"اكتساح قسنطينة" يفرح البركانيين    قمع احتجاج أمازيغي يثير سخط الحقوقيين    الجيش الإسرائيلي يقر بحصول "إخفاقات مهنية متعددة" في واقعة مقتل 15 مسعفا في غزة    ميرسك تلاحق صحيفة دنماركية قضائيًا بعد اتهامات باطلة بشأن شحنات أسلحة إلى إسرائيل.. وجهات معادية تقف وراء استهداف ميناء طنجة    الثانوية التأهيلية المجد بامطل تختم فعاليات الدورة الأولى للأيام الثقافية للمؤسسة    البوليساريو... الذراع العسكرية لإيران في شمال إفريقيا برعاية جزائرية    الأمن يتفاعل بسرعة مع أحداث عنف في القصر الكبير ويوقف ثلاثة مشتبه فيهم    الحسيمة.. انعقاد الاجتماع التشاوري الأول حول مخطط التدبير التشاركي للفرشة المائية غيس – النكور    المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بجامعة وجدة تشهد تأسيس أول نادٍ سينمائي    خمس لاعبين مغاربة ضمن التشكيلة المثالية لكأس إفريقيا للفتيان    مغاربة داعمون للقضية الفلسطينية يحتجون أمام ميناء "طنجة المتوسط"    ابن تمسمان الأستاذ سعيد بنتاجر، يقارب الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي في معرض الكتاب بالرباط    ترامب يعيد هيكلة الخارجية الأمريكية    تفاصيل حريق المسبح البلدي بالناظور    الدرك يطيح بأحد كبار مروجي الخمور باقليم الدريوش    "نداء القنيطرة" يدعو لإصلاح الإعلام    أفاية: قراءات اختزالية تستهدف "النقد المزدوج" عند عبد الكبير الخطيبي    فتح بحث قضائي لتحديد ظروف وفاة طفلين في حضانة غير مرخصة بالدار البيضاء    لقاء إقليمي بالحسيمة يسلط الضوء على آفاق الاستثمار في إطار قانون المالية 2025    برلماني يسائل وزير الفلاحة حول توتر العلاقة بين أعضاء من الغرفة الفلاحية والمديرية الإقليمية بطنجة    مستشار ترامب: الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء لا لبس فيه    المغرب يتصدر صادرات الفواكه والخضروات عالميًا: ريادة زراعية تنبع من الابتكار والاستدامة    مقاولون يقاضون "التيكتوكر" جيراندو بالمغرب وكندا بتهم التشهير والابتزاز    السعدي: الحكومة ملتزمة بتعزيز البنية التحتية التكوينية المخصصة للصناعة التقليدية    القوات المسلحة تُكوّن ضباطًا قطريين    "موازين" يواصل جذب نجوم العالم    منتدى الصحراء للحوار والثقافات يشارك في فعاليات معرض "جيتكس إفريقيا"    القفطان يجمع السعدي وأزولاي بالصويرة    الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحتفي بالمنتخب الوطني لأقل من 17 سنة إثر تتويجه باللقب القاري    الفنان الريفي عبد السلام أمجوظ يتألق في مسرحية سكرات    عبد العزيز حنون يدعم البحث في اللسانيات الأمازيغية بأطروحة حول التمني بأمازيغية الريف    تفاصيل اجتماع نقابات الصحة مع مدير الوكالة المغربية للدم ومشتقاته    بعد القرار الأمريكي المفاجئ .. هل يخسر المغرب بوابته إلى السوق العالمية؟    "الكاف" يختار المغربي عبد الله وزان أفضل لاعب في البطولة القارية للناشئين    الأرصاد الجوية تتوقع نزول زخات مطرية متفرقة اليوم الأحد    بنكيران: الأمة بكل حكامها تمر من مرحلة العار الكبير ولا يمكن السكوت على استقبال سفن السلاح    الآلاف يتظاهرون ضد ترامب في الولايات المتحدة: لا يوجد مَلك في أمريكا.. لنُقاوِم الطغيان    الاتحاد الوطني للشغل يدعو إلى تعبئة شاملة في فاتح ماي    " هناك بريق أمل".. رواية جديدة للدكتورة نزهة بنسليمان    ندوة علمية تناقش الحكامة القضائية    الكوكب يسعى لتحصين صدارته أمام الدشيرة والمنافسة تشتعل على بطاقة الصعود الثانية    دراسة تدعو إلى اعتماد استراتيجية شاملة لتعزيز الأمن السيبراني في المغرب    الأساتذة المبرزون يحتجون الخميس المقبل    لقاء يناقش دور المجلس الأعلى للحسابات في تتبع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة    الكشف عن نوع جديد من داء السكري!    دورة برشلونة لكرة المضرب: ألكاراس يتأهل للمباراة النهائية    برشلونة يضع المدافع المغربي إدريس أيت الشيخ تحت المجهر … !    مغرب الحضارة: حتى لا نكون من المفلسين    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    أنور آيت الحاج: "فخور بمغربيتي"    قناة إيرلندية تُبهر جمهورها بسحر طنجة وتراثها المتوسطي (فيديو)    ‪ بكتيريا وراء إغلاق محلات فروع "بلبن" الشهيرة بمصر‬    تزايد حالات السل اللمفاوي يسائل ضعف مراقبة سلاسل توزيع الحليب    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    بيانات تكشف ارتفاع الإصابة بالتوحد وكذلك زيادة معدلات تشخيصه    أكادير يحتضن مؤتمر التنظير عنق الرحم وجوف الرحم والجهاز التناسلي    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المآثر العمرانية الروحية بمدينة تطوان العتيقة كنيسة سجن المطامير : (4)
نشر في تطوان بلوس يوم 11 - 12 - 2012

توجد هذه الكنيسة بالسجن التحتأرضي بالحي المعروف بنفس الاسم، وهذا السجن في الواقع يعتبر من بين آثار مدينة القرن 16 والذي لا يعرف عنه الشيء الكثير، ويتميز سجن المطامير هذا شأنه شأن الكنيسة التي يتوفر عليها، بكون نزلائه كانوا من الاسرى المسيحين، وبالتالي فالكنيسة المذكورة كانت مخصصة لصلاة هؤلاء العبيد – خاصة المتدينين المسيحين منهم – وهؤلاء الاسرى كما تشير المصادر التاريخية، كانوا قد أسروا اثر عمليات الجهاد البحري التي أخذ يقودها سيدي المنظري بعد بناءه لمدينة تطوان، كما تجدر الاشارة الى أنه كان يستخدمهم في أعمال التحصين نهارا ثم يرجعهم الى هذا السجن المذكور ليلا بقصد المبيت به.فسجن المطامير أو ما يعرف باللغة الاسبانية ب"الماثموراس" mazmoras، لازال موجودا الى يومنا هذا تحت "البلد"، كان له منفذان معروفان بهذا الحي ( حي المطامير)، وقد تمت دراسة هذه الأنفاق سنة 1921، لكن مع كامل الاسف فقد تم اغلاق جميع منافذها28.فمن المعلوم أن مدينة تطوان قد أسست فوق أرض كلسية توجد تحتها تجاويف متعددة تشكل شبكة من الممرات النفقية تقطع المدينة من الغرب الى الشرق، فكان السجن التحت ارضي قد أعد في التجاويف الكلسية التي قسمتها أسوار من الأجور الى حجر29.هذا على العموم كتقديم لموضوع دراستنا الذي يتمحور حول كنيسة سجن المطامير، وبالعودة الى المصادر التاريخية نجد أن مدينة تطوان قد شهدت ومنذ وقت مبكر توافد عدة بعثات دينية مهمتها افتكاك الاسرى المسيحين بالمغرب، وقد استأنف توافذ هذه البعثات مع انبعاث المدينة من جديد على يد المهاجرين الاندلسيين، خصوصا بعد ارتفاع وثيرة نشاط الجهاد البحري الذي قاده حكام تطوان ضد سواحل شبه الجزيرة الايبيرية وضد سفنها، مما أدى الى تزايد أعداد الاسرى المسيحين بمطامير المدينة، وقد جاءت هذه المعلومات التي أتينا على ذكرها عند صاحب كتاب "وصف افريقيا"30.
28 _ واعتمادا على شهادة جاءت عند نفس المؤرخ أي الحسن الوزان، أيضا يقول فيها عند حديثه عن سيدي المنظري مؤسس تطوان: "... وكان معه دائما تلاثمائة فارس، كلهم غرناطيون من نخبة أهل غرناطة، فجعل يجوب أنحاء البلاد بهذا الجيش ويأخذ العديد من المسيحين و يحتفظ بهم كأسرى ويستخدمهم في أعمال التحصين، ولقد شاهدت في احدى المرات التي ذهبت فيها الى هذه المدينة 3 آلاف أسير مسيحي لابسين جميعا سترات من الصوف ينامون ليلا مقيدين في الاصفاد داخل سراديب تحت الأرض..."31.
وفي سنة 1708م نشر الاب "فرنسيسكوسان خوان ديل بويرطو" كتابا باشبيلية يتضمن جميع التدخلات للرهبان الفرنسيسكيين بالمغرب ويحتوي هذا الكتاب على عدة عناصر اخبارية حول أولئك الاسرى، وتجدر الاشارة الى أنه لم يتعرض لأسرى تطوان الا بكيفية مجيزة ومبهمة في نفس الوقت.ومن المعلوم أن مطامر تطوان، وجدت منذ اللحظة التي غادر فيها المسلمون مدينة غرناطة وشرعوا في تشييد مدينة تطوان، لذا فمن البديهي أن المكان الذي كانت توجد به تلك المطامير هو نفسه الموجود به حاليا.وللاب "فرنسيسكوسان خوان ديل بويرطو" في تأليفه "تاريخ البعثات بالمغرب" يقول لنا أنه كان بتطوان 150
سجينا بدون رعاية دينية، فاذا خصمنا من هذا العدد أولئك الذين كانوا تحت رعاية الخواص حيث لم يمكثوا بالمطامير، أو لكونهم متزوجين حيث سكناهم بالدويرات التي كانوا يشيدنوها بأيديهم، لاشك أن عدد السجناء يصير مائة أو مائة وعشرون خلافا لأربعة آلاف كما يقال دون علم لمصادر هذا الادعاء 32 .
وحول مساحة المطامير عموما وبعض المعلومات المتعلقة بها كتب "فرناندو دي كونطريراس" أن مساحة المطامير هذه كان يلزم أن تكون أكبر مما هي عليه الآن، حقا أن المعتقلين كانوا يعيشون تقريبا متراكمين، وذلك في بعض الأماكن التي لا اصلاح لها، ولكن بمطامير تطوان، كان في امكان المعتقلين و بوسائلهم الخاصة أن يعملوا على توسيع الأماكن التي كانوا بها كلما زاد عددهم.
فعدد المعتقلين يفوق ما جاء في تأليف السينيور فرنسيسكو سان خوان ديل البويرطو الذي يحدده في 690 سنة 1648 وبعد ذلك سنة 1672 نزل الى 150 33.
وبناء على ما سبق يتضح أن عدد الاسرى المسيحين الذي أورده الحسن الوزان، قد يكون مبالغا فيه أذ أنه شاهد 3000 أسير مسيحي... وفي نفس السياق نجد أن الأستاذ عبد الحكيم عزوز يرى كذلك أن هذا الرقم مبالغ فيه جدا ويقول "...أضف الى ذلك أن الوزان الفاسي يؤكد أن الثلاثة آلاف أسير كانوا يحتشدون ليلا في مطامير تطوان، ونحن نعلم أن المطامير الوحيدة التي كانت بهذه المدينة هي الموجودة بالزنقة التي تحمل اسمها (زنقة المطامير) وخريطة هذه المطامير التي نتوفر عليها تشهد على أنها لم تكن لتتسع لأكثر من ثلاثمائة رجل..." 34.
وعلى أي وفي ظل تضارب المعطيات لدينا حول عدد الأسرى الذين كانوا مسجونين بسجن المطامير، يبقى من الصعب الجزم بالعدد الحقيقي لهؤلاء الأسرى فيما ان كانوا 3000 آلآف أو أقل، فالخبر اليقين يبقى دفين أدراج الخزانة الخاصة بالادارة العسكرية العامة لمدينة سبتة، حيث توجد وثيقة تحتفظ بها هذه الادارة، توضح بالتفصيل عدد المعتقلين بمطامير تطوان، وأسماؤهم ومسقط رأسهم35.
وفي الفصل الثالث من البحث الذي أعده العضو المستشار بالمجلس البلدي بتطوان السيد عبد السلام الصفار* والذي تطرق من خلاله للحديث عن معلومات حول كنيسة مطامر تطوان والفرنسيكانوس الذين كانوا يها، حيث أشار الى ان الكاتب فرناندو دي كونطريراس قد تكلم عن النشاط الديني الفرنسيسكي والبعثات الدينية الموجودة من طرف كبار الأساقفة الفرنسيسكيين من اسبانيا الى المغرب، وكيف تم اعتقال بعض القناصل الاسبان على يد السلطان مولاي اليزيد سنة 1790، وفي سنة 1795 أعاد السلطان مولاي سليمان للبعثاث الفرنسيسكية نشاطها واستقرت بتطوان وطنجة وأسفي والعرائش وموكدور، وأفرج عن المعتقلين ورممت المطامير لازالة معالم الكنيسة المسيحية وآثارها 36، وللاشارة فقد استمر استعمال هذه الدياميس خلال القرنين 17و18م.
وعلى العموم فقد كانت هذه اشارات مقتضبة حاولنا من خلالها التعريف بمطامير تطوان ومن خلال هذا الموجز التاريخي حول هذا السجن التحت أرضي حاولنا التعرض للكنيسة التي يحويها والتي تبقى في الأصل موضوع دراستنا هذه، وبناء على ذلك تجدر الاشارة الى أنفاق سجن المطامير قد درست سنة 1921 *،
حيث كان لها منفذان معروفان بهذه الزنقة أي زنقة المطامير – كما سبقت الاشارة – لكن تم سد منافذها، وكان السجن التحت أرضي قد أعد في التجاويف
الكلسية التي قسمتها أسوار من الأجور الى حجر – كما أسلفنا – وكانت الحجرة الأحسن اعدادا تحوي بيعة صغيرة، شكلها ثلاثي الفصوص وتخللت جدار صدر البيعة وجانبا المصلى حنايا نصف دائرية، بينما نمقت المذابح ببلاطات اسبانية تمتد تواريخ صنعها من نهاية القرن 15 الى القرن 18، وكان آباء الكنيسة الفادون الاسبان يتلون فيها القداس للعبيد، وفي نهاية القرن 16 حصل الرهبان الفرنسيسكان على ترخيص لاقامة مستشفى في الحبس المذكور 37.
أما بخصوص الوصف الذي ورد في البحث الذي ترجمه المستشار عبد السلام الصفار من خلال الدراسة التي قام بها المهندس المعماري الضون كارلوس أبيلو والتي تعرضت لموضوع مطامير تطوان سنة 1921، كما سبقت الاشارة الى ذلك، فقد كتب هذا الأخير أن المكان المشار اليه بالرقم 39 (في الخريطة الخاصة بمطامير تطوان والمرفقة بالبحث المذكور)، فهذا القسم المرموز اليه عبارة عن مصلى، ويضيف أنه خلال دراسته المستفيضة للجدران أي جدران المنطقة / القسم المرموز اليه ب 39، يتضح أنه كان بها أماكن ربما تغطي كبوات للمتعبد المسيحي، كما عثر بعد بحث واسع على كبوات خاصة بالطقوس المسيحية.
كما وجد بعد تنطيق الأرضية على الجانب الايسر رقم 44 على شبه "جفنة" محفورة في الأرض، ربما كانت مكان التعميد نظرا للكوات المكتشفة أي التي في مصلى محل التعميد، والتي توجد في الناحية اليمنى من الجانب الاعلى الحافظة للزيوت المقدسة الخاصة بالتعميد ولازالت بهذه الأخيرة على حد قوله آثار لوجود الباب.
ومن هذا المصلى يتابع المهندس الضون كارلوس أبيلو الوصف حيث يقول أنه انتقل الى التي رمز اليها بالرمز 40 حيث تبين له أن هذا المكان هو الآخر كان مخصصا للصلاة، وكانت به كبوة في الحائط مغطاة، والتي كانت بلا شك هيكل المعبد، وتظهر على التصميم تحت عدد 41، كما يوجد في هذا المعبد كبوات أخرى ربما كانت محلا لحفظ قوارير النبيذ.
وانطلاقا من القسم المركزي يمكن الانتقال الى أهم النقط بالمطمورات لشتماله على مكان اقامة الطقوس المسيحية، ويمكن المرور اليه عبر قوس صغير (رقم2) ومنه الى قوس آخر أكبر حجما الى أن نصل الى القسم رقم 1، وفي الرسم (رقم1) يظهر بوضوح الشرح المذكور، وتجدر الاشارة الى أن القوس الصغير الذي يوجد فوق المدخل يحتل نفس الموضع الذي تكون عليه اماكن التراتيل الدينية (خورس) بالكنائس، مما يحمل على الظن – كما كتب عبد السلام الصفار – أنه كان خورس كنيسة المطامر لذا فالقسم 36 سيعبر عليه منذ الآن باسم خورس الكنيسة.
ويتكون شكل الكنيسة من صليب لاتيني مكون من أربعة أقواس :
قوس المدخل (انظر الرسم رقم 1) وآخر هو القوس الكائن في النقطة المشار اليها بالرقم (3) (انظر الرسم رقم 2) والقوسان الآخران هما المرمز اليهما بالرقمين 20و21.
وكان الضوء يتسرب الى الكينسة من خلال المنور الذي موجدا بالسقف الذي كان على شكل قبة محفورة في والذي غطيت بعض فجواته بالجير والأجور، وقد عثر على شباك المنور أثناء قيامه بتنظيفه فربما نزع من مكانه على اثر بناء المرحاض الذي كان يفرغ داخل الكنسية، وكان من المفروض على كل راهب أو قسيس أراد الذهاب، أن يهدم أو يحجب بسور كل الأماكن التي كانت قائمة للمتعبد.
وبعد المرور بالقوس رقم (3) الظاهر في الرسم، نجد قوسا آخر على اليمين الظاهر كذلك في الرسم المذكور والذي يوصلنا الى القسم المرموز اليه بالرقم 24 الذي وجد في جدرانه كبوة خاصة بوعاء الماء(AGUA MANIL) المرموز اليه بكل وضوح في الرقم 23.
وبعد دراسة عميقة للمكان التابع للقوس المؤدي الى القسم الذي عثر فيه على وعاء الماء المقدس(AGUA MANIL) والذي ربما كان موهف الكنيسة، كما يتابع هذا ال؟أخير الحديث حيث يقول أنه شاهد مكانا من الراجح أنه كان حرم الهيكل، والذي كان يتوفر علىباب أو شباك من الخشب كما يفصل الهيكل الأكبر عن حرمه، وكانت الباب أو الشباك الخشبي مزينا بالزليج ذي الألوان الخضراء والبيضاء والسواداء والتي لازال محتفظا بها الى الآن – على حد قوله -.
وفي جوانب الفراغ الوجود بين الحائط والشباك الخشبي، هناك آثار وجود طاولة كانت تستعمل كمائدة الهيكل، وفق المكان الذي كان يوجد به الهيكل كنات هناك كبوة مغطاة رمز اليها في التصميم بالرقم (5)، وهي اثنتان، واحدة كبيرة ومزخرفة من الداخل بالزليج الأبيض والاسود، ويرجع عهده الى القرن 15م أو 16م، وأخرى صغيرة بسلم حيث كانت ولا شك تحتضن القربان المقدس (SANTISMO SACARMONIE)، وكان جوف هذه الكبوة مزينا بالزليج على شكل زخارف من الزهزر بألوان شبيهة بالتي توجد في موهف قدسية( طالابيرادي لارينا / TALAVERA DE LA REINA) والذي يرجع عهده الى القرن 15 و 16م.
وفي نفس المكان يوجد ممر يؤدي الى القسم الآخر بجانب (الانجيل) وقد أشير اليه بالرقم (6)، ويعتقد – كما يقول عبد السلام الصفار – أنه كان محل الاعتراف، ومن القوس المرمز اليه بالرقم (20) نصل الى مصلى كان يواجهها هيكل مغطى داخل الصخر وله قوس (رقم8) طمس عليه بحائط من الأجور، وتحتها يوجد قبر ربما يضم أحد الرهبان الفرنسيسكان الذين عذبوا في المغرب.
ويحتوي هذا الهيكل على كبوة تحتضن تمثالا مقدسا (رقم10) وأخرى خاصة لحفظ قوارير النبيذ (رقم 11).
وعلى العموم يمكننا القول أن ما أتينا على ذكره ان كان وبنوع من الاختصار والايجاز الى حد ما تفاديا للاطالة، لكن يبقى هذ أهم ما يمكن التطرق اليه من خلال دراسة مبسطة لكنيسة سجن المطامير بالمدينة العتيقة بتطوان اعتمادا على ما توفر لدينا من نصوص تاريخية ووثائق...
أما في وقتنا الراهن فلايزال سجن المطامير موجودا بمكانه الأصلي الكائن بالزنقة التي تحمل نفس الاسم كما أسلفنا، لكن مع الاسف تبقى هذه المعلمة التاريخية دفينة موضعها في ظل غياب منافذ توصل الى هذا السجن حيث تم سد منافذه والتي سبق وأشرنا اليها، هذا مع العلم أن الجهود المبذولة من طرف بعض الغيورين على مدينتنا العتيقة وعلى معالمها الأثرية، يبقى رهين موافقة السلطات المحلية والتي ترى في الاقتراح الذي طرح حول تحويل سجن المطامير الى متحف أثري، مسألة لها ايجابياتها
كما لها سلبياتها، ولعل أبرز هذه السلبيات التي يتعلل بها المسؤولون هو القضية الأمنية، حيث أن مسالك / منافذ السجن توصل حسب بعض المصادر حتى شارع الجيش الملكي الحالي، لأن المدينة التطوانية كما أشرنا في السابق بنيت فب الاصل فوق تجاويف كلسية توصل شرق المدينة بغربها، وهو ما يشكل نوعا من الخطورة على الجانب الأمني للمدينة، اذ يرجح استغلال المنافذ التحت أرضية المذكورة من طرف المجرمين للهروب والتستر.
لكن رغم كل هذا وذاك فانه تجدر الاشارة الى أن أشغال الحفر بهذا االسجن كانت قد بدأت لكن لم يكتب لها الاستمرار والنجاح، حيث تم ايقاف الأشغال والتخلي عن هذا المشروع الى أجل غير مسمى، وكان ذلك في السنوات الأخيرة من القرن الماضي.
الا أنه رغم كل الصعوبات والعراقيل التي تواجه تنفيذ هذا المشروع، يبقى من الضروير العمل على اخراج معلمة سجن المطامير وجعلها قابلة للزيارة السياحية نظرا لأهميتها التاريخية القصوى، فهي تحفة المعالم الأثرية، لذا فلا بد من التعاون ليخرج المشروع الى الوجود حتى يكون مفخرة تطاوين في السياحة الثقافية 38 .
المراجع
29 _جون لوي مييج و امحمد بن عبود و نادية الرزيني، المصدر السابق، ص. 18.
_29نفسه
30 الحسن بن محمد الوزان، وصف افريقيا، ترجمة : د/ محمد حجي ود/ محمد الاخضر، بيروت، 1983.
159- الحسن بن محمد الوزان، وصف افريقيا، ترجمة : د/ محمد حجي ود/ محمد الاخضر، بيروت، 1983.
160- الضون كارلوس أبيلو، بحث حول " مطامير تطوان تنظيفها واستكشافها " ، ترجمة عبد السلام الصفار، الفصل.1، ص.1-2.
33 _نفسه، الفصل 2، ص . 3.
34"محمد رزوق، " جوانب من تاريخ الجهاد البحري بتطوان خلال القرن 16 "، أعمال ندوة تطوان خلال القرنين 16 و17م، ص.60.
_35 الضون كارلوس ابيلو، نفسه، الفصل 2، ص.2.
36_الضون كارلوس أبيلو،نفسه، الفصل 2،ص.3.
* وهي الدراسة التي تعتبر هذا التقرير أو البحث الذي ترجمه المستشار عبد السلام الصفار عن ما كتبه المهندس المعماري الضون كارلوس أبيلو جزءا منها.
_37جون لوي مييج و امحمد عبود و نادية الرزيني، المرجع السابق ، ص. 18
ذ: عادل الدكداكي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.