تعقيب على مقال الأديب والإعلامي الكبير ( أحمد لفتة علي ) نصيب الإبداع بما كتبه عن الأديب الشاعر والناقد ( عصمت شاهين الدوسكي ) عن قصيدة القلم وما يسطرون ،لقد عودنا الأديب و ألأعلامي الكبير الأستاذ ( أحمد لفتة علي) على أن يرصد كل شيء جميل ومميز لما ينشره الأدباء المتميزون ويهتم للمواضيع التي تستحق الإشادة والإشارة إليها لقد أنهكت الأحداث والمشاكل المتعاقبة وفقدان الأمن والأمان لغالبية ألمواطنين على مستوى دول أي تخطت الحالات الخاصة كأسرة أو فرد من شدة هذه الهجمة المفتعلة التي حلت بطول وعرض العالم العربي وتخطت ما حولها من خلط للأوراق و تشابك المصالح الدولية والمحلية على حساب هذه الشعوب عامة ولكن بقت أقلام رزينة تكتب رغم الإهمال ، تكتب رغم ضنك الحال ، تكتب رغم المعاناة تحمل بين ثنايا القلم وعصارة العقل تحن للخير والجمال والسلام وللإنسان محور هذه الخيرات والتنعم بالمشاعر والأحاسيس المختلفة إن الإنسان وبعقله النير يروض مختلف هذه المشاكل حينما تكون هناك عزيمة ورد فعل للخير تطغي على ألأفكار والتصرفات والنوايا الشريرة … وقد سرني بما تفضل به أديبنا ألإعلامي ألكبير ألأستاذ( أحمد لفتة علي) على كتابات و قصائد ( عصمت شاهين الدوسكي) في مقاله نصيب الإبداع حيث لا اهتمام للمبدعين ولا الأدباء ولا المفكرين ولا العلماء مما يؤدي إلى هجرة هؤلاء إلى بلاد تؤمن بالإبداع والفكر والعلم ونتساءل علناً ما سبب هجرة الأدباء والمفكرين والعلماء ؟!!! هذه الهجرة التي تجعل الساحة الأدبية شبه خالية راكدة وتفسح المجال للجهل والفساد أن تسيطر على كل المجالات المهمة وبالتالي تجسد صورة الضعف وانهيار البلد ظاهريا وجوهريا ،والشاعر الدوسكي الذي لم يمل رغم ضنك العيش ومروره بمحطات من الآلام والفقر وانعدام فرص ألعمل. ولكن لم يمل قلمه ونبضه الواعي ومشاعره الإنسانية بقى شامخا يكتب ألرواية الواقعية والقصيدة المؤثرة والنقد البناء ويعري من خلالها جهل الجهات التي أساءت لشعوبها وللإنسانية أينما كانت ولا ننسى تعمقه دوما بموضوع المرأة والتغزل بجمالها وحنانها وغنجها لكونها هي حالة خاصة وأيقونة المقدسات في مشواره الروحي والفكري والحسي والنفسي وفي قصيدته " القلم وما يسطرون " إيحاء عبر كلماته " القلم – الكفر – الخبز – باعوا – سرقوا – حطموا – رفعوا – سطروا – خلقوا – اتهموا – الحق – العدل – النعامة – الحرية – الصوم – عاريا – الأسوار – أبواب – حراس – أسلحة – الغريب – وعود – عهود – خطب – منابر – منصب – جاه – الله " كل هذه الصور والدلالات الشعرية رسالة إنسانية واقعية تشمل كل الجوانب وإن لم يتدارك الأمر الفكري والأدبي والعلمي ستقترب الهاوية… حيث همشت كل الأمور وبات الفقير والغني وحتى القائد لا يؤمن على روحه ولنفسه ليوم أو لجزء منه كما شاهدنا بما حلت بالبلدان من زلازل هزت العروش ودمرت البلدان والمدن من سلطة الجهل والفساد والجوع والضعف نعود مرة أخرى لهذه القصيدة التي خزنت مختلف الهواجس بين طيات أسطرها من فكر وواقع وجمال وتساءل مشروع لهذا ألواقع المأساوي وأصبحت صور علي بابا في كل مكان يلاحق العباد في كل ركن من البلاد. طالما بقت ألجهات الغير كفوءة تقود هذه الجموع الحائرة المغلوبة على أمرها المتحملة كل الأزمات ، الأزمات بلا حلول ولا أشباه حلول ؟؟؟ ويظل الأمل أن تتغير الأحوال إلى الأفضل . القلم وما يسطرون عصمت شاهين دوسكي يا قلمي لست كافرا منعوا عني الخبز باعوا الماء وأنت لست ماطرا سرقوا المال نهبوا الرزق لست ملعوبا مثلهم وشاطرا حطموا الأحلام كسروا الآمال رفعوا شعارا عابرا سطروا ما ليس فيك خلقوا سهاما تجرح يديك لكنك أبيت أن تكون فقاعة أو سطرا اتهموك يا قلم انك تطهر كل هم وغم ..!! تحيا بعيدا ، طاهرا ..!! ************ يا سلطان القلم من توجك سلطانا لتأمر بالجوع والحرمان والفقر كافرا من علمك تجزأ الحروف ..؟ بين ماض ومضارع وحاضرا من علمك أن لا تجود من علمك أن تبحر بلا بحرا ..؟ هل الحق يشرى ويباع في سوق نهايته خاسرا ..؟ أين الحق ..؟ أين العدل ..؟ هل العدل يطأ رأسه كالنعامة في رمل ويمشي عاثرا ..؟ أين الحرية ..؟ هل الحرية أن أبقى جائعا أصوم بلا أذان ولا هلال ظاهرا ..؟ أين الديمقراطية ..؟ هل الديمقراطية أن أبقى عاريا بلا رداء يستر ما هو ساترا ..؟ ************** نعم يا مولاتي أقف أمام باب سلطانك في يدي أمانة فقير وسائل وحائرا منذ خمسين عاما أكتب وأصرخ وأطلب لكن الأسوار عالية بلا درج عابرا أبواب وحراس وأسلحة بلا إحساس كأني غريب أستجدي مقاما ظاهرا أين الوعود والعهود ..؟ أين الحنون الودود ..؟ لا يكتفي خطبا تعبت عقولا ومنابرا لست كافرا يا مولاتي قلمي مقيد وأحلامي مقيده وخطواتي قصيرة مرصده حروفي ليست عاهرا لست طامعا لمنصب ولا جاه ولا أرفع يدي إلا لله لكن الدمع حائرا لن أبيع قلمي وأحلامي لكن الجوع كافرا …!! ***************************** أنيس ميرو كاتب وقاص * مدينة دهوك كوردستان العراق * بعد إكمال دراسته تخصص في إدارة تشغيل المحطات الثانوية الكهربائية . * تم تعيينه في مدينة زاخو . مدير فني أقدم * أحيل على التقاعد وحاليا متفرغ للأدب القصة القصيرة والشعر وكتابة مقالات أدبية ونقدية . * تنشر مقالاته في الصحف المحلية العربية والعالمية . * معدة للطبع كتب نقدية وقصصية ومنها كتاب مأساة قرية .. قصص قصيرة ولديه ثلاثة كتب أخرى معدة للطبع في اختصاصات متنوعة .