نجح المجتمع المدني المغربي في المنطقة الحدودية، بني أنصار، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء 18-8-2010، في ثاني عملية من نوعها، لمنع دخول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والأسماك إلى داخل أسواق مدينة مليلية، الخاضعة للسلطات الإسبانية . وبذلك يكون المجتمع المدني، غير الحكومي، المتواجد في اعتصام مفتوح للأسبوع الثالث على التوالي في المنطقة الحدودية، بني أنصار، ترجم ما سبق أن هدد به الليلة الماضية، بأنه سيعترض مرور أي مواد تموينية غذائية قادمة للمغرب، والمتجهة إلى مليلية، في ثاني عملية في رمضان، وهي العملية التي وصفها بالنوعية والناجحة ميدانياً. ويأتي الحراك المدني المغاربي بهدف الاحتجاج على ما يعتبرونه في الناظور، الممارسات العنصرية والاستفزازية التي قامت بها الشرطة الوطنية الإسبانية ضد مغاربة كانوا يعبرون مدينة مليلية، لولوج المغرب قادمين من أوروبا لقضاء الإجازات الصيفية. من جهة ثانية، فعملية إغلاق الطريق على شاحنات نقل السلع الغذائية، هي رغبة في تحسيس نوعي وغير مسبوق للمغاربة الذين يشكلون حوالي 50 في المئة من سكان مدنية مليلية، والحاملين للجنسية الإسبانية، والذين يعتبرون كتلة ناخبة هامة تساهم في نجاح الحزب الشعبي اليميني، الحاكم حالياً في إسبانيا، والذي ينهج بحسب المتابعين من داخل مدينة مليلية سياسة عنصرية في التعاطي مع المغاربة العابرين لبوابة مليلية قادمين أو قاصدين المغرب. وبحسب الصحافة الإسبانية لمدينة مليلية، فإن الاحتجاجات المفتوحة للمجتمع المدني في مدينة الناظور أدت إلى تجفيف أسواق المدينة الواقعة في شمال المغرب، والخاضعة للسلطات الإسبانية، من المواد الغذائية والأسماك الطرية التي ظل المغرب لسنوات طويلة مصدراً أساسياً لها من طرف تجار مغاربة. ويهدف المجتمع المدني في مدينة الناظور، عير سلسلة الاحتجاجات التي يقودها، إلى لفت انتباه الحاملين للجنسية الإسبانية من أصل مغربي، الذين يشكلون بحسب التقديرات حوالي نصف سكان المدينة، والذين يشكلون كتلة انتخابية هامة في مواجهة اليمين الإسباني ممثلا في الحزب الشعبي المشرف منذ سنوات على إدارة أمور الحكومة المستقلة لمليلية، والتي تتبنى بحسب المجتمع المدني المغربي سياسة عنصرية تجاه المغرب، وسكان المناطق الشمالية المحاذية لمليلية. ومن هذا المنطلق، يرغب المجتمع المدني المغربي في دفع سكان مليلية من أصل مغربي إلى الإحساس بمعانات المغاربة مع البوابة الحدودية لمليلية، من المغاربة القادمين من أوروبا لقضاء الإجازات في المغرب، والذين تتصرف معهم الشرطة الوطنية الإسبانية في مليلية بشكل سيئ، بحسب تعبير المجتمع المدني المغربي، أو من المغاربة الذين يقصدون مليلية لأمور مهنية أو تجارية أو إدارية أو زيارات عائلية، بحكم وجود عائلات مقسمة بين المغرب ومليلية.