يواصلُ المهاجرُون المغاربة في إسبانيا مغادرتهم المملكة الإيبيريَّة جراء الأزمة، سواء للعودة بصورةٍ نهائيَّة إلى المغرب أوْ بقصد بلدان أوروبية أخرى تكون أكثرُ انفراجًا في المنحى الاقتصادِي.. ذلك أنَّ اثنينِ وثلاثين ألف مغربِي غادرُوا إسبانيا، خلال العام الماضِي، بصفةٍ نهائيَّة. ووفقَ ما تنقلهُ أرقام المعهد الوطنِي للإحصاء في إسبانيا فقد هبط تعدادُ المهاجرِين المغاربة بالبلاد إلى 686 ألفًا وَ314 فرد، ليسجل بذلك انخفاضًا قدرهُ 4 في المائة قياسًا بالسنَة التي قبلها، ما يظهرُ أنَّ مغادرة إسبانيا لمْ تنكفئ وتيرتها، بالرغم منْ مؤشرات التعافِي. بيدَ أنَّ الجالية المغربيَّة لا تزالُ، بالرغم من عودة عشرات الآلاف منها، تشكلُ ثانِي جالية في إسبانيا بعد الرُّومانيين الذِين حلُّوا في الصدارة بأزيد من 700 ألف نسمة، بينما حلَّ الإيطاليُّون في المرتبة الرَّابعة، وجالية فالإكوادُور في المركز الخَامس. التراجعُ في عدد المهاجرِين الأجانب بإسبانيا لم يهم الجالية المغرب فحسب، حيثُ كانت جالية الإكوادُور بإسبانيا الأكثر إقدامًا على العودَة إلى بلادها، كما غادرَ عشرُون ألفًا من الرُّومان، بتراجع بلغَ 2.88 في المائة. ولئنْ كان عددٌ من المغاربة يغادرُون إسبانيا، بصورة نهائيَّة، فإنَّ زهاء عشرين ألف مغربي دخلُوا إلى إسبانيا، العام الماضِي، سواء للعمل والدراسة، والالتحاق بعائلاتهم، في نطاق التجمع العائلِي، وهو ما أحدث نوعًا من التوازن، وجعل المغادرِين لا يؤثرُون بصورة كبيرة على عدد الجالية. وفي مقابل مغادرة المغاربة لإسبانيا، اتخذت الهجرة طابعًا معكوسًا، بحسب تكشفُ عنه المعطيات الإسبانيَّة، إذْ زاد عددُ الإسبان المستقرِّين في المغرب، ولو بصورة طفيفة، ليصل إلى 1012، العام الماضِي، بعدما كان في حدود 962 سنة 2013. وكشف المعطيَات ذاتها أنَّ تعداد السكان الإسبان تراجع بانخفاض قدرهُ 0.16 بالمائة، وذلك على خلفيَّة اضطرار كثير من الإسبان، إزاء الأزمة، إلى الهجرة نحو الخارج بحثًا عن آفاق أرحب.. أمَّا الولادات الجديدة في البلاد فلمْ ترتفع سوى بشكل ضئيل لمْ يتجاوزْ 0.1 بالمائة.