تعرف كلية العلوم بتطوان حركة إضرابات متتالية منذ عدة أسابيع (أكثر من شهر)، لدى كل المستويات والتخصصات في غياب تام لأبسط تجاوب من طرف الجامعة أو الوزارة. الطلبة يعللون حركتهم الإضرابية بعدد من المطالب التي لم تعرها الإدارة أدنى مجهود للمتابعة والتسوية، حيث اعتمد الرد الإداري على أدوات قديمة مهترئة وهي التجاهل واللامبالاة. ويأتي على رأس المطالب الطلابية السماح لهم باجتياز الدورة الاستدراكية دون تحديد العتبة، وعدم الإشارة في أوراق النقط إلى الدورة التي نجح فيها الطالب هل هي عادية أم استدراكية. كما يطالب الطلبة بتوفير الحافلات للكلية، وهي منطقة معزولة وتتعرض فيها الطالبات للتحرش والاعتداء في الساعات المتأخرة من الحصص المسائية. وإذا كان الجميع لا يتفق مع مطالب الطلبة، خصوصا منها المتعلقة بعدم تحديد عتبة لاجتياز الدورة الاستدراكية، فإن هذا لايمنع من فتح حوار جدي مع الطلبة الذين دخلوا شهرهم الثاني من الإضراب، الأمر الذي سينعكس على تكوينهم وعلى ظروف تحضيرهم للامتحانات العادية أو المستدركة. هذا، و من جهة ثانية فقد أدت لا مبالاة المسؤولين إلى التصعيد الذي تجلى في مقاطعة الدورة الاستدراكية للفترة الأولى، وإحضار الطلبة لأدوات الطبخ (من بينها قنينة الغاز) والمبيت إلى باب العمادة. ولم يكتف الطلبة بالاحتجاج داخل كلية العلوم، ولكن نقلوا وقفاتهم الاحتجاجية إلى باب رئاسة جامعة عبد المالك السعدي، ولا من مجيب !!! كما أدى تجاهل الإدارة و لامبالاتها إلى تجاوز الطلبة لحق الإضراب والمقاطعة إلى مستوى فرضهما على الطلبة غير المضربين وغير المقاطعين، حيث يقتحمون المدرجات والفصول لإخراج الطلبة غير المشاركين في الإضراب، كما عملوا على إفساد عملية اجتياز الدورة الاستدراكية بالنسبة للطلبة الذين كانوا يرغبون في اجتيازها، آخذين منهم أوراق الامتحان بالقوة !! أمام حياد سلبي للمسؤولين، وهو أمر غير مقبول، خطير و لا يمت بصلة إلى المبادئ النضالية والعمل الطلابي النبيل. إن الإدارة تتحمل المسؤولية ومطالبة بتوفير ظروف الدراسة في الفصول والمدرجات والمكتبة واجتياز الاختبارات الاستدراكية لمن يريد ذلك، ووضع حد للعبث والفوضى المتجلية في منع الأساتذة من إلقاء دروسهم والسهر على امتحاناتهم. إن الإدارة وعلى رأسها وزارة التعليم العالي و رئاسة جامعة عبد المالك السعدي مطالبتان بفتح حوار جاد مع الطلبة والنظر في إمكانية تحقيق مطالبهم جزئيا أو كليا. إن طلبة كلية العلوم بتطوان يدخلون أسبوعهم الخامس من الإضراب والاحتجاجات والاعتصامات والحلقيات داخل المؤسسة دون أبسط استجابة لحل مشاكلهم. الطلبة وآباءهم يستنكرون هذه الوضعية، ويطالبون الوزارة والجامعة وكل المسؤولين بوضع لسياسة صم الآذان من أجل العودة إلى دراستهم وتفادي سنة بيضاء بدأت تلوح في الأفق.