حقق فريق "الوداد البيضاوي" - قبل قليل- انتصارا على فريق "اتحاد الجزائر" برسم منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، بشكل سيعطي دفعة قوية للفريق الأحمر لمواصلة رحلة البحث عن الكأس الإفريقية بثبات وعزيمة، لكن وبعيدا عن لغة الأرقام والحسابات وهواجس الربح والخسارة، وعلى غرار ما رسمته الجماهير المغربية والجزائرية في الميادين المصرية برسم نهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة، من مشاهد الأخوة والتقارب والنضج والنبل والرقي، والتي اختزلت تفاصيلها في "شعار خاوة خاوة" .. رفع نفس الشعار بقوة كما كان منتظرا بالدار البيضاء، التي شهدت استقبالا حارا للجماهير الجزائرية من قبل جماهير الوداد، والكثير منهم حضي بالاستقبال في المنازل، ليس فقط تجسيدا لشيم الجود والكرم وحسن الضيافة التي تحضر في قاموس المغاربة بمدنهم وقراهم، ولكن هو رسالة مفتوحة، عنوانها العريض، أن مشاعر المحبة والمودة بين المغاربة والأشقاء الجزائريين، لا يمكن أن تمحوها ممحاة السياسة، التي كلما أصرت على زرع بذور التفرقة والتباعد والنفور، كلما أصر الشعب المغربي ونظيره الجزائري، على التقارب والتساكن، لأن ما يجمع بين الشعبين الشقيقين، "محفور" في الذاكرة و"منقوش" في الثقافة المشتركة و"متجذر" في التاريخ الضارب في القدم. وإذا كانت نتيجة المباراة قد آلت للوداد البيضاوي، فإن المنتصر الحقيقي هو الجماهير الودادية والجزائرية، التي قدمت مرة أخرى الدليل القاطع الذي لايدع مجالا للشك، في أن "الرياضة" قد تصلح أعطاب وكبوات السياسة، وفي جميع الحالات، تبقى "يد" المغرب "ممدودة" بشكل مستدام للجارة الشرقية، ليس فقط إيمانا منه بالروابط المشتركة بين البلدين الشقيقين، ولكن أيضا، لقناعته الراسخة، في أن زمن القلاقل والنعرات قد ولى وراح، في مناخ إقليمي ودولي، يفرض الإيمان بحتمية الوحدة و التكتل، لكسب رهانات التنمية الشاملة وصد التهديدات والمخاطر المحتملة، بعيدا عن حر التشرذم وقساوة العداوة والشتات ، وبروح رياضية، نقول هنيئا لوداد الأمة، وحظ سعيد لاتحاد الجزائر في قادم المباريات والاستحقاقات، ونختم بالقول "ديما خاوة خاوة" ..