كل ما دعى له جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطاب العرش , رماه قادة حزب الحركة الشعبية جانباً و ضربوا بعرض الحائط كل شيئ في خطاب و توجهات جلالته , و ذلك بفسحهم المجال لمحمد حصاد وزير التربية الوطنية المعزول من منصبه بقرار جاء في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة و في إطار ما يسمى في أبجديات الحقل السياسي الوطني ب" الزلزال السياسي " و الذي خلف إقالة مجموعة من الوزراء على رأسهم محمد حصاد . و يأتي هذا التعامل اللامسؤول بعد أيام قليلة على هذا الخطاب , حيث كان الفصل 50 من القانون الأساسي يمنع على من لم يتجاوز ولاية كاملة في المكتب السياسي للحزب من الترشح أساسا لهذا المنصب . غير أن قادة الحركة الشعبية جهزوا لمحمد حصاد " الامانة العامة " على طبق من ذهب . و في هذا الإطار لا أحد يدري إذا كان أعضاء المكتب السياسي و اللجنة التحضيرية لحزب الحركة الشعبية إستمعوا في الأصل لهذا الخطاب , فعن أي سؤال من أسئلة " التشبيب " و " تجدد النخب " و " الحكامة الجيدة " يكون حصاد الجواب عنها ؟ . فالرجل الذي يملك من العمر 66 سنة , لا يمكن أن يكون جوابا عن إشكالية " التشبيب " , كما أن مساره الطويل في المناصب العمومية لا يمكن ان يكون إجابة عن " تجديد النخب " و الأكثر من ذلك فإن الرجل الذي طاله تقرير المجلس الأعلى للحسابات و جاء إسمه في دائرة المعاقبين في قرار " الزلزال السياسي " لن يكون أبدا جوابا عن التدبير الجيد للشأن العام و لا على الامانة و لا على الحكامة الجيدة . و بالموازاة مع ذلك , يبدو أن حصاد لا يتواصل جيدا مع شباب اليوم و هو ما يبدو من خلال الفيديوهات المتعددة و الساخرة من خطابه و من كلماته , حيث يستبدل كل كلمة ذات معنى بكلمة " سميتو " , و ما هو ما جر عليه موجة سخرية عارمة حين كان وزيرا للتربية و التعليم . اما من الناحية السياسية و التنظيمية , فلا احد ما القيمة المظافة التي يمكن لهذا أن يقدمها لحزب " الزايغ " فلا هو على تواصل مع مناضلي الحزب , و لا هو سبق أن شارك في أي حملة إنتخابية أو حتى مهرجان خطابي للحزب , و لا هو مرضي عنه من طرف مؤسسات الدولة . كل هذا سيجيب عنه الحركيات و الحركيون في مؤتمر سبتمبر , و سيرى الجميع ما إذا كان مناضلي الحزب سيختارون مبعوث الداخلية أمينا عاما , أم ان الإختيار سيقع على أحد أبناء الاسرة الحركية مثل محمد مبدع أو محمد الفاضيلي او الاعرج او يعيد العنصر . محمد سقراط . عضو المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية