خالد أبجيك وصف خليل الحداوي، السفير السابق للمغرب بالأممالمتحدة، مجلس الأمن بالعاجز عن حل مشكل الصحراء، وقال بأنه "من يعتقد أن مشكل الصحراء سيحل عن طريق مجلس الأمن فهو واهم"، وأشار إلى أن الأممالمتحدة منظمة سياسية يسيطر عليها الواقع السياسي، "فمن كان يدافع عن قضيته بالحجة ينجح، ومن كان مقصرا وضعيفا في خطابه يفشل"على حد تعبيره. وأوضح السفير السابق للمغرب لدى الأممالمتحدة، في ندوة وطنية نظمتها مؤسسة الطاهر للأعمال الاجتماعية اليوم السبت بالصخيرات حول موضوع "الشرعية الدولية وقضية الوحدة الترابية"، إلى أن المغرب مقصر في دبلوماسيته لأنه يوضع دائما في قفص الاتهام ويتم الهجوم عليه في المحافل الدولية. وأكد السفير السابق على أن الجزائر لم تتخذ موقفا معاديا للمغرب من فراغ، بل كان لديها هدف جيو-استراتيجي يتجلى في أن يكون للجزائر منفذ على المحيط الأطلسي، الذي حدده في سببين: السبب الأول هو تمكين الجزائر من استغلال مناجم الحديد الموجودة في إحدى المناطق التي كانت محسوبة على المغرب، والسبب الثاني يكمن في تطويق المغرب حتى لا يبقى لديه امتداد مباشر مع إفريقيا، علما، كما يقول ذات المتحدث، أن المغرب لعب دورا كبيرا في إفريقيا ومن أهم تجلياته أن الإسلام انتشر في القارة السمراء عن طريقه. وأشار الحداوي إلى أن التعبئة الإعلامية والدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر، نتج عنها أن اعتقاد عدد من الأوربيين بأن هناك شعب صغير "احتله" المغرب، كما أن الجارة الجزائر تستعمل جماعات تتحدث باسم البوليزاريو في حين أنهم موظفون جزائريون لا علاقة لهم باللاجئين. وفيما يخص التدخل الأمريكي لحل نزاع الصحراء، قال السفير السابق، بأن الإدارة الأمريكية تعلم جيدا المشكل بين البلدين، لكن بما أن لديها مصالح لدى كل من المغرب والجزائر فلن تستطيع إرضاء طرف على حساب الآخر، لهذا تحاول الحفاظ على التوازن. وذكر المتحدث ذاته، أن مجلس الأمن وضع فقرة ضعيفة جدا تهم قضية اللاجئين، وذلك لعلمه بأن هذه القضية تحرج الجزائر، حيث أنه منذ 40 سنة والوكالة السامية للاجئين تطالب الجزائر بإحصاء عدد اللاجئين، غير أن هذه الأخيرة لم تلتزم بذلك، وأضاف "لو كان مجلس الأمن لديه قرار ملزم، لازم الجزائر بأن ترضخ للوكالة السامية للاجئين وتقوم بالإحصاء". وفيما يخص مبادرة الحكم الذاتي، أشار الحداوي إلى أن هذه المبادرة لم تأت من المغرب، بل أتت من الأممالمتحدة، حيث طالبت هذه الأخيرة المغرب بأن يجتهد وأن يقترح شيئا لكي يخرج من المأزق، آنذاك "أتينا بالحكم الذاتي" على حد قوله. واعتبر السفير السابق للمغرب لدى الأممالمتحدة أن المغرب وقع في خطأ تاريخي عندما لم يسحب المقترح الذي قدمه في أبريل 2007، حيث تقول الاتفاقية "وإذ يحيط علما بالمقترح المغربي الذي قدم إلى الأمين العام في 11 أبريل 2007، وإذ يرحب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية إلى المضي قدما بالعملية صوب التسوية؛ وإذ يحيط علما أيضا بمقترح جبهة البوليساريو المقدم إلى الأمين العام في 10 أبريل 2007"، وذكر أن المغرب كان عليه سحب مقترحه عندما بلغه أن الأممالمتحدة قدمت مقترح جبهة البوليزاريو للاتفاقية، خصوصا وأن المقترح المغربي قد أعد، بحسب الممثل الشخصي للأمين العام آنذاك بيتر فان دامسون، بعد مسلسل سياسي طويل ومشاورات واسعة ودولية، على عكس مقترح البوليزاريو الذي أتى مفاجأة. يذكر أن الندوة الوطنية عرفت تقديم مجموعة من المداخلات تعالج تاريخ قضية الصحراء المغربية، وقرارات الشرعية الدولية المرتبطة بالقضية، والقضاء وعلاقته بوحدة المملكة، إضافة إلى الموقف الدولي من قضية الصحراء. كما شهدت الندوة شهادات لمجموعة من العائدين من مخيمات تندوف.