بالإعلان عن النتائج، يسدل الستار عن الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا – دورة يوليوز – في ظل طقوس "غير مسبوقة" تحكمت فيها جائحة "كورونا"، التي فرضت اتخاذ قرارات خاصة واستثنائية، جعلت من دورة 2020، تحمل "طابع الاستثناء" بكل المقاييس، في عام دراسي "استثنائي" ميزه قرار التوقيف الاضطراري للدراسة الحضورية بجميع الأقسام والفصول منذ 16 من شهر مارس الماضي، وتعويض "الدروس الحضورية" بدروس "عن بعد"، حرصا على ضمان "الاستمرارية البيداغوجية"، كما ميزه الإعلان عن "عدم استئناف الدراسة الحضورية بالنسبة لجميع التلاميذ إلى غاية شهر شتنبر المقبل"، ما عدا "الإجراء الحضوري" على التوالي للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا (شهر يوليوز) والامتحان الجهوي الموحد للسنة الأولى بكالوريا بالنسبة للمترشحين الممدرسين (شهر شتنبر)، والإعلان عن "عدم خضوع تلاميذ باقي المستويات الدراسية للأسلاك الثلاثة (ابتدائي، إعدادي، ثانوي) لامتحانات آخر السنة، بما في ذلك الامتحان الخاص بالمستوى السادس ابتدائي وامتحان السنة الثالثة إعدادي، والاكتفاء في إقرار النجاح والمرور إلى المستوى الموالي، بالاعتماد على نقط الامتحانات وفروض المراقبة المستمرة "المنجزة حضوريا" إلى حدود تاريخ تعليق الدراسة (أي 14 مارس 2020)". بالرجوع إلى الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا، فقد مر في دورته العادية، في طقوس وأجواء غير مسبوقة كما تمت الإشارة إلى ذلك سلفا، مقارنة مع الامتحانات السابقة، قياسا لما ميزه من قرارات وتعبئة جماعية وإجراءات وقائية واحترازية، وكلها مشاهد لايمكن الإحاطة بتفاصيلها دون الاحتكام لسلطة المعطيات والأرقام، وفي هذا الصدد، وحتى يتسنى إبراز الوجه الاستثنائي لهذا الاستحقاق الوطني، يمكن التذكير أن الدورة العادية، جرت أطوارها مابين 3 و 9 يوليوز الجاري، بعدد مترشحات و مترشحين بلغ "441" ألف و238 مترشحة ومترشحا، وعدد "ممدرسين" بلغ "318" ألف و"917″ مترشح(ة)، منهم "282" ألف و"48″ بالتعليم العمومي (64% من مجموع المترشحات والمترشحين) و "36" ألف و"869″ مترشح(ة) بالتعليم الخصوصي (8% من مجموع المترشحات والمترشحين)، أي بما نسبته 72% من "المترشحين الممدرسين"، مقابل ذلك، بلغ عدد "المترشحين الأحرار" ما مجموعه "122" ألف و"321″ مترشح(ة)، بما نسبته "28"% من مجموع المترشحين، مقابل ذلك، ناهزت نسبة الإناث "49%" من مجموع المترشحين، وعلى مستوى صياغة المواضيع والطبع، فقد تم تشكيل 178 لجنة ضمت ما مجموعه 1040 عضوا قامت بصياغة 534 موضوعا، وتمت تعبئة 228 عضوا بالفريق الرسمي للطبع والاستنساخ و 107 عضوا بالفريق الاحتياطي. وعلى مستوى إجراء المراقبة/الحراسة، فقد تمت تعبئة ما مجموعه "91" ألف و143 من الأطر التربوية، مقابل "31" ألف و281 مكلفا بتصحيح إنجازات المترشحات والمترشحين، وبخصوص مراكز الامتحان، فقد انتقلت من "1500" مركزا سنة 2019 إلى "2155" مركزا خلال هذه الدورة، موزعة بين قاعات مغطاة (100 قاعة مغطاة) ومدرجات جامعية (145 مدرجا) ومؤسسات تعليمية (1910 مؤسسة تعليمية) ومؤسسات سجنية (46) تضم ما مجموعه "107" قاعة، كان من المرتقب أن يمتحن فيها نحو "856" مترشحة ومترشحا، مقابل تخصيص ما مجموعه "371" مركزا للتصحيح بمختلف المديريات الإقليمية، وتوسيع وعاء مراكز الامتحانات هذه الدورة، ارتبط بالأساس بتقليص عدد المترشحين داخل القاعات ("10" مترشحين داخل كل قاعة، وهو رقم قد يمكن الرهان عليه مستقبلا، لكسر شوكة "الغش المدرسي بمناسبة الامتحانات الإشهادية)، موازاة مع ما تخلل الدورة من حرص على الإجراءات الوقائية والاحترازية، من تعقيم للقاعات والمكاتب والمرافق الصحية والممرات والتجهيزات المرصودة ولوازم العمل وأظرف المواضيع وأوراق التحرير والتسويد وكل الوثائق ذات الصلة بالامتحان، والعربات المخصصة لنقلها والفضاءات المعدة لتخزينها وتأمينها، والتقيد بقياس درجات حرارة كل المتدخلين في العملية الامتحانية والحرص على التباعد المكاني وتنظيم دخول المرشحين إلى مراكز الامتحانات ومغادرتهم لها، وإتاحة المعقمات وأغطية الرأس للمترشحين ومختلف الأطر الإدارية والتربوية المتدخلة في الامتحان …
بخصوص المرحلة الأولى من هذا الاستحقاق الوطني (قطب الشعب الأدبية والتعليم الأصيل)، فقد بلغ عدد المترشحات والمترشحين بهذا القطب ما مجموعه 181662، وبلغ عدد الحاضرين منهم 150655 بنسبة 97,9% عند الممدرسين، و 65,7% عند الأحرار، وعلى مستوى حالات الغش، فقد تم ضبط 1107 حالة غش، لتسجل النسبة تراجعا مقارنة مع السنة المنصرمة بنسبة تراجع بلغت -%18، وبدون شك يمكن تفسير هذا التراجع بتقليص عدد المترشحين داخل قاعات الامتحان (10 مترشحين بدل 20) والاعتماد على فضاءات أخرى يصعب ممارسة الغش داخلها، خاصة في ظل الحرص على التباعد الجسدي والتقيد بمسافات الأمان (القاعات الرياضية، المدرجات الجامعية)، وقد ميز هذا القطب، اجتياز ستة (6) مترشحين مصابين بفيروس "كوفيد 19" الامتحان، بالمراكز المحدثة على مستوى المستشفيات الميدانية بكل من بن سليمان وسيدي يحيى الغرب، وعلى مستوى الإعاقة، فقد اجتاز الامتحان ما مجموعه 311 مترشحة ومترشحا في وضعية إعاقة من مجموع 539 مترشحا لاجتياز امتحان البكالوريا لهذه السنة، فيما عرف هذا القطب، مشاركة 597 مترشحة ومترشحا داخل المؤسسات السجنية، من مجموع حوالي 870 مترشحا اجتازوا دورة 2020. أما بخصوص المرحلة الثانية (قطب المسالك العلمية والتقنية ومسالك البكالوريا المهنية)، فقد بلغ عدد المترشحات والمترشحين بهذا القطب الحاضرين خلال هذه الدورة العادية ما مجموعه 235326 من بين حوالي 260000 مترشحة ومترشحا، بنسبة حضور بلغت 96,9 بالمائة بالنسبة للمترشحين "الممدرسين" و 53,7 بالمائة بالنسبة للمترشحين "الأحرار"، وعلى مستوى "الإعاقة"، فقد عرف هذا القطب مشاركة 228 مترشحة ومترشحا في وضعية إعاقة، مقابل ذلك، تم تسجيل مشاركة 273 مترشحة ومترشحا من نزلاء المؤسسات السجنية و ستة (6) مترشحين مصابين بفيروس كورونا، أما على مستوى حالات الغش المسجلة، فقد تم ضبط ما مجموعه 736 حالة غش خلال إجراء اختبارات هذا القطب، بنسبة تراجع بلغت 43%.
وكمعطيات إجمالية خاصة بهذه الدورة العادية، فقد بلغ العدد الإجمالي للحاضرين ما مجموعه 385981 بنسبة حضور حددت في 97,2% لدى المترشحين "الممدرسين" و 62% لدى المترشحين "الأحرار"، وقد عرفت الدورة اجتياز 870 مترشحة ومترشحا من نزلاء المؤسسات السجنية، وبلغ عدد المترشحين في وضعية إعاقة 539، استفادوا من صيغ تكييف الاختبارات وظروف إجرائها وفق ما هو منصوص عليه في القرار الوزاري بمثابة دفتر مساطر تنظيم امتحانات البكالوريا، وذلك حسب نوع ودرجة الإعاقة، إلى جانب اتخاذ جميع الترتيبات لتشكيل لجن تصحيح جهوية خاصة، وعلى مستوى المترشحين المصابين بفيروس كوفيد 19، فقد تمكن من إجراء اختبارات هذه الدورة ما مجموعه 12 مترشحا مصابا، وذلك على مستوى المستشفيات الميدانية بكل من "بن سليمان" و"سيدي يحيى الغرب"و"بنجرير"، وفيما يتعلق بحالات الغش المضبوطة خلال هذه الدورة، فقد تراجعت مقارنة مع ما تحقق في دورة 2019، بنسبة تراجع بلغت-30%. فيما يتعلق بالنتائج المسجلة خلال هذه الدورة العادية، فقد بلغ عدد الناجحين الممدرسين بالتعليمين العمومي والخصوصي 196.664 ناجحة وناجحا بنسبة نجاح بلغت 63.08%(مقابل نسبة 65.55% سجلت خلال نفس الدورة من الموسم الدراسي المنصرم) وقد شكلت الإناث ما نسبته 55.75% من مجموع الناجحات والناجحين الممدرسين، وعلى مستوى الميزات المحصلة، فقد بلغ عدد الحاصلين على ميزة لدى الممدرسين 102.882 بما نسبته 52.30%من المجموع، أما أعلى معدل عام على المستوى الوطني، فقد بلغ في هذه الدورة العادية19.47 من 20 (مسلك العلوم الفيزيائية، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلاالقنيطرة)، فيما بلغ أعلى معدل عام على المستوى الوطني في التعليم العمومي 19.35 من 20 (مسلك العلوم الفيزيائية، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة). وعلى مستوى الأقطاب، فقد بلغت نسبة النجاح لدى الممدرسين في قطب الشعب العلمية والتقنية 64.58% من مجموع الحاضرين في اختبارات هذه الشعب، وفي قطب الشعب الأدبية والأصيلة، بلغت نسبة النجاح 61.33% من مجموع الحاضرين في اختبارات هذه الشعب، أما في المسالك الدولية للبكالوريا المغربية، فقد بلغت نسبة النجاح 85.64%، فيما بلغت نسبة النجاح بمسالك البكالوريا المهنية 54.2 % من مجموع الحاضرين في اختبارات هذه المسالك، وفيما يتعلق بالمترشحين في وضعيةإعاقة الذين استفادوا من تكييف اختبارات الامتحان الوطني الموحد وظروف الإجراء والتصحيح، فقد بلغت نسبة النجاح 68.31 % ، أما على مستوى المترشحين الأحرار، فقد بلغت نسبة النجاح 30.61 % (مقابل 21.9 % في نفس الدورة من السنة المنصرمة)، وقد سجلت نسبة حضور عالية في صفوف هذه الفئة بلغت 62 % مقارنة مع المواسم السابقة. يذكر أن الدورة الاستدراكية ستجرى أطوارها كما هو مقرر، أيام 22 و23 و24 و25 من شهر يوليوز الجاري، وسيبلغ عدد المترشحين الممدرسين المسموح لهم باجتياز هذه الدورة ما مجموعه 99.782 مترشحة ومترشحا، مقابل 36.448 بالنسبة للأحرار، ومن المتوقع أن تساهم نتائجها، في الرفع من نسب النجاح على المستويين الوطني والجهوي وكذا على مستوى الأقطاب، وإذ ندلي بهذه المعطيات والأرقام، نبارك النجاح للناجحات والناجحين ونتمنى لهم مسيرة موفقة في رحلة ما بعد "بكالوريا كورونا"، ومن لم يحالفه الحظ في الدورة العادية، نذكره أن أبواب النجاح لم تغلق، فهناك دورة استدراكية على الأبواب، قد تحمل معها، نسائم الفرحة والأمل والنجاح والفلاح، فما أحلى النجاح وما ألذ الفلاح في زمن الجائحة التي أربكت العالم … [email protected]