توجد هذه الكنيسة بالسجن التحتأرضي بالحي المعروف بنفس الاسم، وهذا السجن في الواقع يعتبر من بين آثار مدينة القرن 16 والذي لا يعرف عنه الشيء الكثير، ويتميز سجن المطامير هذا شأنه شأن الكنيسة التي يتوفر عليها، بكون نزلائه كانوا من الاسرى المسيحين، وبالتالي فالكنيسة المذكورة كانت مخصصة لصلاة هؤلاء العبيد – خاصة المتدينين المسيحين منهم – وهؤلاء الاسرى كما تشير المصادر التاريخية، كانوا قد أسروا اثر عمليات الجهاد البحري التي أخذ يقودها سيدي المنظري بعد بناءه لمدينة تطوان، كما تجدر الاشارة الى أنه كان يستخدمهم في أعمال التحصين نهارا ثم يرجعهم الى هذا السجن المذكور ليلا بقصد المبيت به.فسجن المطامير أو ما يعرف باللغة الاسبانية ب"الماثموراس" mazmoras، لازال موجودا الى يومنا هذا تحت "البلد"، كان له منفذان معروفان بهذا الحي ( حي المطامير)، وقد تمت دراسة هذه الأنفاق سنة 1921، لكن مع كامل الاسف فقد تم اغلاق جميع منافذها28.فمن المعلوم أن مدينة تطوان قد أسست فوق أرض كلسية توجد تحتها تجاويف متعددة تشكل شبكة من الممرات النفقية تقطع المدينة من الغرب الى الشرق، فكان السجن التحت ارضي قد أعد في التجاويف الكلسية التي قسمتها أسوار من الأجور الى حجر29.هذا على العموم كتقديم لموضوع دراستنا الذي يتمحور حول كنيسة سجن المطامير، وبالعودة الى المصادر التاريخية نجد أن مدينة تطوان قد شهدت ومنذ وقت مبكر توافد عدة بعثات دينية مهمتها افتكاك الاسرى المسيحين بالمغرب، وقد استأنف توافذ هذه البعثات مع انبعاث المدينة من جديد على يد المهاجرين الاندلسيين، خصوصا بعد ارتفاع وثيرة نشاط الجهاد البحري الذي قاده حكام تطوان ضد سواحل شبه الجزيرة الايبيرية وضد سفنها، مما أدى الى تزايد أعداد الاسرى المسيحين بمطامير المدينة، وقد جاءت هذه المعلومات التي أتينا على ذكرها عند صاحب كتاب "وصف افريقيا"30. 28 _ واعتمادا على شهادة جاءت عند نفس المؤرخ أي الحسن الوزان، أيضا يقول فيها عند حديثه عن سيدي المنظري مؤسس تطوان: "... وكان معه دائما تلاثمائة فارس، كلهم غرناطيون من نخبة أهل غرناطة، فجعل يجوب أنحاء البلاد بهذا الجيش ويأخذ العديد من المسيحين و يحتفظ بهم كأسرى ويستخدمهم في أعمال التحصين، ولقد شاهدت في احدى المرات التي ذهبت فيها الى هذه المدينة 3 آلاف أسير مسيحي لابسين جميعا سترات من الصوف ينامون ليلا مقيدين في الاصفاد داخل سراديب تحت الأرض..."31. وفي سنة 1708م نشر الاب "فرنسيسكوسان خوان ديل بويرطو" كتابا باشبيلية يتضمن جميع التدخلات للرهبان الفرنسيسكيين بالمغرب ويحتوي هذا الكتاب على عدة عناصر اخبارية حول أولئك الاسرى، وتجدر الاشارة الى أنه لم يتعرض لأسرى تطوان الا بكيفية مجيزة ومبهمة في نفس الوقت.ومن المعلوم أن مطامر تطوان، وجدت منذ اللحظة التي غادر فيها المسلمون مدينة غرناطة وشرعوا في تشييد مدينة تطوان، لذا فمن البديهي أن المكان الذي كانت توجد به تلك المطامير هو نفسه الموجود به حاليا.وللاب "فرنسيسكوسان خوان ديل بويرطو" في تأليفه "تاريخ البعثات بالمغرب" يقول لنا أنه كان بتطوان 150 سجينا بدون رعاية دينية، فاذا خصمنا من هذا العدد أولئك الذين كانوا تحت رعاية الخواص حيث لم يمكثوا بالمطامير، أو لكونهم متزوجين حيث سكناهم بالدويرات التي كانوا يشيدنوها بأيديهم، لاشك أن عدد السجناء يصير مائة أو مائة وعشرون خلافا لأربعة آلاف كما يقال دون علم لمصادر هذا الادعاء 32 . وحول مساحة المطامير عموما وبعض المعلومات المتعلقة بها كتب "فرناندو دي كونطريراس" أن مساحة المطامير هذه كان يلزم أن تكون أكبر مما هي عليه الآن، حقا أن المعتقلين كانوا يعيشون تقريبا متراكمين، وذلك في بعض الأماكن التي لا اصلاح لها، ولكن بمطامير تطوان، كان في امكان المعتقلين و بوسائلهم الخاصة أن يعملوا على توسيع الأماكن التي كانوا بها كلما زاد عددهم. فعدد المعتقلين يفوق ما جاء في تأليف السينيور فرنسيسكو سان خوان ديل البويرطو الذي يحدده في 690 سنة 1648 وبعد ذلك سنة 1672 نزل الى 150 33. وبناء على ما سبق يتضح أن عدد الاسرى المسيحين الذي أورده الحسن الوزان، قد يكون مبالغا فيه أذ أنه شاهد 3000 أسير مسيحي... وفي نفس السياق نجد أن الأستاذ عبد الحكيم عزوز يرى كذلك أن هذا الرقم مبالغ فيه جدا ويقول "...أضف الى ذلك أن الوزان الفاسي يؤكد أن الثلاثة آلاف أسير كانوا يحتشدون ليلا في مطامير تطوان، ونحن نعلم أن المطامير الوحيدة التي كانت بهذه المدينة هي الموجودة بالزنقة التي تحمل اسمها (زنقة المطامير) وخريطة هذه المطامير التي نتوفر عليها تشهد على أنها لم تكن لتتسع لأكثر من ثلاثمائة رجل..." 34. وعلى أي وفي ظل تضارب المعطيات لدينا حول عدد الأسرى الذين كانوا مسجونين بسجن المطامير، يبقى من الصعب الجزم بالعدد الحقيقي لهؤلاء الأسرى فيما ان كانوا 3000 آلآف أو أقل، فالخبر اليقين يبقى دفين أدراج الخزانة الخاصة بالادارة العسكرية العامة لمدينة سبتة، حيث توجد وثيقة تحتفظ بها هذه الادارة، توضح بالتفصيل عدد المعتقلين بمطامير تطوان، وأسماؤهم ومسقط رأسهم35. وفي الفصل الثالث من البحث الذي أعده العضو المستشار بالمجلس البلدي بتطوان السيد عبد السلام الصفار* والذي تطرق من خلاله للحديث عن معلومات حول كنيسة مطامر تطوان والفرنسيكانوس الذين كانوا يها، حيث أشار الى ان الكاتب فرناندو دي كونطريراس قد تكلم عن النشاط الديني الفرنسيسكي والبعثات الدينية الموجودة من طرف كبار الأساقفة الفرنسيسكيين من اسبانيا الى المغرب، وكيف تم اعتقال بعض القناصل الاسبان على يد السلطان مولاي اليزيد سنة 1790، وفي سنة 1795 أعاد السلطان مولاي سليمان للبعثاث الفرنسيسكية نشاطها واستقرت بتطوان وطنجة وأسفي والعرائش وموكدور، وأفرج عن المعتقلين ورممت المطامير لازالة معالم الكنيسة المسيحية وآثارها 36، وللاشارة فقد استمر استعمال هذه الدياميس خلال القرنين 17و18م. وعلى العموم فقد كانت هذه اشارات مقتضبة حاولنا من خلالها التعريف بمطامير تطوان ومن خلال هذا الموجز التاريخي حول هذا السجن التحت أرضي حاولنا التعرض للكنيسة التي يحويها والتي تبقى في الأصل موضوع دراستنا هذه، وبناء على ذلك تجدر الاشارة الى أنفاق سجن المطامير قد درست سنة 1921 *، حيث كان لها منفذان معروفان بهذه الزنقة أي زنقة المطامير – كما سبقت الاشارة – لكن تم سد منافذها، وكان السجن التحت أرضي قد أعد في التجاويف الكلسية التي قسمتها أسوار من الأجور الى حجر – كما أسلفنا – وكانت الحجرة الأحسن اعدادا تحوي بيعة صغيرة، شكلها ثلاثي الفصوص وتخللت جدار صدر البيعة وجانبا المصلى حنايا نصف دائرية، بينما نمقت المذابح ببلاطات اسبانية تمتد تواريخ صنعها من نهاية القرن 15 الى القرن 18، وكان آباء الكنيسة الفادون الاسبان يتلون فيها القداس للعبيد، وفي نهاية القرن 16 حصل الرهبان الفرنسيسكان على ترخيص لاقامة مستشفى في الحبس المذكور 37. أما بخصوص الوصف الذي ورد في البحث الذي ترجمه المستشار عبد السلام الصفار من خلال الدراسة التي قام بها المهندس المعماري الضون كارلوس أبيلو والتي تعرضت لموضوع مطامير تطوان سنة 1921، كما سبقت الاشارة الى ذلك، فقد كتب هذا الأخير أن المكان المشار اليه بالرقم 39 (في الخريطة الخاصة بمطامير تطوان والمرفقة بالبحث المذكور)، فهذا القسم المرموز اليه عبارة عن مصلى، ويضيف أنه خلال دراسته المستفيضة للجدران أي جدران المنطقة / القسم المرموز اليه ب 39، يتضح أنه كان بها أماكن ربما تغطي كبوات للمتعبد المسيحي، كما عثر بعد بحث واسع على كبوات خاصة بالطقوس المسيحية. كما وجد بعد تنطيق الأرضية على الجانب الايسر رقم 44 على شبه "جفنة" محفورة في الأرض، ربما كانت مكان التعميد نظرا للكوات المكتشفة أي التي في مصلى محل التعميد، والتي توجد في الناحية اليمنى من الجانب الاعلى الحافظة للزيوت المقدسة الخاصة بالتعميد ولازالت بهذه الأخيرة على حد قوله آثار لوجود الباب. ومن هذا المصلى يتابع المهندس الضون كارلوس أبيلو الوصف حيث يقول أنه انتقل الى التي رمز اليها بالرمز 40 حيث تبين له أن هذا المكان هو الآخر كان مخصصا للصلاة، وكانت به كبوة في الحائط مغطاة، والتي كانت بلا شك هيكل المعبد، وتظهر على التصميم تحت عدد 41، كما يوجد في هذا المعبد كبوات أخرى ربما كانت محلا لحفظ قوارير النبيذ. وانطلاقا من القسم المركزي يمكن الانتقال الى أهم النقط بالمطمورات لشتماله على مكان اقامة الطقوس المسيحية، ويمكن المرور اليه عبر قوس صغير (رقم2) ومنه الى قوس آخر أكبر حجما الى أن نصل الى القسم رقم 1، وفي الرسم (رقم1) يظهر بوضوح الشرح المذكور، وتجدر الاشارة الى أن القوس الصغير الذي يوجد فوق المدخل يحتل نفس الموضع الذي تكون عليه اماكن التراتيل الدينية (خورس) بالكنائس، مما يحمل على الظن – كما كتب عبد السلام الصفار – أنه كان خورس كنيسة المطامر لذا فالقسم 36 سيعبر عليه منذ الآن باسم خورس الكنيسة. ويتكون شكل الكنيسة من صليب لاتيني مكون من أربعة أقواس : قوس المدخل (انظر الرسم رقم 1) وآخر هو القوس الكائن في النقطة المشار اليها بالرقم (3) (انظر الرسم رقم 2) والقوسان الآخران هما المرمز اليهما بالرقمين 20و21. وكان الضوء يتسرب الى الكينسة من خلال المنور الذي موجدا بالسقف الذي كان على شكل قبة محفورة في والذي غطيت بعض فجواته بالجير والأجور، وقد عثر على شباك المنور أثناء قيامه بتنظيفه فربما نزع من مكانه على اثر بناء المرحاض الذي كان يفرغ داخل الكنسية، وكان من المفروض على كل راهب أو قسيس أراد الذهاب، أن يهدم أو يحجب بسور كل الأماكن التي كانت قائمة للمتعبد. وبعد المرور بالقوس رقم (3) الظاهر في الرسم، نجد قوسا آخر على اليمين الظاهر كذلك في الرسم المذكور والذي يوصلنا الى القسم المرموز اليه بالرقم 24 الذي وجد في جدرانه كبوة خاصة بوعاء الماء(AGUA MANIL) المرموز اليه بكل وضوح في الرقم 23. وبعد دراسة عميقة للمكان التابع للقوس المؤدي الى القسم الذي عثر فيه على وعاء الماء المقدس(AGUA MANIL) والذي ربما كان موهف الكنيسة، كما يتابع هذا ال؟أخير الحديث حيث يقول أنه شاهد مكانا من الراجح أنه كان حرم الهيكل، والذي كان يتوفر علىباب أو شباك من الخشب كما يفصل الهيكل الأكبر عن حرمه، وكانت الباب أو الشباك الخشبي مزينا بالزليج ذي الألوان الخضراء والبيضاء والسواداء والتي لازال محتفظا بها الى الآن – على حد قوله -. وفي جوانب الفراغ الوجود بين الحائط والشباك الخشبي، هناك آثار وجود طاولة كانت تستعمل كمائدة الهيكل، وفق المكان الذي كان يوجد به الهيكل كنات هناك كبوة مغطاة رمز اليها في التصميم بالرقم (5)، وهي اثنتان، واحدة كبيرة ومزخرفة من الداخل بالزليج الأبيض والاسود، ويرجع عهده الى القرن 15م أو 16م، وأخرى صغيرة بسلم حيث كانت ولا شك تحتضن القربان المقدس (SANTISMO SACARMONIE)، وكان جوف هذه الكبوة مزينا بالزليج على شكل زخارف من الزهزر بألوان شبيهة بالتي توجد في موهف قدسية( طالابيرادي لارينا / TALAVERA DE LA REINA) والذي يرجع عهده الى القرن 15 و 16م. وفي نفس المكان يوجد ممر يؤدي الى القسم الآخر بجانب (الانجيل) وقد أشير اليه بالرقم (6)، ويعتقد – كما يقول عبد السلام الصفار – أنه كان محل الاعتراف، ومن القوس المرمز اليه بالرقم (20) نصل الى مصلى كان يواجهها هيكل مغطى داخل الصخر وله قوس (رقم8) طمس عليه بحائط من الأجور، وتحتها يوجد قبر ربما يضم أحد الرهبان الفرنسيسكان الذين عذبوا في المغرب. ويحتوي هذا الهيكل على كبوة تحتضن تمثالا مقدسا (رقم10) وأخرى خاصة لحفظ قوارير النبيذ (رقم 11). وعلى العموم يمكننا القول أن ما أتينا على ذكره ان كان وبنوع من الاختصار والايجاز الى حد ما تفاديا للاطالة، لكن يبقى هذ أهم ما يمكن التطرق اليه من خلال دراسة مبسطة لكنيسة سجن المطامير بالمدينة العتيقة بتطوان اعتمادا على ما توفر لدينا من نصوص تاريخية ووثائق... أما في وقتنا الراهن فلايزال سجن المطامير موجودا بمكانه الأصلي الكائن بالزنقة التي تحمل نفس الاسم كما أسلفنا، لكن مع الاسف تبقى هذه المعلمة التاريخية دفينة موضعها في ظل غياب منافذ توصل الى هذا السجن حيث تم سد منافذه والتي سبق وأشرنا اليها، هذا مع العلم أن الجهود المبذولة من طرف بعض الغيورين على مدينتنا العتيقة وعلى معالمها الأثرية، يبقى رهين موافقة السلطات المحلية والتي ترى في الاقتراح الذي طرح حول تحويل سجن المطامير الى متحف أثري، مسألة لها ايجابياتها كما لها سلبياتها، ولعل أبرز هذه السلبيات التي يتعلل بها المسؤولون هو القضية الأمنية، حيث أن مسالك / منافذ السجن توصل حسب بعض المصادر حتى شارع الجيش الملكي الحالي، لأن المدينةالتطوانية كما أشرنا في السابق بنيت فب الاصل فوق تجاويف كلسية توصل شرق المدينة بغربها، وهو ما يشكل نوعا من الخطورة على الجانب الأمني للمدينة، اذ يرجح استغلال المنافذ التحت أرضية المذكورة من طرف المجرمين للهروب والتستر. لكن رغم كل هذا وذاك فانه تجدر الاشارة الى أن أشغال الحفر بهذا االسجن كانت قد بدأت لكن لم يكتب لها الاستمرار والنجاح، حيث تم ايقاف الأشغال والتخلي عن هذا المشروع الى أجل غير مسمى، وكان ذلك في السنوات الأخيرة من القرن الماضي. الا أنه رغم كل الصعوبات والعراقيل التي تواجه تنفيذ هذا المشروع، يبقى من الضروير العمل على اخراج معلمة سجن المطامير وجعلها قابلة للزيارة السياحية نظرا لأهميتها التاريخية القصوى، فهي تحفة المعالم الأثرية، لذا فلا بد من التعاون ليخرج المشروع الى الوجود حتى يكون مفخرة تطاوين في السياحة الثقافية 38 . المراجع 29 _جون لوي مييج و امحمد بن عبود و نادية الرزيني، المصدر السابق، ص. 18. _29نفسه 30 الحسن بن محمد الوزان، وصف افريقيا، ترجمة : د/ محمد حجي ود/ محمد الاخضر، بيروت، 1983. 159- الحسن بن محمد الوزان، وصف افريقيا، ترجمة : د/ محمد حجي ود/ محمد الاخضر، بيروت، 1983. 160- الضون كارلوس أبيلو، بحث حول " مطامير تطوان تنظيفها واستكشافها " ، ترجمة عبد السلام الصفار، الفصل.1، ص.1-2. 33 _نفسه، الفصل 2، ص . 3. 34"محمد رزوق، " جوانب من تاريخ الجهاد البحري بتطوان خلال القرن 16 "، أعمال ندوة تطوان خلال القرنين 16 و17م، ص.60. _35 الضون كارلوس ابيلو، نفسه، الفصل 2، ص.2. 36_الضون كارلوس أبيلو،نفسه، الفصل 2،ص.3. * وهي الدراسة التي تعتبر هذا التقرير أو البحث الذي ترجمه المستشار عبد السلام الصفار عن ما كتبه المهندس المعماري الضون كارلوس أبيلو جزءا منها. _37جون لوي مييج و امحمد عبود و نادية الرزيني، المرجع السابق ، ص. 18 ذ: عادل الدكداكي