الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأرض المباركة: عقائد فاسدة ولعبة الأمم المتحدة ( الحلقة الثانية )
نشر في تطوان بلوس يوم 31 - 01 - 2021

أشرنا في مقال سابق إلى أن الله سبحانه بارك في أرض بيت المقدس وما حولها للعالمين ونجا إليها خليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم وسار إليها كليم الله موسى لفتحها ، وولد فيها عيسى ابن مريم ( كلمة الله إلى مريم وروح منه ) ، وهي مسرى خاتم النبيئين رسول الله إلى الناس أجمعين وانطلاق معراجه من بيت المقدس إلى السموات العلى وتوحيد القبلتين بالمسجد الأقصى والمسجد الحرام بمكة [1].
وأشرنا أن اليهود يعتقدون أن هذه الأرض ، من النيل إلى الفرات ، وعدها الله أن تكون من حق بني إسرائيل ، ورأينا كيف أن كتبهم لا زالت تحتفظ بوعود الله لذرية سيدنا إبراهيم ومنهم سيدنا إسماعيل سيجعل منه أمة عظيمة كما هو مكتوب عندهم ، ولكن اليهود يدعون أن إسماعيل هو ابن أمة وليس في مستوى ابنه إسحاق أب إسرائيل يعقوب عليه السلام [2].
وأشرنا إلى أن المسيحيين يقولون أنهم يؤمنون بالتوراة (العهد القديم ) وأن الله نزع من اليهود الأفضلية وعهدها إليهم لأن اليهود كفروا برسالة عيسى ابن مريم ابن الله وأن عهده ( العهد الجديد ) انتقل إليهم وأنهم أحق بهذه الأرض ، رغم أن فقرات من الكتب المقدسة عندهم (على ما فيها من تناقضات ) تبشر بمجيئ خاتم النبيئين وفقرات لا يعقلها عاقل كعراك إسرائيل والله سبحانه تعالى الله سبحانه [3].
وهكذا فقد قال اليهود أنهم هم الشعب المختار ، واختلف معهم أتباع عيسى هم أيضا فيما عندهم من العلم وقالوا بأنهم هم الأفضل أتباع ابن الله يخلصهم من كل الذنوب ، (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ) [4] .
أخرج اليهود من فلسطين وإجلاءهم منها، وبقي فيها المسيحيون الذين أصابتهم فتن كبيرة وانقسموا إلى
طوائف وتفرقوا في الأمصار هم أيضا ونسوا حظا مما ذكروا به من كتب الله حتى جاء الإمبراطور قسطنطين
( 325 م.) وتم إلغاء أناجيل والاعتراف بأربعة منها فقط ( وكتب أخرى كما أشرنا ) يؤمن بها المسيحيون ويقولون أنها ملهمة إلى رسل الله رغم ما فيها من تناقضات والله سبحانه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا) [5] .
نور الله ورحمته
طال الأمد على أهل الكتاب واختلطت الفلسفة بالنصوص الدينية والخرفات وتجبر رجال الدين عندهم من الأحبار والرهبان تحكموا في تابعيهم بشرائع دينية ما أنزل الله من سلطان . وشاءت رحمة الله أن يبعث في الناس جميعا خاتم النبيئين وينزل عليه القرآن ( كلام الله ) وجعل من محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ويحفظ القرآن من كل تحريف وتبديل وتبيانا لكل شيء ، ويكون الرسول إسوة للناس أجمعين يبين كيفية العمل بكتاب الله ويرشدهم بحكمته ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )[6].
جعل الله عز وجل في كتابه العزيز آيات معجزات تدعو إلى الإيمان، فمنها ما تخاطب عقول عوام الناس والدعوة إلى عدم عبادة التماثيل والأوثان التي لا تنفع ولا تضر، ومنها ما تدعو إلى التفكر في ملكوت السماوات والأرض وأن لها خالق ومدبر، ومنها ما تخبر عن بداية وكيفية خلق السماوات والأرض هداية للفلكيين والعلماء ، ومنها ما تبين بداية خلق الإنسان من طين وتطوره في رحم أمه ليكون نسله من نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم خلقا آخر ثم الموت ثم البعث ليؤمن الأطباء وغيرهم .
ومنها ما يرشد إلى كيفية إحياء الأرض وخروج المرعى والثمرات وحب الحصيد للفلاحين وغيرهم ، ومنها ما يتحدى الشعراء والكتاب من الإنس والجن بجمال التعبير وقوة التأثير ، ومنها ما تخبر علماء التاريخ والآثار عن مآل ومواقع أقوام سابقين ، ومنها ما تخبر عن موقع وأحداث وقعت كانتصار الروم على الفرس بعد بضع سنين ، وفتح مكة في القريب بغير حرب، ومنها ما تخبر عن هزيمة الكفار والمشركين وانتشار الدين في الأرض الخ. (ولقد ضربنا للناس فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ. وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ )[7].( قلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يأتون ِبمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)[8] .
حقيقة ادعاءات اليهود والنصارى
يؤمن المسلمون أن الله يؤتي ملكه من يشاء ويختص برحمته عباده المؤمنين سواء أكانوا من بني إسرائيل أو من بني أبناء عمومتهم بني إسماعيل أو غيرهم ذلك أن الدين عند الله الإسلام وأن عهده ونصره لا يكون للظالمين وأن منطق القرب عند الله هي الطاعة والتقوى ، وأن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب لم يكونوا هودا أو نصارى ، بل وحتى يوسف وداود وسليمان وموسى كانوا مسلمين ، ويقرأ المسلمون في القرآن كلام الله :
+ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[9]
+ ربِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [10].
+ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ[11].
+ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ[12].
إذن فكل الرسل والأنبياء ومن اتبعوهم بإحسان هم مسلمون ، أما ملك الله وأرضه فيؤتيها من يشاء من عباده الصالحين و النصر والغلبة والاستخلاف في الأرض تكون للمسلمين ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ لَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.[13]
دين الحق
بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للناس أجمعين، وكان القرآن، كلام الله، هو قوة جهاده (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [14] فآمنت به العرب ثم ذهب أصحابه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم إلى الأمصار يفتحونها ويعلمون الناس دينهم ودخلت الشعوب والأمم في دين الله بآسيا وأوروبا وإفريقيا، وتسلم عمر ابن الخطاب الخليقة الثاني مفاتح القدس من أهلها ( سنة 637 م.) . بعد الفتح الإسلامي للقدس، سمح لليهود بزيارة وممارسة شعائرهم الدينية بحرية في القدس من قبل الخليفة عمر بعد ما يقرب من 500 سنة من طردهم من الأراضي المقدسة من قبل الرومان.
لمحة تاريخية
ظل اليهود والمسيحيون يؤمنون بعقيدتهم الفاسدة وأنهم أبناء الله وأحباؤه ويتربصون بالإسلام والمسلمين الدوائر ، وأنهم أحق بأرض فلسطين وما حولها مهد ديانتهم ، وظلت أرض فلسطين بسكانها من المسلمين تحت حكم المسلمين لا يهدده شيء حتى جهز المسيحيون الأوروبيون حملات على فلسطين من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر خلال فترة 1096/ًَ1291 م .
حملات الصليبيين
خلال هذه الفترة قام المسيحيون بحملات دينية تحت شعار الصليب وكانت سلسلة من الصراعات العسكرية ذات طابع ديني بررت بتطبيق "إرادة الرب" عن طريق الحج إلى الأرض المقدسة للتكفير عن الخطايا خاضته معظم دول أوروبا المسيحية لاستعادة القدس والأراض المقدسة عندهم ومات فيها الملايين.
ففي 4 يوليو 1187 وقعت معركة حطين التاريخية انتصر فيها السلطان صلاح الدين الأيوبي سلطان مصر والشام فحرر القدس في 2 أكتوبر 1187، فقام البابا غريغوري الثامن بالدعوة إلى حملة صليبية جديدة ، ثم كانت حملات صليبية أخرى قادها الباباوات منها عام 1187 رداً على استرداد صلاح الدين للقدس وعودتها للمسلمين .
وفي عام 1202 حملة دعا إليها البابا اينوقنتيوس الثالث ، وحملة صليبية أخرى عام 1213 سعى إليها البابا انوسنت الثالث ، وحملة سادسة قام بها الإمبراطور فريدريك الثاني هوهنشتا الألماني في صيف 1228، ثم أدت الهزيمة التي لحقت بفصائل الصليبيين عام 1244 وخسارتهم التامة للقدس إلى ترتيب الحملة الصليبية السابعة، فقادها الملك الفرنسي لويس التاسع وتوجه بها إلى مصر واستمرت الحملة بين عامي 1248 و1254، ثم الحملة الثامنة انطلق في هذه الحملة لويس التاسع ملك فرنسا في عام 1270، وبين 1443 إلى 1444 حدثت آخر حملة صليبية بتمويل من بابا روما هي "حملة ڤارنا الصليبية" وقتل الملك ڤلاديسلاڤ الثالث والمبعوث البابوي المحرض على الحملة .[15]
عودة الصليبين
بقيت الأرض المباركة بأيدي المسلمين دولة بعد أخرى إلى أن ضعفت الإمبراطورية العثمانية وسقوطها وتقسيم المناطق التي كانت تحت نفوذها فكانت فلسطين من نصيب الانتداب البريطاني. وهكذا لم ينس اليهود والنصارى أطماعهم وحسدهم للإسلام والمسليين واستولوا على فلسطين وما حولها وتسلل إليها اليهود بمساعدة دولة المملكة المتحدة عملا بوعد بَلفُور ( بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917 ) وهو بيانٌ علنيّ أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس "وطن قوميّ للشعب اليهوديّ" في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية ذات أقليّة يهوديّة ثم جاء تقرير جمعية الأمم المتحدة عام 1947 ( تسيطر عليها دول الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا المسيحية) فأعطت الجمعية لليهود الجزء الأكبر من الأرض رغم قلتهم وجزء صغير من فلسطين إلى أصحابها والقدس وبيت لحم لها صبغة دولية، أعطى القرار اليهود دولة تمثل نحو 56.5% من إجمالي مساحة فلسطين التاريخية ، رغم أن أعدادهم لم تتجاوز آنذاك نسبة 33% من إجمالي سكان فلسطين ومنح القرار العرب الذين بلغت نسبتهم السكانية حوالي67%، يمتلكون غالبية الأراضي، ما نسبته 43.5% من"فلسطين التاريخية".
وهكذا يتحقق قوله سبحانه ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) [16] .
لم يعترف اليهود رغم ذلك بقسيم الأمم المتحدة واعتبروا أن فلسطين وما حولها هي أرض الميعاد وساعدهم في ذلك بقوة دول غرب أوروبا وأمريكا . نشبت صراعات ومواجهات عنيفة بين اليهود ( مدعومين بدول غربية مسيحية قوية ) وبين عرب فلسطين مدعومين بدول عربية ضعيفة ، ثم تواصلت هذه المواجهات خلال سنوات 1948 و1956 و1967 و1973 فكانت الغلبة في كل مرة للإسرائيليين مدعومين بدول مسيحية كثيرة وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا .
وهكذا نرى أن الإسرائيليين اليهود اتخذوا من فلسطين وما حولها أرض الميعاد ووفاقهم على ذلك المسيحيون بدول غرب أوروبا وأمريكا الذين يؤمنون بكتاب العهد القديم واعتبروا إسرائيل رأس حربة لهم وسهم متقدم في صدور المسلمين ونكاية بهم ، واستمر تخاذل العرب والمسلمين وقبلوا بقرار تقسيم فلسطين إلى دولتين كما فعلت بعد ذلك حتى السلطة الفلسطينية ، ولكن اليهود راوغوا وماطلوا بقبول قرارات الأمم المتحدة عن طريق مفاوضات عبثية مدعومين بالدول الغربية القوية ، وهكذا قام اليهود بالاستيلاء شيئا فشيئا على المزيد من الأراضي الفلسطينية وأراضي أخرى بدول مجاورة كمصر والأردن وسوريا ولبنان سعيا وراء تحقيق حلمهم بالدولة الكبرى من النيل إلى الفرات حسب ما جاء في كتبهم المقدسة .
مقابل ذلك اعتبر سياسيو العرب والمسلمون المنهزمون أن القضية سياسية وحلها بيد الأمم ثم قام الرئيس الأمريكي ترامب خلال ولايته أخيرا بنقل سفارة بلاده إلى القدس واعترف بها كعاصمة لإسرائيل واقترح على السلطة الفلسطينية والدول العربية " صفقة القرن " تقضي بضم المزيد من أراضي الفلسطينيين والاعتراف بدولة إسرائيل وتطبيع العلاقات معها مقابل مكافآت مالية واستثمارات مهمة . قبل مسؤولو بعض الدول العربية بصفقة القرن وبتطبيع العلاقات مع إسرائيل واعترافهم بما فعله الإسرائيليون من قتل وتهجير للفلسطينيين وتدنيس للبيت الأقصى المبارك ، واعتبروا أن القضية سياسية وحلها ليس فقط بيد الأمم بل وافق بعضهم على صفقة القرن طمعا في حماية دول الغرب لهم من بعضهم وفيما قد يجنونه من استثماراتهم اليهود والأمريكان .

إن هذا هو واقع الدول العربية والإسلامية حاليا أصبحوا طعمة صائغة لأعدائهم ويؤدي بعضهم الجزية لهم ، وصدق فيهم قول رسولهم حين قال " يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ؟ قال " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال " حب الدنيا وكراهية الموت "[17] . وقال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه."[18]
هذه أيام الله يداولها بين الناس ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فما علينا إلا أن نأخذ بالأسباب فقوة المسلمين تكمن في التمسك بكتاب الله والعمل به لينصرهم الله على أعدائهم (هوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا . مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [19] .
إن الغد مشرق وما علينا إلا أن نأخذ بالأسباب ونعد القوة، كيف ذلك ؟ يتبع
[1] https://tetouanplus.com/78241.html الأرض المباركة : عقائد فاسدة ولعبة الأمم المتحدة
[2] نفس المصدر
[3] نفس المصدر
[4] البقرة 113
[5] النساء 82
[6]سورة النحل 89
[7]سورة الروم 58
[8]سورة الإسراء 88
[9] البقرة 140
[10] يوسف 101
[11] يونس 84
[12] آل عمران 52
[13] النور 55
[14] سورة الصف 9
[15] https://ar.wikipedia.org/wiki حملات صليبية
[16] آل عمران 186
[17] https://www.islamweb.net/ar/fatwa/319444
[18] https://right-islam.yoo7.com/t210-topic
[19] سورة الفتح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.