بثت قناة (Medi1 TV) في برنامج بدون حرج ليوم الاثنين13/10/2014م، وهو برنامج للنقاش المفتوح يتطرق لمواضيع مجتمعية محضة، بمشاركة ضيوف من علماء الاجتماع والمختصين، حلقة خاصة عن (مرض التصلب اللويحي المتعدد) بالمغرب، حيث طرحت مقدمة البرنامج إيمان أغوتان مجموعة أسئلة للنقاش وهي: - ماذا نعرف عن مرض التصلب اللويحي المتعدد؟، وما تعداد المصابين به بالمغرب؟ وفي أية ظروف يتم التشخيص؟ وأي وقع عند التأكد بالإصابة بالمرض على المصاب أو أسرته؟ - كيف يتكفل طبيا بمرضى التصلب اللويحي وبأية كلفة؟ وما هي تداعيات التأخر في تشخيص هذا المرض؟ - ما مداخيل تأمين العلاج لكل المصابين بهذا المرض المزمن الذي لا يرجى شفاؤه لكن الرعاية الطبية قد تساعد على التعايش مع هذا المرض؟. لمناقشة هذه الأسئلة استضافت مقدمة البرنامج كل من الدكتورة بشرى بنعبود متخصصة في طب الأعصاب، والدكتور رشيد بنيحيى متخصص في الطب الفيزيائي، والسيدة رشيدة التنوري رئيسة الجمعية المغربية لمرض التصلب اللويحي بالرباط، والأستاذ عبد الرحيم العطري متخصص في علم الاجتماع. في مستهل البرنامج تحدث السيد عبد الرحيم العطري عن أن المعنيين بأمر هذا المرض هم من عليه أن يتكلموا فيه، ويوصلوا صوتهم إلى مراكز القرار بالدولة، ويتجاوزا الخوف من إثارة المرض لمجرد أنه مرتبط بالأعصاب، هذا الارتباط حسب قوله يحيل إلى معرفتنا المشوشة نظرا للترسبات الشعبية عن مرض الأعصاب. بعده تحدثت الدكتورة بشرى بنعبود مُعرّفة بمرض التصلب اللويحي معتبرة إياه من الأمراض المجهولة الأسباب، والتي تصيب الجهاز العصبي المركزي والنخاع الشوكي، حيث تتضرر مادة (الميلين) المغلفة للعصب بسبب اختلال جهاز المناعة، مما يتعذر معه الاتصال بين الجهاز العصبي المركزي وباقي الجسد فتتعطل وظائفه، مشيرة على أنه لا توجد دراسات ثابتة عن عدد مرضى التصلب اللويحي بالمغرب، ووفق الدراسات المعدة وطنيا من مراكز طبية متخصصة فإن العدد هو 8000 حالة إصابة، معتقدة أنه يمكن أن يكون هناك نفس العدد لم يتم تشخيصه بعد. أما الدكتور رشيد بنيحيى فتحدت عن تأثير هذا المرض على قدرات ووظائف الإنسان، بحيث يصيب هذا المرض وظائف الجسد بشكل عشوائي، ويختلف من مريض إلى آخر، مؤكدا أن تأخر التشخيص لهذا المرض قد يتفاقم بعد النكسة الأولى التي تأتي وتختفي مدة وتعود معه الوظيفة الجسدية إلى العمل، مشيرا إلى ضرورة توعية الأطباء العامون بهذا المرض وتوجيه من ظهرت عليه أعراض المرض إلى طب الأعصاب، فإن التشخيص المبكر يقلل ويخفف من حدة هذا المرض ويمكَّن من التعايش معه. وتحدثت السيدة رشيدة التنوري بحكم معايشتها لحالات مرضى التصلب اللويحي عن صدمة الأسر في تلقي خبر الإصابة بهذا المرض المجهول والغريب الذي لا يعرفه الكثير من الناس، كما أوضح ذلك الروبورتاج الذي استهل به البرنامج، وأن هذا المرض يؤدي إلى مشاكل اجتماعية تؤدي إلى الطلاق في الأغلب، مؤكدة إلى أن العلاج غير متاح لكن التعايش ممكن مع الرعاية الطبية، وتفويض الأمر إلى الله لأن هذا ابتلاء منه للعباد. البرنامج عرض بورتريهات لحالات مرضية متفاوتة من أكاديرومكناس والرباط بينت تعايش المرضى مع أسرهم وعائلاتهم وتداعيات العلاج الباهض الثمن على هذه الأسر. البرنامج حمل عدة رسائل موجهة إلى المعنيين بأمر الصحة في البلاد وإلى صناع القرار وإلى المجتمع المدني بصفة عامة، ومن بين تلك الرسائل: - في هذا المرض الأسرة هي المناضلة وعلى رأسها الأم فهي في الواجهة. - تأخر التشخيص يؤدي إلى تفاقم المرض. - ضرورة التوعية والتحسيس بهذا المرض من طرف الوزارة الوصية والجمعيات المهتمة بهذا المرض. - خطورة اللجوء إلى العلاج الشعبي أو المشعوذين المتاجرين بآلام المرضى، في زيادة حدة هذا المرض. - على الوزارة الوصية أن تعطي اهتماما زائدا بهذا المرض والمصابين به، وذلك بخلق مركز استشفائي خاص بمرض التصلب اللويحي المتعدد. - إذا قامت الدولة بمعالجة هؤلاء المرضى فإنها تربح ولا تخسر، وعليه فإنها مطالبة برفع الظلم الصحي على هؤلاء المرضى. - التصلب اللويحي يفضي بنا إلا الإعاقة، والمسألة ليست طبية محضة، بل اجتماعية وسياسية ينتظر منها تحسين وضعية وجودة حياة مرضى التصلب اللويحي المتعدد. - ضرورة توفير وزارة الصحة للأدوية التي تتناول عن طريق الفم لهذا المرض، ورفع الرسوم الجمركية عنها. - للأسرة دور كبير في دعم مرضى التصلب اللويحي المتعدد، وذلك بالتعامل معه كإنسان طبيعي ومساعدته على التعايش مع الإصابة. - ضرورة الاهتمام بالطب التأهيلي والفيزيائي في حالات مرض التصلب اللويحي. هذه الحلقة من برنامج بدون حرج كانت ملأى بالرسائل الإنسانية المطالبة بالتغطية الصحية لهؤلاء المرضى من جهة، ومداوة التصلب العاطفي والفكري والإنساني في المجتمع من جهة أخرى، وأهم رسالة كانت للمريض ربيع من مكناس حيث وجه نداء إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله بالتفاتة مولوية لهؤلاء المرضى. متابعة: د. يوسف الحزيمري (كاتب عام جمعية شمال المغرب لمرضى التصلب اللويحي المتعدد).