الحسد هو من أمراض النفوس والقلوب، وهو كراهية الحاسد لنعمة الله على أخيه، وتمنِّيه زوالها عنه. قال الله تعالى في كتابه الكريم: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا} (سورة النساء، الآية: 54) الحسد: بفتح السين مصدر حسد، ومعناه في اللغة: تمني الحاسد زوال نعمة المحسود. وهو في الشرع أعم منه في اللغة، فقد ذكر العلماء له أربع مراتب: الأولى: أن يحب الحاسد زوال النعمة عن المحسود، وإن كان ذلك لا ينتقل إليه، وهذا في غاية الخبث. الثانية: أن يحب زوال النعمة عن المحسود وتحولها إليه، لرغبته في تلك النعمة، مثل رغبته في داره الحسنة، وامرأته الجميلة. الثالثة: أن لا يشتهي الحاسد عين النعمة لنفسه، بل يشتهي مثلها، فإن عجز عن مثلها أحبَّ زوالها كي لا يظهر التفاوت بينهما. الرابعة: الغبطة، وهي: أن يشتهي لنفسه مثل النعمة التي لغيره، فإن لم تحصل فلا يحب زوالها عنه. وهذه الأخيرة هي المرتبة المعفو عنها إن كانت في شأن دنيوي، والمندوب إليها إن كانت في شأن ديني. والثالثة: فيها مذموم، وفيها غير مذموم، والأولى والثانية مذمومتان بإطلاق، وتسمية الأخيرة حسداً فيه تجوُّز وتوسع، ولهذا تسمى الغبطة أيضا. والله أعلم.