توصل الوكيل العام للملك، أول أمس، بشكاية ضد الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، تطالب متابعته، في حالة اعتقال، بتهمة «السرقة وخيانة الأمانة». وقال مصدرنا إن كتابة الضبط باستئنافية الرباط رفضت تسلم الشكاية والتأشير عليها، وعللت الأمر بضرورة توفر المحامي إسحاق شارية، من هيئة الرباط، على إذن من نائب الوكيل العام، وبعد توجه المحامي إلى هذا الأخير، طلب منه مجددا التوفر على إذن بوضع الشكاية من الوكيل العام نفسه. وبعد لقاء المحامي بالوكيل العام، تمت الموافقة على استلام الشكاية ضد كل من حميد شباط، ومفتش الحزب بتطوان محمد الصالحي. وتقول الشكاية إن أبناء مدينة تطوان فوجئوا باختفاء لوحة بيرتوشي من مقر حزب الاستقلال بتطوان، حيث شوهدت بمكتب المشتكى به، حميد شباط، بالمقر المركزي للحزب بالعاصمة الرباط، ثم اختفت نهائيا عن الأنظار في ظروف غامضة، إذ طلبت الشكاية من الوكيل العام فتح تحقيق في النازلة، مع «تقديم المشتكى بهما في حالة اعتقال نظرا لخطورة الأفعال المرتكبة». من جهته، قال المحامي، إسحاق شارية، في بلاغ صحافي، توصلت «المساء» بنسخة منه، إن قيمة اللوحة الفنية للرسام الإسباني العالمي بيرتوشي، تفوق 700 مليون سنتيم، وهي إرث وطني وحضاري لكافة المغاربة عموما ولأبناء تطوان، ولتاريخها بصفة خاصة، الأمر الذي يستوجب، حسب بلاغ المحامي شارية، تمكينها من عناية خاصة، وجعلها متاحة لجميع المواطنين، وعدم احتكارها من طرف أي جهة، لاسيما أن ملكيتها تعود لأبناء الحركة الوطنية بمدينة تطوان. وأضاف شارية أنه تم تكليفه من طرف «الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد» بحماية اللوحة من أي ضياع أو تبديد، وبمتابعة المسؤولين عن حادث السرقة، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحماية اللوحة الفنية وتسليمها إلى متحف الفن الحديث بتطوان. وكانت «المساء» انفردت بخبر اختفاء لوحة الفنان العالمي بيرتوشي من داخل مقر حزب الاستقلال في ظروف غامضة، حيث توجد حاليا بمكتب حميد شباط، بالمقر المركزي لحزب الاستقلال بالرباط، وأضاف محدثونا حينها أن شباط لم يأخذ لوحة الفنانة العالمي بيرتوشي لوحدها بل تم نقل لوحة فنية أخرى للفنان محمد السرغيني، المدير الأسبق لمعهد الفنون الجملية بتطوان، وهي لوحة تخلد لزيارة الملك محمد الخامس إلى تطوان، بعد عودته من المنفى. في السياق نفسه، طالب بوبكر بنونة، وهو ابن عبد السلام بنونة، الذي يعتبر من أبرز رواد الحركة الوطنية بشمال المغرب، في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، بإعادة اللوحة الفنية التي تجسد بورتريها خاصا بوالده، إلى مدينة تطوان، باعتبارها تراثا تاريخيا خاصا بهذه المدينة، مقترحا وضعها والمحافظة عليها بمركز تطوان للفن الحديث. وتطرق بنونة في مطلبه إلى تاريخ اللوحة الفنية، التي كانت في حوزة عبد الخالق الطريس، الذي قام بعرضها سنة 1935 بمقر جمعية الطالب المغربي، التي كان الطريس مؤسسا لها، قبل أن يتم نقلها، فيما بعد، إلى مقر الحزب الذي كان حينها بشارع المصلى القديمة، خصوصا وأن أغلب أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب ساهموا في تسديد ثمنها لبيرتوشي، حيث بلغت قيمتها آنذاك 5000 بسيطة إسبانية. ويعتبر ماريانو بيرتوشي من الفنانين المستشرقين، وأغلب رسوماته حول المناظر الطبيعية لتطوان، والمغرب والحياة اليومية لسكانها، بعدما انتقل سنة 1928 رفقة زوجته للعيش في تطوان، حيث تم تعيينه مفتشا للفنون الجميلة والصناعة التقليدية بالمغرب، حيث توفي عام 1955.