امتطيت السحاب لم أخْشَ الضياع في الضباب، أردت أن أجوب السماء وأتيه في الفضاء في جنح الليل هروبا من سكون الليل هروبا من طول الليل.
القلق يلبسني التفكير يتعبني يؤرقني أفرّ من أفكاري لكن هيهات، هيهات أن أهرب، هيهات فشلت كل المحاولات خابت كل التنبؤات وجدتها هناك في انتظاري مصرّة على انهياري سابَقْتُها فسبَقَتني، هجرتها فلحقتني حتى في أحلامي، النوم يهجرجفوني والحيرة تسكن عيوني.
أحاول عبثا أن أهرب من قدري لكنه يكبّلني ثم يأسرني، في زنزانته يضعني بنفسه يحرسني من النوم يحرمني في الجحيم يلقيني يذيقني جمرا يذيقني ثلجا.
سئمت تقلبات الدهر سئمت هذا القهر؛ لو نزل بالجبال الراسيات لحوّلها إلى ذرّات آهات وآهات صارت جلاميد محرقات. رماد ودمار، أشلاء وحطام، محنٌ، لم تَمْحُها الأيام ولم يَطْوها النسيان.
فقدت الصبر قررت أن أهجر هذا الكوكب اتخذت السحاب كمركب ليحقق أمنيتي؛ رجوته أن يحملني إلى القمر لأشكو له ظلم الحياة لكنه خذلني. أنشد الراحة على سطح القمر لكن، ماذا أفعل للقدر؟ في كل خطوة يلاحقني مثل ظلّي يسكُنُني يده بقوة تمسكني، بين أصابعها تسحقني. لم ترحمني خاب ظني فالقدر يلازمني أينما حللت وأينما ارتحلت. إحسان الربجة