اعتبر المحلل السياسي مصطفى السحيمي، أن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة، يمثل رسالة أمل "تضع حدا لحالة من الانتظارية السائدة اليوم". وأوضح السيد السحيمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك يولي أهمية خاصة للقضية الاجتماعية وقضية التضامن الوطني وكذا قضية العدالة الاجتماعية، و"كل هذه الأمور يجب أن تتجسد في أشغال اللجنة الخاصة التي سيتم إحداثها والتي ستقدم تقريرها خلال ثلاثة أشهر حول مشروع النموذج التنموي الجديد". وأضاف المحلل السياسي أن الخطاب الملكي أمام البرلمان "تجاوز التشخيص كما كان الحال في خطاب العرش، كما أنه تجاوز خارطة الطريق والإجراءات العاجلة المقترحة في خطاب 20 غشت "، مشيرا إلى "أن هذا الخطاب كان موجها إلى جميع المغاربة بمختلف شرائحهم". وأبرز السيد السحيمي أن "جلالة الملك خاطب في إطار مجلسي البرلمان الأغلبية والمعارضة على حد سواء، مشددا على القيم المشتركة التي تشكل النسيج المغربي، وعلى الخصوص التضامن والدفاع عن المصلحة الجماعية والمصالح العليا للأمة". وأضاف أن جلالة الملك شدد كذلك على الحاجة إلى التعبئة والمسؤولية والعمل الجاد، مبرزا أنه "يجب على جميع الفاعلين المؤسساتيين وغيرهم تجديد أساليب عملهم، والرفع من مستوى أدائهم ". علاوة على ذلك، قال السحيمي إن جلالة الملك أكد أيضا على أن قضية الشباب، وخاصة الحاجة إلى بلورة سياسة للشغل من أجلهم ، توجد اليوم في صلب السياسة الوطنية . وسجل أن جلالة الملك دعا، في هذا الصدد، الفاعلين إلى البحث عن أشكال جديدة للتضامن، من خلال إجراءات مؤسساتية وقانونية ملائمة، خاصة التبرع والتطوع والمبادرات الاجتماعية ، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق برافعات من شأنها النهوض بالتضامن وتعزيزه . وقال الباحث إن جلالة الملك شدد أيضا على المسؤولية المجتمعية للمقاولة ، داعيا المقاولات الخاصة إلى الإهتمام أكثر بالمسائل الإجتماعية . وأضاف أن جلالة الملك أبرز في هذا الصدد أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص . وتابع أن صاحب الجلالة ذكر بوضعية الفلاحين الصغار الذين يواجهون صعوبات خاصة في ما يتعلق بالوسطاء والمضاربين ، مسجلا أنه أضحى من اللازم الانكباب على تحسين دخل صغار الفلاحين . من جهة أخرى، اعتبر السحيمي أن الخطاب الملكي تضمن دعوة صارمة للأحزاب السياسية للانكباب على القضايا المطروحة ، مشيرا إلى أن جلالة الملك دعا بالمناسبة إلى الرفع من الدعم العمومي للأحزاب، لتمكينها من التوفر على كفاءات جديدة توظفها في مجالات التحليل والاقتراح .