أعتقد جازما، أن مطلب الأستاذ الطيب بنونة نجل أب الحركة الوطنية بشمال المغرب المرحوم عبد السلام بنونة، بإرجاع اللوحة التاريخية التي أتم إنجازها الفنان بيرتوتشي بتاريخ بتاريخ 18 ماي 1935، مطلب شرعي ويدخل في حكم الإرث التاريخي الإنساني،الإرث الذي تتسع دائرته لتشمل كل ساكنة مدينة تطوان، وزائر تطوان، وعاشقها والمقيم فيها..والذين سيأتون من بعدنا، ولأن مجموعة من أعيانها الذين "..كانوا يشكلون اللجنة التنفيذية لحزب الإصلاح الوطني هم من قام بتسديد ثمنها وهم كما ذكربهم ذ. الطيب بنونة: "الأستاذ الطريس، الحاج امحمد بنونة، التهامي الوزاني، أحمد غيلان، محمد الطنجي، محمد طنانة، محمد بن مصطفى أفيلال، الحاج محمد الشرتي، الحاج محمد الصفار، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأعيان، وهم: الفقيه محمد الصفار، مصطفى أفيلال، أحمد بن عبد الله مدينة، محمد داود، محمد بنجلون، عبد السلام بنجلون، عبد الله البقالي، عبد السلام الحاج، عبد السلام الطنجي، المكي بن عبد الوهاب، محمد باغوز، محمد بن الأبار. وآخرون، كما يقول نجل المرحوم عبد السلام بنونة،"هم الذين سددوا ثمنها لبيرتوشي ووضعوها في بداية الأمر بمقر جمعية الطالب المغربي، ثم انتقلت إلى مقر الإصلاح الوطني، ثم وجدها حزب الاستقلال بمقر الحزب عند الاندماج. فإن دائرة الإرث تتسع واتسعت لتشمل كل المغاربة.. بل كل إنسان..،لأن" المسروق" هو ملك لنا جميعا ولا حق لأي كان في اختطاف التاريخ وتحويل المآثر إلى "ملايين" وربما أكثر لنفخ الرصيد لتحقيق ثروة أو جاه مادي في أفق الاتجار بها لتحقيق طموحات أخرى.. وسبق أن اختفت لوحة أخرى لنفس الفنان، من مقر مندوبية السياحة بشارع محمد الخامس أيام "بيرديغو" وزير السياحة وقتذاك، وأتذكر كيف تجند أهل تطوان وأقاموا الدنيا ولم يهدأ لهم بال حتى أرجع المسروق بعدما انفضح السارق.. كما أتذكر أن العديد من إعلاميي ذلك الزمن البعيد قد طالبوا الجلوس مع "مندوب السياحة" يدعى حجاري، للاستفسار حول هذا العمل الدنيئ..ومن وراء اختفاء اللوحة، كما أتذكر"ثورته" حينما وضعت آلة التسجيل فوق الطاولة التي كانت تتوسط ندوتنا الصحفية..فأراد أن يغطي الشمس بالغربال، لكن تطوان تجندت بكل قواها فأرجعت اللوحة إلى مكانها خفية.. وبالأمس القريب تجندت شردمة من عصابة أخرى، جعلت هدفها الزوايا وأماكن عديدة بها تحف فنية لسرقتها واقتلاعها في غفلة الجهات المعنية، المفروض فيها مراقبتها وصيانتها صونا لتاريخ أجدادنا المجيد.. كالتحفة الأثرية المسروقة ذات قيمة تاريخية لا تقدر بثمن، يرجع تاريخها إلى بداية تأسيس المدينة العتيقة، القطعة التي اقتلعت من طرف مجهول، والمنقوشة بطريقة عالية في الإتقان، تُزين الجدار الخارجي لضريح الولي سيدي علي بنمسعود.. أمام هذا العمل الإجرامي، هل الصمت المُعلن من طرف المثقفين والمؤرخين والأحزاب والجمعيات والأعيان عن اختفاء لوحة الطيب بنونة من قاعة الاجتماعات بمقر حزب الاستقلال بشارع معركة أنوال، هو مباركة صريحة لتدمير ونهب وطمس كل معالمنا التاريخية التي هي جذور مغربيتنا هويتنا التي نفتخر بها؟؟