بالأمس غادرتنا إلى دار البقاء, الإعلامية المقتدرة إيقونة الإعلام بإذاعة طنجة : شفيقة صباح بعد معاناة مريرة مع المرض والوحدة , وبعدما حيكت حولها خيوط النسيان والتهميش ... بحثت عنها ويعلم الله كم تمنيت إن ألقاها ... بحثت عنها في كواليس المدينة ... وسألت عنها كل أصدقاءها وكل معارفها, وحتى زملاءها الذين رافقوها عمرا ... ويتحسرون على أيام الزمن الجميل الذي كانت السيدة شفيقة صباح أيقونة الإعلام فيه ... فقيل لي أنها اعتزلت العالم والناس... وأنها اتخدت الصمت رفيقا وكالعظماء فضلت الابتعاد بكبرياء عن كل الأضواء ...بعدما أدت رسالتها العظيمة على أكمل وجه, بحيث ساهمت في تكوين وبناء أجيال بتقديم برامجها الرائعة عبر الأثير. فكانت شمسا تبعث الأمل والحياة بصوتها الدافئ لكل من يستمع إليها نهارا . وكانت قمرا يضيء ليل الساهرين والمجدين من طلبة العلم والمعرفة ... وداعا سيدتي الرائعة ... يامن سكن صوتك قلوب أجيال من المغاربة. ويا من كنت اصدق مثال للمرأة المغربية المعطاءة , المتفانية في أداء الواجب بكل إخلاص. ولم تنتظري جزاءا او شكرا من اية جهة ... وداعا سيدتي العزيزة . لن ننساك أبدا ... وأبدا لن ننسى صوتك الرزين الأنيق الذي كان يحمل كل معاني الصدق والإحساس النبيل , سيبقى صوتك خالدا في ذاكرة أجيال عرفتك وأحبتك,وسيبقى اسمك مدونا بين أسماء خلدها تاريخ المرأة المغربية التي تشرف هذا الوطن . ومما يحز في النفس أن الراحلة شفيقة صباح غادرتنا في صمت حيث لم يكن في رفقتها الى مدينة الدارالبيضاء قصد العلاج إلا ابنتها الوحيدة وهي التي كانت تشكل مدرسة في المحبة والتواصل مع زميلاتها قيد ومات الميكرفون : فاطمة عيسى زهور الغزاوي وأمينة السوسي أطال الله عمرهن. فمن العار أن يتنكر مجتمع لمن أسدوا له خدمات جليلة وأن لا يذكر اسمهم إلا بعد رحيلهم ... رحم الله الفقيدة واسكنها فسيح جناته والهم الله ابنتها ودويها الصبر والسلوان. كما لا يفوتني ان أقدم أحر التعازي الى رفقاء دربها في الصحافة و الاعلام .