بالرغم من المقتضيات الدستورية المعمول بها لاسيما في فصل 12 من الدستور الجديد و كذا قانون الميثاق الجماعي الراهن في مادته 41 في شأن اشراك الجمعيات و ممثلي المجتمع المدني في اعداد القرارات و الارتقاء بها على مستوى تدبير مصالح السكان و التزام الحكامة في التدبير ، إلا أن الوضع في الجماعة القروية بدار بنقريش وضع مخزي و تعطيل لمجمل تلك المقتضيات ، ذلك أنه بسبب اهمال و تهميش العمل الجمعوي بالجماعة فقد تم تجميد كل الفعاليات الجمعوية التي تأسست من اجل النهوض بأحوال الجماعة في مجالاتها المتعلقة بالتنمية البشرية ، وآل مصيرها بالجملة إلى الفشل كلي و أغلقت مقراتها ، فدار بنقريش المركز اليوم أصبحت مشلولة على مستوى فعاليات المجتمع المدني باستثناء الجمعية الفلاحية لبن قريش ، التي يحرص رئيس الجماعة القروية و من معه على إيلائها عنايته و دعمه المزعوم بالرغم من فشلها و انعدام مردوديتها ، و ذلك لما تفتحه من آفاق و فرص للأسفار الى الخارج لفائدة السيد الرئيس الذي هو أيضا عضو بغرفة الصناعة و التجارة ، و نائبه المفوض بالجماعة الذي يشغل في نفس الوقت منصب الرئيس المسؤول عن الجمعية الفلاحية المذكورة في اطار علاقات التعاون مع الخارج .. و اعتبارا لهذه الوضعية التي أريد لها أن تكون مشلولة لوجود رئيس لا يقدر قيمة العمل الجمعوي و دور المجتمع المدني و إيجابيته و ضرورته التي تقتضيها مبادئ الديمقراطية التشاركية ، فقد طال شرها حتى جهود السكان المنضوين في جمعية حي النهضة التي ما زالت تصطدم بمماطلة رئيس الجماعة لحد كتابة هذه الاسطر و رفضه المستمر بخصوص الإنصات الى انشغالاتهم و مشاكلهم .. و للإشارة، فان جمعية حي النهضة هي جمعية مدنية اجتماعية محايدة تأسست من اجل المساهمة في النهوض بالحي وصيانة مرافقه و تنميته في المجال البيئي و العمراني حصريا بعد انتهاء أوراش اعادة التهيئة و التأهيل التي عرفها الحي على مستوى مرافقه العامة من بنية تحتية باستثناء الماء الشروب الذي ما زال يعد الأزمة الاكثر تعقيدا بالحي ، و أداة للمزايدة و ممارسة الميز على الساكنة في انتهاك صريح لمبدأ الحكامة في التدبير، و ذلك من خلال عملية التزويد بالماء حيث ان البعض يستفيد حتى قبل انتهائه من عملية البناء ؟؟ !! بينما البعض الآخر ما يزال يعاني الحرمان من التزود لأكثر من خمس سنوات و لحد الساعة ؟؟ ، و كذا من خلال قوة صبيب الماء التي يتم ضخها لهذا أو ذاك ، و هي ازمة تزداد مع اقتراب فصل الصيف ، و التي لا حل لها إلا بتدخل السلطة المركزية بالولاية . و للعلم أيضا ، فإن الحي عرف في الآونة الأخيرة حسب متابعات السكان تراجعا ملحوظا على مستوى نظافة و جودة مرافقه و شوارعه نتيجة نهب اغطية البلوعات والتسيب و انعدام الاحتياطات اللازمة من قبل أوراش البناء التي تعمل في غياب مراقبة المصالح المعنية بالتعمير و المحافظة على البيئة . الشيء الذي حدا بالسكان من خلال جمعيتهم من منطلق مسؤوليتهم كفاعل مدني يسهر على مصالح الحي الى طلب مقابلة رئيس المجلس الجماعي عبر رسالة مسلمة لمكتب الضبط بالجماعة بتاريخ 18/02/2015 ، و ذلك قصد التشاور معه حول الحلول الممكنة للنقط السوداء التي تهم قضايا أعطاب الانارة العمومية و الماء الشروب و كذا النظافة و سلامة المرافق العامة بحي النهضة ، اضافة الى حاجة الجمعية لمواكبة التطورات الحاصلة على مستوى المرفقين الديني و الرياضي التابعين للحي في اطار الحق في الوصول الى المعلومة بمقتضى الفصل 27 من الدستور و قانون 31.13 ذي الصلة ، و كذا بناء على حقها في الإشراف و المتابعة حسب قانونها الأساسي . غير ان الرد على الرسالة بقي و لحد الساعة و بعد مضي ما يقرب من ثلاثة الاشهر سلبيا ، ينم عن رفض صريح للقاء بسكان الحي الممثلين في مكتب جمعيتهم و استهتارا بحقوق المجتمع المدني في المشاركة من اجل التنمية و تكريس روح المواطنة ، كما يعد هذا الموقف السلبي دليلا صارخا عن غياب الارادة الجادة لدى مسؤولي الجماعة القروية في اصلاح ما يتم إتلافه و تخريبه من مرافق الحي و بيئته و جماليته .. مما يطرح أكثر من تساؤل حول جدية المجلس الجماعي الحالي و مسؤوليته و حكامة برامجه و سياسته حصريا في تدبير شأن (( حي النهضة )) الوجه الجميل و النموذج العمراني بالجماعة الترابية لدار بنقريش التابع لولاية تطوان .. و الجمعية اذ تقدم هذا البيان الى الرأي العام في اطار ممارسة دورها المدني و المواطن من أجل حماية المرافق العامة بالحي و صيانة بيئته ، فإنها بالموازاة لذلك تستنكر التصرفات غير القانونية لرئيس الجماعة القروية ، و تشجب الموقف السلبي الذي ابان عنه بتجاهله لطلبها المشروع في تخصيص موعد لمقابلتها من اجل الانصات لمشاكل السكان و فتح النقاش و التشاور حول الوضعية المتردية و القضايا البيئية و العمرانية التي تشغل بالهم و تمس بحقهم في الاستفادة من سكن لائق ، و شروط بيئية و عمرانية سليمة و متوازنة . كما تلتمس من السلطة المحلية في شخص السيد القائد المحترم تخصيص لقاء للإنصات مع السيد رئيس الجماعة من أجل البحث عن الحلول المعقولة للمشاكل المطروحة التي يعرفها حيهم ، و الطرق الناجعة للحد من مظاهر الاتلاف التي تجتاح سلامة و جمالية مرافقه. جمعية حي النهضة للتنمية البيئية والسكن اللائق