يعتبر حي الخنيوريس أسوء مكان يمكن العيش فيه في مدينة تطوان بل من أسوء الأمكنة في المغرب كله ؛ بسبب الإرهاب الاجتماعي الممارس على ساكنة هذا الحي من طرف المفسدين في الأرض من بعض شبابه ومراهقيه وأطفاله، حيث يعرف هذا الحي اضطرابا إجتماعيا خطيرا سببه الشباب الفارغة أوقاتهم وعقولهم والذين لا تمتلئ رؤوسهم إلا بأنغام المخدرات بشتى أنواعها والخمور بكل تصنيفاتها الثقيلة والخفيفة يتعاطونها على قارعة الطريق ويجلسون على درج أبواب االمنازل مطلقين صوت الموسيقى والضجيج يقارعون الكؤوس ويبرمون الحشيش، حتى إنك إن أردت الدخول إلى بيتك وجب عليك أن تطلب الإذن منهم بالدخول في أسواء ممارسة أخلاقية واجتماعية، هذا مع الفحش الذي تسمعه وأنت مع أهلك وأبنائك ووالديك، ليلا ونهارا لا سرا بل جهارا، فإن أنت طالبت بحقك في أخذ الراحة في بيتك شهر أحدهم في وجهك سيفا وأمرك بالرحيل، والضجيج لا يفتر عن هذا الحي حيث ضجيج الكبار وضجيج الصغار؛ حتى الأطفال في العاشرة من عمرهم أو أقل تراهم يلعبون ويضربون بالأحجار في منتصف الليل ويعبثون بكل شئ يجدونه أمامهم، والحق أقول يجب أن يؤتى بالمتخصصين الاجتماعيين لمعرفة هذه الهستيريا والحالة التي عليها هؤلاء لدراستها ومعرفة أسبابها حتى لا يتفاقم الأمر ويخرج لنا في وطننا شريحة خطيرة تشوه المجتمع المغربي وتخرجه عن طور العقل والتعقل، ومثل هذه الظواهر تظهر حيث فشو الجهل والتخلف والإهمال الحكومي والمؤسساتي الجمعوي (المدني والحكومي) وبوادر ظهور هذا الإرهاب الاجتماعي يبدأ أولا من أطفال هذا الحي الذين هم في السابعة حتى الخامسة عشرة من العمر والذين أهملهم ذووهم وأطلقوهم في الحي دون النظر إليهم ولا العمل على تربيتهم تركين إياهم يؤذون الناس في الطرقات والممرات ويجتمعون كالجراد ويجلسون على أدراج الأبواب تارة يطرقون الأبواب وتارة يضربون على المنازل بالأحجار، ويخربون كل ما يجدونه في طريقهم ويعبثون بكل أخضر ويابس هذا بانعدام التربية والإهمال الأسري والتربوي البيداغوجي، وهؤلاء يكبرون ويكبر معهم هذا الإرهاب الاجتماعي. فحاجة تربية هؤلاء الأطفال أمر ضروري، ولا بد من إنشاء مؤسسات تربوية ودور شباب لجمع هؤلاء الأطفال وفتح أبواب المعرفة لهم وتنقيح عقولهم وتنظيم وتربيتهم على المواطنة واحترام الغير. أعتقد أن لإيجاد مواطن صالح ومسؤول لا بد للالتفاتة إلى مثل هذه الأحياء واصلاحها إجتماعيا وتربويا من أجل مجتمع مغربي راقي ومسؤول يساهم في خدمة وطنه والدفع به قدما نحو التنمية الاجتماعية والمنافسة الدولية، فلا يمكن منافسة الدول الراقية عقلا واجتماعا وفكرا وحضارة وأنت عندك مثل هذه الشريحة الاجتماعية الفاسدة في هذا الحي، اللهم هذا منكر.