تستعد وزارة التربية الوطنية لإطلاق أول تجربة للمدرسة الذكية في المغرب خلال السنة الدراسية المقبلة، قبل أن تعتمد قرارا لتعميم هذا النظام الرقمي الذكي، الذي يعتمد على التكنولوجيات الحديثة في عملية التلقين التربوي، بشكل تدريجي في مختلف المؤسسات التعليمية العمومية بمختلف مناطق المغرب. ووفق معطيات حصلت عليها هسبريس فإن وزارة التربية الوطنية شرعت بشكل فعلي في الخطوات العملية لإعداد مناهج تعليمية رقمية متطورة تحت إشراف خبراء في المجال التربوي والرقمي الذي سيدرسه التلميذ من خلال محفظته الرقمية، التي تشكل بديلا حقيقيا للمحفظة اليدوية التقليدية والمقررات الورقية. ويشمل المحتوى البيداغوجي التربوي الرقمي، كافة المواد التعليمية ويستند إلى أحدث التكنولوجيات المتوفرة في هذا المجال، بما فيها المحفظة الإلكترونية الخاصة بالتلاميذ، والسبورة الرقمية التفاعلية داخل الفصل والمناهج الرقمية التفاعلية التي يتم الولوج إليها عبر الحوسبة السحابية من خلال الأنترنيت. وسيشكل هذا التوجه بمثابة نقطة انطلاق لدخول المدرسة المغربية قريبا عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصال الحديثة عبر تعميم ثورة "المحفظة الإلكترونية" ومحتواها الرقمي الموجهة لتلاميذ التعليم الابتدائي. وستعتمد وزارة التربية الوطنية لأول مرة المحفظة الإلكترونية التي لا يتجاوز وزنها 700 غرام، وهي عبارة عن كمبيوتر يحتوي على مجموعة من البرامج المعلوماتية البيداغوجية والتي تمكن التلميذ من التفاعل مع البرامج والمقررات التربوية من خلال الارتباط بها عبر شبكة الأنترنيت. وسيتمكن للتلاميذ، ابتداء من المستوى الابتدائي، الاستفادة من مقررات رقمية متطورة عبر الولوج إليها عبر تقنية الحوسبة السحابية، التي سيعتمدها المغرب لأول مرة في مناهجه التعليمية والتربوية. المدير العام لمايكروسوفت المغرب سمير بنمخلوف، الذي فضل عدم الخوض في تفاصيل هذه المبادرة التي تشكل بمثابة دخول التعليم المغربي للثورة الرقمية، أكد أن مايكروسوفت تعمل بشكل حثيث من أجل توفير محفظة رقمية إلكرتونية بسعر لن يتعدى 1600 درهم على أبعد تقدير تشمل نظام ويندوز وبرنامج أوفيس. وأشار إلى أن هذه المحافظ، التي سيتم إنتاجها في الغالب محليا في المغرب، تتيح البرمجيات التي تتوفر عليها التواصل بين التلميذ والأستاذ حتى خارج المؤسسة التعليمية والفصل الدراسي، في الوقت الذي يحاول فيه المغرب إصلاح منظومته التعليمية، التي تجمع جميع التقارير أنها تعاني من الكثير من المشاكل الهيكلية المزمنة. يشار إلى أن العدد الإجمالي للتلاميذ المسجلين برسم الموسم الدراسي الحالي 2014/2015، بمختلف مؤسسات التعليم المدرسي في النظامين العمومي والخصوصي بالمغرب، يبلغ أزيد من ستة ملايين و791 ألف تلميذ وتلميذة، كما عرف عدد المتمدرسين المسجلين خلال هذا الموسم في أسلاك التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي تطورا بنسبة 2.3 بالمئة مقارنة مع الموسم السابق.