أكد المشاركون في اللقاء التواصلي الذي نظم بطنجة أمس الخميس بكلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بطنجة حول موضوع " قضية الصحراء المغربية والرهانات الإقليمية والدولية " أن الحل لهذا المشكل المفتعل لا يمكنه أن يتأتى عن طريق هيئة مجلس الأمن ، وفي إطار مداخلته أوضح خالد الحداوي سفير سابق مختص في القضايا الدولية بأنه ليس من مصلحة المغرب أن يظل هذا الملف بين يدي مجلس الأمن ، ليظل أمر معالجته حكرا على هذا الجهاز الذي برأيه ليس بهيئة قضائية وإنما هو منظمة سياسية ، وبالتالي يجب أمام استمرار هذا الجمود في هذا الملف الشائك وفشل الحل التفاوضي والقانوني بقبول المقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة كإطار ملائم لتسوية هذا النزاع المفتعل ، ينبغي تنزيل الحكم الذاتي والمغرب يمارس السيادة الكاملة على أراضيه الصحراوية المسترجعة . ومن جهته شدد الدكتور عبد الواحد الناصر أستاذ مختص في العلاقات الدولية في إطار مداخلته على ضرورة تفعيل دور الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الموازية من أجل الترويج الصحيح والفعال لقضيتنا الوطنية ، مضيفا أن واقع الحال ، وما تأكده الحالة الراهنة ، يعطي انطباعا واضحا أن هذا الملف يعاني إشكالا كبيرا في ظل الإختلالات التي راكمها عبر السنين ، وهو يفتقد للمبادرات الجادة التي من شأنها أن تفرز إطار قوي قادر على المرافعة عن قضيتنا الوطنية ، وبرأيه أن أسلوب التعاطي مع هذا الملف من طرف أصحاب القرار لم يرقى بعد إلى المستوى المطلوب ، ويضيف الدكتور عبد الواحد الناصر في مداخلته ، أننا ونحن نتعاطى مع هذا الواقع يصبح علينا كمقصرين الإنتظار لسنوات وسنوات ...ولا حل في الأفق مادام الأمر يتعلق بحلول ربما تأتي أو لن تأتي أبدا عن طريق قرارات مجلس الأمن ، ليظل هذا الملف عالقا دون حل حسب تعبيره ، واختتم الدكتور عبد الواحد الناصر مداخلته بتوضيح صريح ومقتضب ، يأكد فيه بالدليل الملموس على أنه ليس من مصلحة الدول الخمسة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن أن يجد مشكل الصحراء حلا نهائيا لاعتبارات معروفة ، حيث أن كل بلد من البلدان الدائمة العضوية بمجلس الأمن تبحث عن مصالحها الشخصية ، وبالتالي بات الحل الناجع والوحيد لهذا المشكل المفتعل التجنيد الفوري والتعبئة الشاملة في مواجهة ما تحيكه الجزائر ضد وحدتنا الترابية . وفي إطار رده على أحد الأسئلة المطروحة أبدى السفير السابق خالد الحداوي استغرابه الشديد النابع من رأيه الشخصي حول استمرار المغرب في علاقته الدبلوماسية مع الجزائر ، مطالبا بقطع هذه الأواصر حسب ما تقتضيه الأعراف والمواثيق الدولية ، مضيفا أنه في ظل التصعيد الجزائري الأخير ، كان لزاما على المغرب أن يرد بخطوة مبدئية يقرر خلالها رسميا تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع ما أسماها الجارة الشقيقة !! بمفهومها الدارج ( وجع الرأس )...