يبدو ان التصريحات الصادرة عن صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار بشأن "إمكانية تحالفه مع المعارضة"، خارج مع تم الالتزام به في إطار الاغلبية، لم يكن مجرد كلام في الهواء، فاختيار مزوار إطلاق هذه التصريحات، يوما بعد اعلان نتائج استحقاقات 4 شتنبر، واصراره على ان يكون ذلك قبل اجتماع الاغلبية، بحيث كان هو وراء تأجيل انعقاد لقاء قادة الاغلبية الى ما بعد "رسالته المبطنة" في الندوة الصحفية التي عقدها كان "مدروسا"، وهو ما تأكد الان بعد "فشل" ثلاث لقاءات متتالية لقادة الاغلبية لتدبير قضية التحالفات. اخر اللقاءات، انتهى قبل قليل، وخرج فيه قادة الاغلبية ب"صفر" اتفاق، والسبب "تعنث" مزوار، ورفضه قبول الخضوع لمنطق الاغلبية للتحالف في مجموعة من المدن، وعلى رأسها تطوان. وكشف بلاغ صدر عن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، قبل قليل، عن فشل المفاوضات الجارية. وسارع حزب العدالة والتنمية إلى إصدار بيان أكد فيه عدم استبعاد إمكانية التحالف مع باقي الأحزاب الوطنية الراغبة في ذلك"، في إشارة صريحة منه إلى رغبة المصباح في فتح باب التحالف مع أحزاب المعارضة، خصوصا، الاستقلال والاتحاد الاشتراكي. البيان وإن كان أكد أيضا حرص حزب العدالة والتنمية على احترام منطق الأغلبية الحكومية في تحالفاته، وإشراكها ما أمكن في تدبير الجماعات الترابية التي حصل بها الحزب على الأغلبية المطلقة، شدد على وفائه بجميع الالتزامات والاتفاقات التي تمت لحد إصدار هذا البلاغ مع مكونات الأغلبية الحكومية"، فإنه يعتبر إشارة صريحة على إمكانية تخلي الحزب عن حلفائه والبحث عن حلفاء جدد. البيان رسالة واضحة على فشل اللقاء الثاني لزعماء أحزاب الأغلبية الحكومية، في حل كل النقط الموضوعة على جدل الاعمال، فيما يخص التحالف على مستوى الجهات والمدن الكبرى، ليتم تأجيل الامر الى لقاء اخر ينتظر ان ينعقد غدا. إلى ذلك، كشف مصدر مطلع لموقع اليوم 24، فضل عدم الكشف عن هويته، أن رشيد الطالبي العلمي، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، متشبث برئاسة بلدية بلدية تطوان، ولم يوافق على رئاسة جهة طنجةتطوانالحسيمة، وهو ما فسره المصدر بمحاولة الطالبي العلمي تفادي مواجهة مباشرة مع إلياس العماري، القيادي النافذ في حزب الأصالة والمعاصرة. وأوضح المصدر أن إخوان بنكيران بتطوان هددوا بالتحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة إذا ما ظل الطالبي العلمي متشبثا برئاسة مجلس المدينة، معتبرين حصولهم على 23 مقعدا مقابل 16 مقعدا للأحرار "تفويضا شعبيا" لهم كي يعودوا لتسيير الجماعة لولاية ثانية. وقال قيادي من حزب العدالة والتنمية، فضل عدم ذكر اسمه، ان حزب العدالة والتنمية لن يفرط في مدينة تطوان التي احتل فيها المرتبة الأولى،"تطوان ديالنا محيدهاش الطبيب"، يشدد قيادي المصباح، قبل أن يستدرك أن هذا لا يعني التحالف مع "البام" الذي يظل خطا أحمرا، مؤكدا أن الأمر سيحسمه زعماء الأغلبية. وكان صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار قد كشف في مؤتمر صحفي لحزبه عقب نتائج انتخابات 4 شتنبر عن إمكانية تحالف حزب الحمامة مع أحزاب المعارضة على مستوى الجهات والمدن الكبرى، في الوقت الذي يرفض فيه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة، حيث صرح أكثر من مرة أن التحالف مع "البام" خط أحمر، مما يرجح أن تكون هذه من النقط الخلافية بين مزوار وبنكيران. وذكرت مصادر اليوم 24 ان رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران خرج "غاضبا" من لقاء الاغلبية الذي انتهى قبل قليل، وهو ما يفسر "الرسالة" الواضحة التي كشفها بلاغ الأمانة العامة للمصباح، والتي فتحت الباب امام إمكانية التحالف مع احزاب اخرى، وصفتها ب"الوطنية". مصادر اليوم 24 قالت بان البيان رد مباشر على "مزوار يفيد ان تعنثه يمكن ان يقود نحو سيناريو اخر قد يمد فيه المصباح يده لاحزاب اخرى خارج الاغلبية على ان يخضع ل"الابتزاز"".