ثمانية آلاف حالة تصلب لويحي بالمغرب(*)، فما هو برنامج وزارة الصحة لهؤلاء المرضى؟. نضع هذا التساؤل بهذا المنبر متجاوزين به مسطرة التراسل الإداري، ودواليب الأسئلة الشفوية عبر قبة البرلمان، وقبل أن نحكي قصتنا ببرنامج "قصة الناس" أو "بدون حرج". لأن حجم معاناة مرضى التصلب اللويحي المتعدد المسكوت عنها، ألحت بوضع هذا السؤال، وهو سؤال مشروع يتردد على مسامعنا من قبل المرضى أسبوعيا في جلسات الدعم النفسي، ونحير جوابا، ونسأل المختصين، ونبحث في برامج وزارة الصحة لنجيبهم، فلا نجد جوابا مقنعا سوى الصمت، والعمل بالجود والموجود...! هل نحن أمام موت رحيم لمرضى التصلب اللويحي المتعدد؟. سؤال صدر مني عفويا لإطار جمعوي بإحدى الجمعيات الصحية الخيرية التي التمسنا منها يد المساعدة لبعض مرضى التصلب اللويحي المتعدد بمدينة تطوان، لأن كلامه معنا كان محبطا لدرجة القول بأننا اقتحمنا قطاعا عجزت عنه وزارة الصحة، وأن دراستها للجدوى بخصوص هذا المرض مكلفة وفوق طاقة ميزانيتها الهزيلة، وبدون نتائج شفائية ملموسة طبيا. سيدي الوزير المحترم، هل فعلا وزارة الصحة عاجزة أمام توفير أدوية (العلاج) لهذا المرض؟. وإذا كانت عاجزة عن توفير الدواء، أو حتى إدراجه ضمن قائمة الأدوية المستفيدة من التخفيض، فهل هي عاجزة أيضا عن إيجاد برنامج تحسيسي وقائي، ودورات تكوينية للأطباء بخصوص هذا المرض؟ خصوصا أن التشخيص المبكر حسب المختصين له دور ملموس في الاستشفاء والحفاظ على القدرات البدنية للمريض حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. سيدي الوزير المحترم هل وزارتكم النبيلة أيضا عاجزة عن خلق ما يسمى "بسياسة القرب"، وتقريب الدواء للمريض؟ سؤال تسأله إحدى المريضات لتنقلها شهريا من شمال المغرب(تطوان) إلى العاصمة(الرباط) لاقتناء الدواء، وأخرى إلى العاصمة الاقتصادية (الدارالبيضاء) ، مع العلم أن السفر قطعة من العذاب بالنسبة للأصحاء فما بالك بالمرضى، وإذا أضيفت تكاليف السفر إلى تكاليف الدواء الباهض الثمن فالنتيجة معاناة بكل المقاييس. سيدي الوزير المحترم هل وزارتكم ذات الرسالة الإنسانية عاجزة عن "أنسنة الخدمات الطبية" و"تحسين الاستقبالات"، و"ضمان الأمن الصحي"، و"السلامة الصحية"، و"تطوير وسائل التواصل مع المواطنين والانفتاح عليهم"، وكذا خلق آفاق واسعة "لشراكة واعية وبناءة مع المجتمع المدني" ؟ -سؤال تسأله إحدى المريضات بالتصلب اللويحي المتعدد بتطوان بعدما لم تجد سريرا لتنام عليه بالمستشفى العمومي (سانية الرمل) لأخذ الدواء الذي يبقيها واقفة حتى تمارس دورها كامرأة لها زوج وأولاد، فتطلب أن يعمل لها الدواء في كراسي الاستقبال (المهم أن أبقى واقفة) كما قالت-. سيدي الوزير المحترم هل وزارتكم أيضا عاجزة عن تدبير "توزيع الأدوية" حسب عدد المرضى بكل جهة ؟. –نتكلم عن الأدوية المتوفرة لمرضى التصلب اللويحي المتعدد بالمستشفيات العمومية- ، خصوصا أن وزارتكم لا تنقصها الأرقام والنسب، فمصالحها هذا أقصى ما تجيده. سيدي الوزير المحترم هذه تساؤلات ملحة، فرضت نفسها قهرا على بياض هذه الصفحات، كيما تجد أجوبة مقنعة بمنطق الإنسانية لا بمنطق الأرقام والنسب المائوية، وكل تساؤل منها يحمل في طياته معاناة مرضى وأسر أنت أعلم بحجمها مني... سيدي الوزير المحترم في انتظار الجواب يدعو لكم مرضى التصلب اللويحي المتعدد بتطوان بجزيل الأجر والثواب. --------- (*) حسب ما صرح به في المؤتمر العلمي الذي نظمته الجمعية المغربية لمرضى التصلب اللوائحي AMMASEP بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب اللويحي المتعدد، يوم السبت 1 يونيو 2013م بقاعة المؤتمرات بكلية الطب والصيدلة بالرباط. وذلك بالتنسيق مع كلية الطب والصيدلة بالرباط، ووزارة الصحة ووميرك سيرونو المختبرات. د. يوسف الحزيمري كاتب عام: جمعية شمال المغرب لمرضى التصلب اللويحي المتعدد