في أمسية فنية أنيقة تم مؤخرا الاحتفاء بثلاثة كتب موسيقية صدرت حديثا لثلاثة أبناء من هذه المدينة هي: «العائش في النغم» الموسيقار مصطفى عائشة الرحماني» تأليف الدكتورة سعاد أنقار وتقديم سميرة القادري. وكتاب «الأجواء الموسيقية بتطوان وأعلامها» لمحمد الحبيب الخراز وتقديم سعاد أنقار. وكتاب «ديوان الآلة» للمهدي الشعشوع وتقديم الأستاذ مالك بنونة. وقد تميزت الأمسية بحضور مكثف، وبعروضها العميقة التي أثبتت توافر مدينة تطوان على أجواء فنية برع أهلها في صناعة الموسيقى سواء تعلق الأمر بالموسيقى الأندلسية أم الموسيقى الكلاسية. وهكذا استعرضت سعاد أنقار أهم أفكار كتاب «الأجواء الموسيقية بتطوان وأعلامها»، وأكدت على أهمية الكتاب من حيث تركيزه على سير شخصيات موسيقية معروفة في المدينة وكذا باقي مدن شمال المغرب. كما أشارت إلى تناول الكتاب لمختلف أجواء الموسيقى بتطوان من أجواق، وجمعيات، ونساء بارعات في هذا المجال، ومؤسسات، وأحداث عرفتها المدينة، مما جعل من هذا المؤلَّف سياحة جميلة منحت القارئ كثيرا من المعلومات الموسيقية والطرائف الجديدة. إثر ذلك تطرقت سميرة القادري في تقديمها لكتاب «العائش في النغم» للموسيقار مصطفى عائشة الرحماني» إلى الالتفاتة الجميلة التي قامت بها الدكتورة سعاد أنقار من خلال تناولها حياة وأعمال المرحوم مصطفى عائشة، وهو موسيقي من مدينة تطوان، أعماله جديرة بالاهتمام والكتابة عنها، نظرا إلى تميزها بالجدية والعمق والتجديد الموسيقي. وقد قدمت سميرة القادري تفاصيل الأبواب الأربعة التي شملها الكتاب، كما عرجت في أحايين كثيرة على الحديث عن علاقاتها الفنية بهذا المؤلف المبدع وهي علاقة أفرز من خلالها هذا الثنائي (الرحماني- القادري) عددا كبيرا من أغاني اللييدير والرومانس والكانطاطا وغيرها، قُدمت في عروض وأماكن مختلفة. وفي عرض لمالك بنونة حول مؤلف «ديوان الآلة» للمهدي الشعشوع رئيس جوق المعهد التطواني، أبرز أهمية الكتاب من حيث هو خطوة مهمة أضيفت إلى قائمة كتب الخزانة المغربية المهتمة بالموسيقى الأندلسية، حيث ضم هذا الكتاب مجموعا غنائيا من نصوص النوبة الأندلسية المغربية. وقد كان القصد من هذا المؤلف الضخم رصد كثرة الاختلافات الموجودة بين المصادر الغنائية الأندلسية سواء تعلق الأمر بالمصادر القديمة منها أم الحديثة، مما دفع بالكاتب إلى الاطلاع على عديد من الدواوين الغنائية، وإلى البحث في مصادر النصوص، والمقارنة بينها، وتحقيق الصنائع من نواحي متعددة، وكذا مقارنتها بالمستعملات الجزائرية والتونسية والليبية. وقد أدار الجلسة الفنية باقتدار عبد الرحيم الشاهد، وخُتم اللقاء بفتح باب المناقشة والتعليق على ما تم عرضه.