تعددت مبادرات فعاليات المجتمع المدني لصيانة المقابر الإسلامية بتطوان وحمايتها من الأعشاب الطفيلية التي تنتشر بداخلها والتي تغطّي أغلب القبور الحديثة والقديمة وتكاد أحيانا تردمها. وهذه المبادرات التي يقومون بها ليست بسهلة نظرا للمساحة الواسعة من جهة وإنباتها من جديد. كما اتخذ بعض المنحرفين من المقابر مأوى لجلساتهم الخمرية و ارتكابهم مختلف أنواع الجرائم. ترى هل تلك الحملات التي يقوم بها المجتمع المدني ناجحة على المستوى المطلوب ؟ وهل استطاعت تلك المبادرات الحفاظ على كرامة الميت في المقابر ؟؟ عدسة تطوان بلوس قامت بجولة في المقبرة الإسلامية لتقف على حقيقة ما ألت إليه من التهميش حيث يصعب على أي زائر العثور على قبر أقاربه بسبب الانتشار الكبير للأعشاب الطفيلية التي باتت تغطّي القبور وتكاد تحوّل المقبرة من مكان مقدّس إلى مجرّد ضيعة فلاحية مهملة مشوهة ترعى فيها الماشية ورمي الردمة. ومن خلال رأي بعض المواطنين حول مسالة العناية بالمقابر ورعايتها. عبروا عن أرائهم بان العناية بالمقابر هي مسؤولية الجميع وعلى أرسهم المنتخبين . في حين ذكر البعض أنه يجب بتر تلك الأعشاب في وقت محدد قبل ان تخلق البدور التي تتحول من جديد إلى أعشاب . فيجب على المصالح المختصة بالإضافة إلى المواطنين العناية اللازمة لتحسين حالتها من خلال تكليف عدد من عمال الجماعة الحضرية بصفة منتظمة بأعمال الصيانة والتنظيف والقيام بحملات تشجير متواصلة لإكساب هذه الأماكن أبعادا جمالية وحماية البيئة، والحفاظ على ذاكرة الموتى. في حين ذكر تصريح اخر أن زوار المقبرة يواجهون مشكلة كبيرة عند زيارة الموتى بسبب تكاثر الأشواك والأعشاب الطفيلية التي تغطيها حتى أصبحت حاجزا يمنع الناس من التنقل بسهولة والوصول إلى قبور الأهل والأقرباء . بالإضافة إلى المخاوف التي تعتري كل من تطأ قدماه المقبرة بسبب تكاثر الحشرات والزواحف التي تجد ملاذها الامن بين الاشواك والأعشاب خاصة وأننا نعيش هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة واعتبروا هذه حالة إهمال وتقصير من قبل الجماعة الحضرية. بل من ضروب اللامبالاة والتخلي عن واجب الاعتناء بالموتى مثل ما وقع من استخفاف بمصلحة الأحياء بإغراق شوارع المدينة بالفضلات والأوساخ . في حين تحظى المقابر اليهودية المجاورة لها بالرعاية و الاهتمام الكبيرين . فالواجب أن تحظى مقابر المسلمين أيضا ، باعتبار الدين الإسلامي يوصي بالاحترام الميت ، فحرمة الميت في الإسلام كحرمة الحي لا ينقص منها شيئا.