انطلقت اليوم الأربعاء بتطوان فعاليات ندوة دولية حول موضوع " المغرب في أعمال الأديب الإسباني ميغيل سيرفانطيس " من تنظيم شعبة اللغة الاسبانية وآدابها التابعة لجامعة عبد المالك السعدي . وأكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، محمد سعيد الزموري ، في كلمة بالمناسبة أن هذا اللقاء العلمي الثقافي، الذي يخلد الذكرى المائوية الرابعة (1651 -2015) للجزء الثاني من كتاب (دون كيخوطي دي لا مانتشا) ، يهدف إلى المساهمة في دعم الحوار الثقافي بين المغرب واسبانيا أكثر فأكثر، وفتح جسر دائم لتبادل الخبرات بين الأكاديميين والطلبة الاسبان والمغاربة على مستوى البحث العلمي والدراسات الأدبية، مشيرا إلى أن إبداعات الأديب الاسباني الراحل، التي تناولت حقبا من تاريخ المملكتين، تعد خير مثال للتلاقح الفكري والارتباط الإنساني والوجداني بين البلدين الجارين. ومن جهته، قال الباحث عبد الرحمان الفاتحي رئيس شعبة اللغة الاسبانية وآدابها، المشرفة على تنظيم الندوة، أن الفعالية تشكل من جهة مناسبة لسبر أغوار ابداعات الاديب الاسباني الراحل من منطلق فكري وثقافي ونقدي، ومن جهة اخرى هي مناسبة لتقريب وجهات نظر مفكري وباحثي المملكتين حول قضايا أدبية تاريخية وراهنة . كما تشكل الندوة،حسب ذات المصدر، فرصة للطلبة المغاربة لتحسين معارفهم الثقافية والإحاطة بالذاكرة الثقافية المشتركة من كل جوانبها الادبية والعلمية واكتساب مهارات التحليل المنهجي للأدب العالمي . وقال المدير السابق لمعهد سيرفانطيس بالرباط ، الباحث اللغوي ألبيرتو غوميس فونت ، أن تناول أدب سيرفانطيس يمكن من الاطلاع على جمالية اللغة الاسبانية في تمازجها مع اللغات الحية الاخرى كالعربية، وهو ما يعكس ، من منظوره ، الترابط اللغوي والثقافي بين ضفتي المتوسط والارث الفكري والحضاري المشترك . واعتبر أن اللغة الاسبانية، التي تعرف ايضا بلغة سيرفانطيس، عرفت نقلة علمية نوعية مع أدب المبدع الاسباني الراحل بعد تشبعه بحضارات متوسطية رائدة من ضمنها الحضارة المغربية، وهو ما يحتم، حسب الباحث الاسباني، التفكير في آليات ثقافية وعلمية مغربية اسبانية للبحث عن مختلف القواسم الإنسانية والحضارية المشتركة الضرورية لتعزيز التفاهم والمعرفة المتبادلة الجيدة وتجاوز الأفكار النمطية الجاهزة البعيدة كل البعد عن الواقع الثقافي المشترك . وستتناول الندوة، على مدى يومين بمشاركة مفكرين مغاربة واسبان، ثمانية محاور تهم "المغرب في اعمال سيرفانطيس" و"حضور تطوان في اعمال سيرفانطيس" و"المغرب في الزمن الادبي لسيرفانطيس" و"اسبانيا في الزمن الادبي لسيرفانطيس" و"الجزء الثاني من كتاب دون كيخوطي وقصة العبور" و"كيخوطي على شبكة الانترنيت " و"كيخوطي من وجهة نظر مغربية" و"الترجمات العربية لاعمال كيخوطي" . كما يتضمن البرنامج العلمي للتظاهرة ندوات موضوعاتية حول "شخصية الروائي سيرفانطيس من وجهة نظر علمية " و"ترجمات الباحث التطواني التهامي الوزاني" و"أدب سيرفانطيس من خلال المنابر الاعلامية " و"تاثير الحضارة الاندلسية والموريسكية على أدب سيرفانطيس "، إضافة إلى معرض لكتب سيرفانطيس والكتب التي تطرقت الى شخصيته وابداعاته .