احتضنت قاعة الندوات بالمركب السوسيو-رياضي بالحسيمة يوم أمس؛ الجمعة 20 شتنبر 2019؛ الندوة الجهوية الثانية حول "الإعلام ودوره في التعريف بالتراث الثقافي والمعماري" التي نظمتها جمعية ألتبريس للإعلام البديل بشراكة مع وزارة الثقافة والإتصال -قطاع الثقافة. الندوة عرفت مشاركة العديد من الباحثين والمهتمين بالمجال الإعلامي والثقافي الذين وقفوا عند جملة من القضايا المرتبطة بالموضوع والتحديات التي أصبحت تواجه اليوم حقلنا الإعلامي والثقافي في إنتاج محتوى بمضامين ثقافية تاريخية وتوازن بين التسويق الإعلامي وقواعد البحث الأكاديمي. المشاركون في الندوة نبهوا إلى العديد من المخاطر التي تحدق بالتراث الثقافي والمعماري وأصبحت تهدده بشكل حقيقي إن لم تتظافر جهود جميع المتدخلين في الحفاظ هذا التراث وتثمينه والتحسيس بأهميته الحضارية ومساهمته في تنويع المسارات التنموية بالمنطقة. واعتبر جل المتدخلون في هذه الندوة أن من شأن الحفاظ على التراث بمختلف أنواعه وفي أبعاده المتنوعة يمكن أن يساهم اليوم في فتح مسارات تنموية جديدة وبمكونات غير متنافس حولها؛ مما سيكون له دورا كبيرا في خلق ثروة حقيقية وبدائل تنموية جديدة يمكن أن تحمل طابعا متنوعا جهويا ومتكامل وطنيا. ووقف المشاركون باهتمام كبير عند المجهودات المبذولة أخيرا لإنقاذ مجموعة من المآثر والمباني التاريخية بمنطقة الريف والعمل على تسجيلها مع التنبيه إلى النواقص التي قد تعترضها على مستوى التنفيذ والأشغال أو في غياب استراتيجية ذات بعد التقائي مع باقي القطاعات المرتبطة بحماية التراث. وأتت الكثير من المداخلات على ذكر نماذج من الإهتمام الإعلامي بالتراث الثقافي والمعماري سواء كانت ضمن الإعلام المكتوب أو السمعي البصري أو الإعلام المسموع حيث شكلت قيمة مضافة في المنتوج والخطاب الإعلامي المحلي والوطني؛ وهو الإهتمام الذي مس جوانب التحسيس والتنبيه والتعريف. وطالب المشاركون في هذه الندوة من الجهات الرسمية والمهنية بضرورة رسم استراتيجية إعلامية يكون هدفها هو إعادة الإعتبار للإعلام الثقافي في شموليته وضمنه الإعلام المختص في المجال التراثي؛ وهي الإستراتيجية التي باتت ملحة أمام ما نعيشه من غزو بمقابل تراجع المحتوى الثقافي في إعلامنا. وتساءل ذات المشاركين في ندوة الإعلام ودوره في التعريف بالتراث الثقافي والمعماري عن مدى توفر اليوم وفي الحالة الراهنة لشروط مساهمة الإعلام والثقافة في تشكيل نموذج تنموي جديد تكون فيه هذه العناصر قادرة على المساهمة الحقيقية في التنمية المستدامة.