العالم في حاجة إلى لوبي إنساني ينزع الثروة من العائلات أو الأقلية القوية والتي تشكل اللوبي الثابت والذي يصعب اختراقه إلا بقرار وإيمان لا يتزعزع شعاره قلب النظام الرأسمالي المتوحش إلى نظام اسمه " الحفاظ وحماية الإنسان " من هستيريا التسارع للسيطرة على موارد العالم وتسخيرها اقتصاديا لفئة ضيقة قد لا تحسب العواقب الكارثية التي قد تذهب ضحيتها أعز أفراد عائلاتها. قوة ضغط جشعة يجب أن تتوحد ضدها الأنظمة والحكومات الوطنية عبر المعمور لتكوين حلف علمي واقتصادي قادر على تحقيق التكامل على جميع المستويات لتثبيت معايير تعلو على كل شيء هاجسها الأخلاق وكرامة الإنسان، وهي في حد ذاتها العدالة و الديمقراطية والمساواة التي يتفادى بها الشعب الزج به في التهلكة كحلقة ضعيفة مصيره وليس مخيرة. إن الكوفيد 19 أي فيروس كورونا وما أحيط به من تضاربات في الآراء وما أبان عنه من وثائق صحيحة أو غير صحيحة نسبيا أو أشرطة مع حجم الكوارث التراجيدية المسلطة على كل بلد وهو يحصي موتاه بالآلاف، لدليل على أن هناك وراء النص ما هو أعظم وصادم وما يخرج لحظة بعد لحظة عبر وسائل الإعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي أو يوما بعد يوم والمتضارب والمتناقض لدليل على حيرة المسؤولين وخاصة السياسيين منهم المتجاوزين من طرف ساسة آخرين لا يستعملونهم إلا كدروع سياسية بشرية ضد شعوبهم لتمرير سياستهم الاستغلالية و التدميرية لشعوب العالم والتي لم تنج منها حتى شعوبهم في إطار ما يسمى بالثمانية أو العشرين الأقوياء لإدارة العالم، وعلى رأسهم أمريكا التي أصبحت في الميزان أمام التنين الصيني الذي أطلق شرارة كورونا، ولحد الآن لم ترفع الاتهامات المتبادلة بين أمريكا والصين اللبس عن الحقيقة الضائعة باتهام جهات مسؤولة على فبركة الفيروس اللا مسيطر عليه خاصة والمختبرات المصنعة للسلاح البكتريولوجي تحتوي على درجة عالية من الأمن والصرامة في تجاربها حتى يتم مثل هذا الانفلات الذي ننسب منبعه لبعض الحيوانات. أمام هذا المشهد المتسم بتراكم المعطيات والأخبار، فكيف لا يتساءل الإنسان عن حقيقة الأمور وكيف لا يصاب بالحيرة والدوران كان مثقفا أو غير ذلك وهو عاجز عن الاستقرار الذهني والنفسي مرهوبا ومرعوبا أمام ما يجري بسبب وباء كورونا وما ينتظره من لقاح ؟. و للتو لم يعد مترا أو متريين كافيين وحيث تصرح ب.ب.س (BBC) فقد يمتد الرذاذ إلى ثمانية أمتار مما يوسع مساحة العدوى! أي اختبار أو أي خبرة وأي تجربة وأي بحث وأي نموذج ستستقر عليه البشرية وأي سياسة دولية ستطمئن وتبعث الآمال في الشعوب لاحتواء الوضع والخروج من الأزمة؟. أليس تأزيم الوضع أكثر هو في حد ذاته ذروة تقدم اقتصادي حتم خلق دورة جديدة لانطلاقة اقتادية جديدة وجب فيها إزهاق أرواح لإعادة دورة إنتاجية ستفرز رأسمال بسيولة لا ندري هل ستحمي أكثر دكتاتورية الرأسمال الفردي على الجماعي التي تتوزع قيمته المضافة بالتساوي" النسبي" بدل الاحتكار المطلق. إن ما يواجهنا في هذه الظروف العصيبة وما يفرض على الشعوب بحسن أو سوء نية من اللوبيات السياسية أو التنظيمية يبعث على نظام دولي جديد قد يتخلص يوما ما من ديكتاتورية التركيز المالي للقطب الواحد ليفسح المجال لقطب قد يجعل كرامة الإنسان وحقه في الحياة وحمايته بشتى الوسائل فوق كل اعتبار.