الاعلامي محمد بدران يسلم شهادة تقدير وتكريم للسيد محمد القاضي لا شك أن المشهد الإعلامي المغربي أو جزء منه يعاني في الوقت الراهن من اختلالات وانزلاقات وانفلاتات اعتبرها الاستاذ محمد القاضي رئيس النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية، في حوار أجريناه معه، خطيرة جدا بالنظر إلى انعكاساتها السلبية على المتلقي ، نتيجة اقتحام الحقل الإعلامي من طرف أناس لا علاقة لهم بالإعلام والصحافة علاوة على افتقارهم للمؤهلات العلمية والمعرفية ولرؤية إعلامية واضحة المعالم تمكنهم من الانخراط كشركاء أساسيين في مشروع التنمية الوطنية الشاملة، وهو ما يستدعي إعادة النظر في مراجعة معايير الترخيص لإطلاق مواقع وقنوات الكترونية ووضع دفتر تحملات لهذا الغرض بهدف تحصين الحقل الاعلامي من "الغزاة" . وأوضح محمد القاضي رئيس النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية أن الاعلام الخصوصي -أي المستقل- ينقسم إلى ثلاثة أصناف، مبرزا في ذات الحوار أن الاعلام الرسمي مطالب بالالتفات إلى القضايا الوطنية التي تهم الوطن والمواطن. حاورته: جليلة بنحدو س: الاستاذ محمد القاضي، في شهر مارس قمتم بتأسيس النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية، هل يمكن لكم أن توضحوا لنا في أي سياق جاء هذا المشروع النقابي ؟علما وأنكم قبلها كنتم على رأس فرع جهوي لنقابة أخرى قبل استقالتكم منها.. ماهي خلفيات استقالتكم؟ ولماذا بالضبط تأسيس النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية. جواب: بداية، لابد أن أشكركم على التفاتتكم واهتمامكم بموضوع النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية كما أشكركم على مبادرتكم المشكورة التي تتيح لي الفرصة للتعبير عن انشغالاتنا وتطلعات أمة الصحفيين والصحفيات المغاربة، خاصة وأن دولة الإعلام والصحافة تتعرض يوميا للغزو والاختراق من طرف أناس غرباء عليها، مع التأكيد على أننا لا نبخس من قيمة أي أحد حتى لا يتم تحوير كلامي بشكل مغرض. ولكن ممارسة الصحافة والاعلام تتطلب أناس مؤهلين لها وسلوك إعلامي مهني. فيما يخص الإجابة على السؤال الذي تفضلتم به، أؤكد لكم أنه بالفعل كنت أمينا جهويا لإحدى النقابات بجهة فاس بولمان منذ سنة 2012 إلى غاية بداية مارس 2015، وكما تعلمي أن العمل النقابي هو فعل تطوعي ، وفي إطار هذا التطوع ساهمت بقسط أوفر في بزوغ نجم تلك النقابة من الناحية الاشعاعية والتنظيمية ومحاولة فرضها كفاعل أساسي وشريك في المنظومة التنموية بجهة فاس بولمان بالرغم من الاكراهات العويصة والإرهاصات الكبيرة التي كنا نواجهها.. ولكن في فترة من الفترات قمت بوقفة تأمل عميقة ونقدية للذات، خلصت إلى خلاصة مفادها أنه عليّ تقديم استقالتي، وهو ماقمت به بشكل رسمي بتاريخ 09 مارس 2015، حتى أترك المركب لطاقات أخرى ربما تكون لديها فلسفة مميزة. سؤال : هل ممكن أن تذكروا لنا الاسباب؟ جواب:لقد طويت هذه الصفحة ورفعت الاقلام ولن أعود للماضي، اللهم إذا وجدت نفسي مضطرا لذلك؟ خاصة وأنني أحتفظ بأصدقاء أوفياء ضمن صفوفها والذين أتمنى لهم النجاح والتوفيق. أما فكرة تأسيس النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية، كنا قد تدارسناها من كل جوانبها في سنة 2011، لكن التحولات الديمقراطية التي عرفها المغرب في سنة 2011 انطلاقا من خطاب جلالة الملك بتاريخ 09 مارس 2011 مرورا بالاستحقاق الدستوري الذي أفتى المغاربة من خلاله بتاريخ فاتح يوليوز بإقرار دستور جديد وصولا إلى الاستحقاقات التشريعية التي عرفها المغرب بتاريخ 25 نونبر 2011، ساهمت في الحيلولة دون تأسيسها في تلك السنة، حيث كنا منشغلين كفاعلين جمعويين في عمليات البناء الديمقراطي لبلادنا والتصدي لهجمة التضليل الاعلامي التي انخرطت فيها الكثير من الوسائل الاعلامية العربية بشكل مفضوح... إلى أن برزت في سنة 2012 فكرة مفادها أن الانضمام لنقابة قائمة أفضل بكثير من البدء من الصفر.. لكن شاءت الأقدار أن نعود إلى النبش في أرشيف 2011 وإخراج مشروعنا إلى الوجود. إذ أنه مباشرة بعد 09 مارس 2015، تواصلنا فيما بيننا وقمنا بإخراج مشروعنا إلى حيز الوجود والذي لاقى ترحيبا وتجاوبا كبيرا من طرف العشرات من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الاعلامي...ونحن جد فخورين به لأن جهودنا في سنة 2011 عادت إلينا في سنة 2015، خاصة وأن تأسيسه جاء في ظرفية حساسة تعرف انفلاتات خطيرة على مستوى الآداء الاعلامي في العديد من المنابر الاعلامية خاصة الالكترونية منها. ومن الناحية الموضوعاتية والإعلامية، أعتقد جازما أن بلادنا تمر في ظل التقدم التكنولوجي وتدفق المعلومات، التي تتيحها شبكة الانترنيت عبر المدونات والمواقع الالكترونية التي لا تعد ولا تحصى وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها، بمرحلة عصيبة ، لأن المعلومات المتدفقة عبر النت ليست كلها هادفة أو خدومة للإنسانية، إذ أن معظمها تكون عبارة عن سموم وألغام فكرية فتاكة وأخبار تضليلية مزيفة يسعى من خلالها مريدوها وصناعها إلى مخادعة الناس ومحاولة صناعة نمط / أو أنماط معينة من التفكير ومحاولة التأثير على الإنسان قصد توجيهه نحو اتجاهات معينة قد تكون مدمرة للإنسان ولحضارته وتاريخه وإبداعه وقيمه وكل ما يرتبط بجوهر الإنسانية لغرض تدميرها والتأسيس لثقافة التيئيس واللاثقة وزرع بذور الفتنة وغيرها من بذور الثقافة الحثالية. كل هذه الأمور تتم بخطى ثابتة من قبل صناعها في الوقت الذي لا يقوم مجتمعنا بتفعيل سلاح ودواء الوقاية من التأثيرات السلبية التي تحملها إلى بيوتنا عواصف ثورة المعلومات بمختلف أصنافها بما فيها العديد من القنوات الفضائية التي لعبت وتلعب دورا محوريا في إذكاء ثقافة المسخ الفكري والتشرذم والاقتتال وثقافة غريبة عن هويتنا وجذورنا ومسخ قيم العديد من المجتمعات وزرع بذور الطائفية المذهبية والنعرات العرقية. وبالتالي فإن تفكيرنا في تأسيس النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية تأسس على أساس هذه القناعة وقناعات أخرى، ، لأجل المساهمة إلى جانب باقي المتدخلين والفاعلين الآخرين في توعية الناس بالكيفية التي تمكنهم من التمييز بين ماهو مفيد لهم وما هو غير مفيد، بين المعلومة الملغومة والمفخخة وبين المعلومة الصحيحة السليمة، وكذلك توعيتهم بماهية الإعلام والرسالة التي ينبغي أن يقوم بها للإسهام في بناء مجتمع ديمقراطي قوي يقبل التعدد والتعايش لكل مكوناته، بالإضافة إلى الدفاع عن الصحافي والترافع من أجل حقوقه المادية والمعنوية وتمكينه من جميع حقوقه المتضمنة في المواثيق الدولية ذات الصلة والمساهمة في صياغة وصناعة المشاريع التي تهم مستقبل الصحافي، ولكن أيضا في نفس الوقت، المساهمة في التصدي لبعض الانفلاتات الإعلامية التي يقترفها بعض الدخلاء الذين ارتموا في أحضان هذا الميدان من دون أن تكون لهم دراية بضوابط وأخلاقيات ممارسة مهنة الصحافة..خاصة وأننا نقرأ يوميا عشرات المقالات الانشائية والركيكة كلها سب وقذف وتجريح وتبخيس وتسفيه لجهود الناس..وهذه الأمور لم نألفها من قبل وهي بعيدة كل البعد عن أخلاقيات وضوابط الممارسة الإعلامية..... هذا لا يعني أننا ضد أحد، ..أبدا لا، ولكننا نسجل العديد من الانفلاتات التي يقترفها بعض الغزاة عن قصد أو غير قصد، نحن لا نقرأ نوايا الانسان..الله وحده يعلم بها. س: هل صحيح أنكم تعرضتم وتتعرضون إلى حملة مسمومة ومضايقات تقوم بها جهات ضدكم بعد إعلانكم عن تأسيس النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية؟ جواب: نعم صحيح، لكنني لا ألتفت اليهم وليس لي وقتا حتى للتفكير فيهم... فالطعام الذي تقاسمته معهم في الايام التي جمعتنا كفيل بهم. سؤال: هل ممكن أن تشرحوا لنا ملابسات وخلفيات هذا العداء والاستعداء ؟ جواب: أنا شخصيا لا أعرف يمكنك أن تذهبي عندهم وتسألهم ربما لديهم جواب طالما أنني أشغل وقتهم وأكلفهم تكاليف إضافية على مستوى بطاقات تعبئة الجوال.. سؤال: كيف ذلك ؟ جواب: أحيانا أكون متواجدا مع زميل أو زملاء، ويتصادف أن يرن هاتف أحدهم، وطبعا المتصل يكون واحد من الاشخص المهووسين بمرض الشيطنة، وهناك العديد من المكالمات قمنا بتسجيلها وهي موثقة بين يدي. وللأسف الشديد أن الذين يقومون بمحاولة شيطنتي مع أفراد محيطي تقاسمت معهم الكثير من الطعام وتقاسمنا الكثير من الأفراح والأحزان ومواقعهم الالكترونية مليئة بمقالاتي وعليها أسمائهم... وأؤكد لك أنني لن أنزل إلى هذه المستويات المليئة بالحقد والغل والكراهية لأنني أكبر بكثير من أن أهدر وقتي وطاقتي في أناس لا يراعون حتى حرمة الطعام التي تقاسمتها معهم...وأنا أشكرهم على حملتهم الهجينة ضدي، لأنها وضعتهم تحت مجهر الآخرين وأفقدت مصداقيتهم... سؤال: ماهي القيمة المضافة التي يمكن أن تضفيها النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية في المشهد الاعلامي الوطني؟ جواب: في البداية ينبغي أن أؤكد لك أننا لا نطرح أنفسنا كبديل بقدر ما نطرح انفسنا كشريك إلى جانب باقي المكونات الأخرى الفاعلة في مجال الإعلام والصحافة، لأنه لدينا رؤى وتصورات من شانها أن تساهم في تعزيز وتقوية المصنع الإعلامي الوطني وتطوير منتوجه ، ربما – أقول ربما – أن ميزة أطر النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية بالاضافة إلى تكوينهم الإعلامي لهم تكوينات أخرى عالية في مجالات مختلفة من حقول المعرفة (الاقتصاد بمختلف تشعباته، السياسة علم الاجتماع...)، مما سيساعدنا على بناء رؤى واستراتيجيات إعلامية قوية تمكن المؤسسات والمقاولات الاعلامية من آداء وظائفها وأدوارها بشكل يتماشى وانتظارات الجمهور من جهة، وتمكنها من مواجهة التحديات وربح الرهانات من جهة ثانية، وتحصين هذا الجمهور – أي المتلقي- من الاعلام التضليلي المغرض من جهة ثالثة، وبالتالي تمكين الاعلام الوطني من الاسهام في تحصين تلاحم النسيج الاجتماعي المغربي بمختلف روافده الثقافية والفكرية المتنوعة... وأن يكون هذا التنوع أداة بناء وليس معول هدم. ونحن في النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية نؤكد لكم أننا جعلنا أسلوب الحوار والتواصل والانفتاح والمرونة أساسا لنهجنا ومكون أساسي في خطة عملنا، وكخيار استراتيجي وعملي سنحرص على تطبيقه بكل ثقة ويقين، لأننا نؤمن أن مجتمعنا ينعم بقيم الحرية والمساواة والعدالة..وأن خيارنا هذا لن يستقيم دون خلق آليات وجسور تعاون حقيقي، وتكامل مثمر ومنتج بين كافة مكونات أسرة الإعلام والصحافة التي يعد الإعلام مضلة أساسية ننضوي تحتها جميعا، والتي نتطلع أن تصبح فعلا تستحق عن جدارة واستحقاق تسمية "السلطة الرابعة". سؤال: ماهو تقييمكم في النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية للمشهد الإعلامي المغربي؟ جواب: من خلال متابعتنا للمشهد الاعلامي المغربي، يمكنني أن أؤكد لك بأن قطاع الاعلام والصحافة يحتاج إلى مراجعة شاملة على مستوى الاعلام الرسمي وعلى مستوى الاعلام الخصوصي، وهذه المراجعة ينبغي أن تواكبها إصلاحات قانونية ذات الصلة بالاعلام والصحافة. فالاعلام الرسمي ينبغي أن يكون في خدمة المواطن وهمومه اليومية وقضايا الوطن والتكثيف من البرامج التحسيسية والتوعوية والتأطيرية التي تعود بالنفع على المواطن والوطن، والابتعاد كل الابتعاد عن البرامج التي تغذي ثقافة العنف والانحلال الأخلاقي والتفسخ الاسروي وعدم السقوط في فخ نقل الأخبار الفتنوية التي تسوقها كبريات الفضائيات العالمية المنخرطة فيما يسمونه "الربيع العربي". باختصار شديد، نحن نريد من الاعلام الرسمي أن يكون إعلاما وطنيا يهتم بالشأن الوطني ومكوناته، يهتم بالفنان المغربي ، الاستاذ المغربي، الصانع المغربي، التاجر المغربي، الموظف المغربي، وإتاحة الفرصة لهم لتعرية واقعهم المر والحلو منه..وكذلك تخصيص برامج خاصة بالتوعية البيئية وتسليط الاضواء على فضاءات ومحيطات المؤسسات التعليمية التي يحج إليها وسطاء الدعارة وتجار المخدرات علما وأن تلاميذ اليوم هم رجال مغرب الغد..وغيرها من المواضيع التحسيسية كالتربية على السياقة ...الخ لذلك من واجبنا حمايتهم وتحصينهم. والاعلام الرسمي قادر أن يلعب دورا محوريا في هذا المضمار إذا تأسست برامجه على رؤية إعلامية نابعة من الحس الوطني. أما الاعلام الخصوصي ، الصحافة الورقية والالكترونية، يمكن أن أؤكد لك أن جزء منه، تلمس فيه حسا وطنيا وغيرة على هذا الوطن وتلمس فيه نوع من الابتكار والاجتهاد والحرص على التوازن.. فيما جزء آخر منه، يمكن أن نطلق عليه الاعلام "السوقي"، حيث تلمس من خلاله أن الحس الوطني غائبا عن قصد أو غير قصد، إذ يركز على مواضيع الإثارة ومواضيع "الضرب والجرح والعنف" جريا وراء اصطياد أكبر عدد ممكن من القراء لأغراض الربح.. والاخطر في هذا النوع من الاعلام أنه يغذي بطريقة أو أخرى ثقافة التشرذم ويغذي العنف الاجتماعي والاعتداء على اللغة من خلال استعمال عناوين سوقية. أما الجزء الثالث من الاعلام الخصوصي، يعتبر أسوء إعلام لا من حيث المضمون ولا من حيث القائمين عليه، فعند قراءتك ومتابعتك لهذا النوع من الاعلام، ستستخلص خلاصتين إثنتين لا ثالث لهما: هو أن هذا الاعلام تأسس إما لأجل تصفية حسابات ضيقة وتسفيه جهود الآخرين وتبخيسها وممارسة الارتزاق والابتزاز أو أن القائمين عليه يعانون من أمراض نفسية وأمراض الزهايمر حيث تجد كتابتهم تنطوي كلها على أحقاد وكراهية وغل وتصريف ما بداخلهم من أمراض نفسية ضد الآخرين... ما معنى أن تجد موقعا الكترونيا كتب 200 عنوانا في أقل من سنة ضد مؤسسة عمومية أو خاصة فقط لأنها لم تعطيه إتاوة ؟ وهذا النوع من الاعلام ينبغي إزالته من المشهد الاعلامي بشكل حازم وصارم مع ضرورة إصلاح النوع الثاني. لذلك فإننا في النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية سنتقدم للوزارة الوصية على قطاع الاعلام والصحافة بمشروع إعلامي جريء نعتقد أنه قادر على إعطاء دينامية أفضل للاعلام الوطني وإرجاع الهيبة للاعلام كسلطة رابعة، قبل أن تتحول هذه السلطة إلى وسيلة للارتزاق والابتزاز وتسفيه جهود المستثمرين المغاربة، كما أننا سنتواصل مع شركائنا والهيآت التي لها تأثير في الساحة الاعلامية لتنسيق جهودنا وإغنائها وإثرائها. سؤال: هل تفكرون في بناء علاقات شراكة مع منظمات مماثلة خارج المغرب؟ جواب: دعني أقول لك في هذا الباب، بالرغم من نشأتنا الحديثة، فإننا استطعنا إلى حدود اليوم إقامة أربع شراكات على مستوى الوطن العربي وأخرى في طور المحادثات، كما أننا استطعنا توطيد علاقاتنا مع نقابات مماثلة في الاتحاد الاوربي وأمريكا اللاتينية.. والتي من خلالها نعرف بالمغرب ومقوماته التراثية والثقافية وحتى كنوزه السياحية وثقافته. كما أننا نسعى من خلال علاقاتنا مع المنظمات الشريكة لنا التعريف بقضيتنا الوطنية في إطار الديبلوماسية غير الحكومية خاصة وأن الاعلام يلعب دورا مؤثرا ومهما في إبراز ما نسعى إلى إبرازه، كما أننا وقعنا اتفاقية شراكة مع المرصد الدولي للإعلام والدبلوماسية الموازية الذي يتوفر على أطر لها فراسة عالية العمل الدبلوماسي والذين عبروا عن استعدادهم لتكوين أعضاء النقابة في المجال الدبلوماسي والتواصلي. كلمة أخيرة أشكركم على اهتمامكم بموضوع نقابتنا التي أتمنى أن نكون في مستوى تمثيلها، كما أستغل هذه المناسبة لأدعو كل إعلامي وصحافي أن يتخذ الحذر التام عند معالجة مواده الإعلامية حتى لا ينفلت عن الأسس الموضوعية. ومن أجل أن يقوم الصحافي بدوره الأساسي السليم في حياة الأفراد والمجتمع، ينبغي تمتيعه بالحرية على أساس إقرانها بالمسؤولية لأن الحرية والمسؤولية لا ينفصلان طبقا لقاعدة" استحالة وجود حق مطلق ". كما أوجه ندائي لكل أحرار العالم بصفة عامة وأحرار الوطن العربي والإسلامي بصفة خاصة بمختلف تنوعاتهم الثقافية والفكرية، أن يستثمروا معارفهم في نشر المحبة والسلام بين الناس وأن يشجعوا الناس على الاستثمار في العلم والمعرفة وأن يحاربوا بسلاح التوعية والقلم كل من يستثمر في التسلح .. لأن الميزانية التي ترصد لمشاريع التسلح كافية وحدها لإخراج شعوب إفريقيا وآسيا برمتها من بؤر الفقر والتخلف والجهل وكافية أن توفر الغذاء والمسكن والتطبيب والعلم لكل شعوب هاتين القارتين،وهذا موثق في دراسة أجرتها "منظمة عالم بدون حروب وبدون عنف"، كما أدعو قادة وزعماء الأمة العربية والإسلامية بمختلف توجهاتهم الثقافية والعقائدية أن يوحدوا صفوفهم وأن يتعاملوا مع القوى الغربية معاملة الند للند في إطار علاقات دولية متوازنة مبنية على الاحترام المتبادل. مبدؤنا الجوهري يتأسس على : أختلف معك وأدافع عن رأيك طالما أنك لا تحث على العنف بشكل أو آخر، ولا تمس بالحياة الخاصة بالأفراد.