في إطار أنشطتها المتنوعة الساعية إلى مواكبة المستجدات التي تعرفها الساحة السياسية بالمغرب، نظمت جمعية قرية الصيادين للتنمية بالمضيق ندوة بعنوان ((التقسيم الجهوي الجديد: الرهانات والتحديات))، وذلك يوم السبت 25 أبريل 2015م بقاعة دار الثقافة بالمضيق، قام بتأطيرها الأستاذ فريد الموساوي الطالب الباحث بسلك الدكتوراه شعبة التاريخ، والدكتور أحمد الدرداري أستاذ القانون العام بجامعة عبد الملك السعدي، فيما تولى الأستاذ محمد ازعيطار رئيس الجمعية تسيير أشغال هذه الندوة. وقد استعرض الأستاذ فريد الموساوي في مداخلته مجموعة من المفاهيم المرتبطة بالتقسيم الجهوي بمختلف تجلياته، مثل: اللامركزية الإدارية، والجهة والجهوية الموسعة أو المتقدمة، والحكم الذاتي، والفدرالية. كما قدم نموذجين للتقسيم الجهوي بكل من فرنسا وإسبانيا مستعرضا خصوصية كل واحد منهما، ليختم مداخلته بالحديث عن خصوصية الجهوية المغربية من الناحية التاريخية والإدارية، وقدم كمثال على ذلك جهات شمال المغرب المرتبطة بمجموعة من المحددات. أما الأستاذ أحمد الدرداري فقد أَقَرَّ في بداية مداخلته بصعوبة الخوض في هذا الموضوع، لأنه ليس موضوعا للاجتهادات الفردية أو الجماعية، حيث إن المسألة بالنسبة إليه ليست مسألة (أنا) بل مسألة (ماذا؟); أيك ماذا أعددنا لهذا الوطن؟ لينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن الأرضية التي انطلق منها التقسيم الجهوي بالمغرب، واعتبر أن النقاش العمومي هو الذي يضفي الرونق على موضوع الجهوية المغربية. كما ذكر مجموعة من المحددات التي أدت إلى اعتماد المغرب سياسة التقسيم الجهوي الجديد الذي غير خريطة معظم الجهات بالمغرب، وتحدث بعد ذلك عن انتخابات الجهة في صيغتها الجديدة والأدوار والصلاحيات والمهام المنوطة بها، والتي تقتضي من المسؤولين اعتماد سياسة القرب عوض القبوع في المكاتب المكيفة. وفي نهاية مداخلته استعرض الدكتور أحمد الدرداري مجموعة من الصعوبات والتحديات التي يمكن مواجهتها مع بداية العمل بهذا التقسيم الجهوي الجديد. وبعد فتح باب النقاش أمام الحضور الكريم وإجابة الأستاذين فريد الموساوي وأحمد الدرداري عن كل تساؤلات وملاحظات المتدخلين، سلمت جمعية قرية الصيادين للتنمية بالمضيق شهادتي شكر وتقدير للأستاذين المؤطرين للندوة، ليتم بعد ذلك أخذ صورة جماعية للحاضرين.