ورقة أخرى من أوراق شجرة الإقليم تسقط ، وتودعنا في صمت …سكتة قلبية حادة تجعل الفقيد العزيز حسن الحدادي رئيس قسم الجماعات المحلية سابقا بعمالة الناظور يغادرنا بدون وداع ،وهو كان ينتظر أن يرفع المؤذن آذان صلاة الظهر ليلتحق وكالعادة ببيت الله لأداء الصلاة ليوم الأحد 1 نوفمبر 2015 . وزوال يومه الاثنين 2 نوفمبر ، تشيع جنازته في محفل مهيب بمقابرسيدي أحمد عبد السلام بمسقط رأسه أزغنغان التي كان يعشقها ويحبها كثيرا.
وجد الجميع صعوبة كبيرة في الولوج إلى داخل المقابر بسبب الحشد الكبير من الأصدقاء ، المعارف ، زملاء المهنة سابقا ،سلطات ، أطباء ، ممرضين ، محامين ، رجال التعليم ، منتخبين يتقدمهم السيد رئيس المجلس البلدي لأزغنغان السيد لحبيب فانا ، طلبة ومنتمين لمختلف التنظيمات السياسية والنقابية والجمعوية..
في لحظات الوداع الأخيرللفقيد الراحل الأستاذ حسن الحدادي رحمه الله ، استوقفتني لمحة الحزن ، ولمسات الأسى التي كانت ترافق وجوه المشيعين ، وهم يشيعون جثمانه إلى مثواه الأخير ، للحديث مع عدد من رفاق العمل الذين وجدوا في رحيل وفقدان زميلهم غصة وألم وخسارة كبيرة ، لكنها تهون حين تقارن مع مناقبه ومحاسنه وأخلاقه الحميدة التي ستبقى تذكر وتخلد اسمه في صدورهم مهما كان ألم الفراق.
اقتربت من صديق عزيز للفقيد الراحل ، عايشه لسنوات عن قرب ، الحاج محمد شامخة رئيس سابق لديوان عدد من العمال الذين تعاقبوا على عمالة الناظور ، فكانت هذه هي شهادته في المرحوم"جمعتني بالفقيد الراحل الكثير من اللحظات والذكريات والمهام والأعمال، وكان رحمة الله عليه خلالها يتمتع بكفاءة واسعة ورحابة صدر، متفانيا ومخلصا لمهامه، وليس من فراغ أن تجد هذا الحشد الكبير والحزين وهو يتدفق على مقابر سيدي أحمد عبد السلام لوداع فقيد غال وأخ كريم، أدعو الله العلي القدير أن يسكن الفقيد العزيز فسيح جنانه وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون".
وبتأثر كبير أيضا ، عبر السيد عبد الإلاه مشروط رئيس ديوان السيد عامل الإقليم عن" صدمته وهو يتوصل بنبأ رحيل إنسان كريم وموظف نقي قدم خدمات جليلة لوطنه من خلال ما تقلده من مهام بعمالة الناظور ، لكن هذا قضاء الله ولا مرد لقضاءه".
كل تحدث عن ما يجيش به فؤاده، وكل أدلى بدلوه في التعبير عن مناقب الفقيد رحمه الله.
وشخصيا عرفته ، ولمست فيه المثال الحي للإنسان المتواضع والأخ الناصح ..ابتسامة عريضة لا تفارقه مع الصغير والكبير، مع الفقير والغني، مع الجميع… هكذا كان يعيش ..لم تغيره المراكز، وكان دائما مثابرا ويبذل أقصى جهده في العمل الذي كان يتولاه من دون أن يوجهه أي مسؤول، ضمير حي، وقدم الكثير من العطاء والجهد والعمل المثابر في سبيل خدمة بلده.
الفقيد الراحل حسن الحدادي عاش متواضعا ونجح وتفوق في كل المهام التي أسندت إليه بعمالة الناظور قبل أن يحال على التقاعد، بكفاءة مسهما في تطوير قسم الجماعات المحلية الذي كان يشرف عليه ويشرفه .
رحم الله فقيدنا الكريم الأستاذ حسن الحدادي ، وأسكنه فسيح جناته ، وتعازينا الحارة ومواساتنا القلبية نتقدم بهاإلى أسرة الفقيد وعلى رأسها شقيقيه الدكتور يوسف وهو طبيب بالعاصمة العلمية فاس ، والأستاذ محمد الحدادي وشقيقته الأستاذة الحدادي وهما يعملان معا بإعدادية محمد الزرقطوني بأزغنغان وإلى كل الأقارب والأصدقاء والمعارف.