استشاط شقيق الفتاة غضبا، وأخذ يتحين الفرصة للانتقام لأخته وللعائلة، فرسم خطة للإيقاع بخطيبها، حتى تمكن من مباغتته، بينما كان بمفرده داخل سيارة، كانت في مدخل الجماعة. ودون أدنى تفكير، تقدم شقيق الفتاة نحو الخطيب، واستل سكينا كبيرا، ووجه بكل قواه، ضربة إلى صدر الضحية، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة، وفارق الحياة. وفور أخذهم علما بذلك، هرع رجال الدرك الملكي والسلطات المحلية، إلى عين المكان، وبعد عملية تمشيط، تمكنوا بمساعدة المارة، الذين حاصروا المتهم وحالوا دون فراره، من إيقافه، حاملا في يده السكين المستعمل في القتل. وبعد ذلك، باشر رجال الدرك الملكي بحثهم مع المتهم قبل تقديمه للمحاكمة. والجدير بالذكر، أن هذا الحادث يعتبر الثالث من نوعه في المنطقة، إذ سبق أن أقدمت فتاة أخرى، السنة الماضية، على الانتحار، بعد أن شنقت نفسها بواسطة حبل، لأسباب تمثلت، أساسا، في "كلام الناس"، الذين لاموها، لأنها عقدت قرانها مع شخص ذي بشرة سوداء.