احتضنت مدينة تطوان المغربية في الفترة من 28 مارس و4 أبريل 2015 فعاليات الدورة 21 من مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، وقد أسدلت المطربة السورية أصالة نصري ستار الدورة 21 من المهرجان، بعد تكريم أحمد عز، وتتويج الفائزين ب12 جائزة من جوائز الدورة، وجائزة تمودة الذهبية الكبرى، التي عادت للفيلم الإيطالي "الشاب الرائع" للمخرج ماريو ماطوني. وقد تتبع فعاليات هذه الدورة نحو 120 ألف متتبع، مباشرة، على الشاشة الكبرى التي عرضت في ساحة مولاي المهدي، وسط المدينة، وفي قاعة سينما إسبانيول، التي شهدت تنظيم حفل افتتاح وحفل اختتام الدورة، والكثير من العروض السينمائية، خارج المسابقة الرسمية، وقاعة سينما أبيندا التي شهدت عرض الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، المبرمجة ضمن المسابقات الرسمية للمهرجان، وقاعة المعهد الفرنسي التي شهدت عرض الأفلام الوثائقية المعروضة في المسابقة الرسمية للفيلم الوثائقي، إلى جانب عرض أفلام أخرى خارج المسابقة. كما كان المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان وكلية العلوم بالمدينة والمدرسة الوطنية للمهندسين المعماريين بتطوان، ومدرسة أحمد بوكماخ ومدرسة سيدي إدريس والثانوية الإعدادية القاضي عياض بتطوان فضاء لمجموعة من الورشات التي أطرها خبراء سينمائيون من المغرب وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا. كما احتضنت قاعة التهامي الوزاني بدار الثقافة في تطوان لقاء مع الممثل المصري أحمد عز، وشهدت قاعة محمد السرغيني بدار الثقافة، أيضا، عقد ندوة حول "السينما والسمعي البصري"، إضافة إلى "درس السينما" الذي ألقاه السينمائي الإيطالي ماريو برينطا. وفي اليوم الأخير، احتضن فضاء "دار الصنائع" بتطوان مائدة مستديرة دولية حول "السينما والمدينة والبيئة". وعلى هامش هذه المائدة المستديرة الكبرى، شهدت "دار بنجلون"، وبتعاون مع المعهد الفرنسي بتطوان، معرضا ضوئيا حول الزخارف العربية التطوانية، كما احتضنت شوارع وأزقة المدينة كرنافالا موسيقيا قاده الموسيقار الفرنسي من أصل إيطالي ماريو فورطي، بمشاركة طلبة المدرسة الوطنية للمهندسين المعماريين، والذين قدموا من مختلف المدن المغربية. وحل ضيفا على المهرجان نحو 165 سينمائيا يمثلون 12 دولة متوسطية، وهي الجزائر وتونس ومصر وفلسطين ولبنان وتركيا واليونان وسوريا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال، و335 سينمائيا وفنانا مغربيا. وتم عرض نحو 75 فيلما سينمائيا، 40 منها في المسابقات الرسمية للمهرجان، إلى جانب الأفلام الخاصة بالتكريم وفيلمي الافتتاح والاختتام، والأفلام التربوية. واستفاد من ورشات المهرجان وأفلامه التربوية نحو 200 طفلا من المستوى الابتدائي، و100 تلميذا من المستوى الإعدادي والثانوي، و60 طالبا جامعيا. وشهد المهرجان تكريم الممثلة المغربية ثريا جبران والممثل المصري أحمد عز، بينما حلت الفنانة السورية أصالة ضيفة على المهرجان، وألقت كلمة خاصة في حفل الاختتام، حيث أسدلت الستار على الدورة 21 من المهرجان. ومن خلال قوة وكثرة فقرات المهرجان، وانفتاحه على أكثر من فضاء، وتوجهه نحو الكثير من الأجيال، ورسوخ اسمه في الفضاء المتوسطي الإقليمي والدولي، بعد مرور 30 سنة على انطلاقته، أصبح المهرجان في حاجة إلى إمكانيات أوفر، وجوائز أكثر، كما أعلنت ذلك لجنة التحكيم الدولية الخاصة بالفيلم القصير، مثلما أصبح المهرجان في حاجة إلى إمكانيات تنظيمية متطورة، وإلى دعم مختلف المعنيين بالسينما في المغرب وحوض البحر الأبيض المتوسط.