تمكنت إذاعة تطوان الجهوية، التي تحتفي هذه السنة بذكراها ال28¡ من تعزيز موقعها الإعلامي بجهة الشمال، وأضحت منبرا إعلاميا يجسد مبدأ القرب، ويقدم خدمة عمومية تواكب مسار التنمية بالمنطقة في مختلف تمظهراتها الاقتصادية والبنيوية والاجتماعية. وقد حملت إذاعة تطوان الجهوية¡ منذ إنشائها أواسط ثمانينيات القرن الماضي، شعار "إسماع صوت ساكنة المنطقة الشمالية"، التي تضم عدة عمالات وأقاليم، ونقل رغباتها وطموحاتها عبر الأثير، ومد جسور التواصل بين المواطنين على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعية والفاعلين المؤسساتيين وغيرهم بشكل متوازن، بغية دعم جهود التنمية بالمنطقة التي عرفت خلال السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا يعكس مؤهلاتها الكبيرة الاستراتيجية والبشرية. وتساهم برامج مثل "صوت الناس" و"صباح الخير تطوان" و"منتدى الجهة" و"من دوار لدوار" و"حكاية مكان" و"يلا يا شباب" و"ثيمغران إوضنت" (نساء ناجحات) و"ثيفاون" وبرامج أخرى مخصصة للشباب والأطفال والفاعلين الاجتماعيين، التي تبث باللغتين العربية والأمازيغية، ليس فقط في تسليط الضوء على خصوصيات اجتماعية وفكرية في منطقة تتمازج فيها الحضارة الأندلسية بالأمازيغية والعربية بشكل متجانس، بل وأيضا في ملامسة أهم قضايا المنطقة وتقريب ساكنة الجهة من الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري ومستجداته، وإتاحة الفرصة أمام مختلف الشرائح المجتمعية من أجل إبداء الرأي والتعبير عن وجهة النظر في مختلف القضايا التي تثير اهتمامها. وما يميز أيضا إذاعة تطوان الجهوية هو الأسلوب السلس البسيط الذي تقدم به مختلف البرامج والأخبار، مراعاة للمستوى الفكري للمستمعين¡ كما أنها تدرج أجناسا صحافية وتقدم برامج من مختلف الألوان الصحافية، التي تعرف عادة بالبرامج التفاعلية، من روبورتاجات وبورتريهات وميكرو تروتوار، الغرض منها الإحاطة بكل الأذواق وملامسة كل القضايا المطروحة للنقاش وإشراك أكبر شريحة ممكنة من المستمعين في النقاشات العامة والقضايا الراهنة. كما تروم الإذاعة، من خلال البرامج التفاعلية¡ كما أكدت ذلك السيدة فتيحة البقالي، رئيسة محطة إذاعة تطوان الجهوية¡في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، معايشة واقع الساكنة المحلية في البوادي والحواضر ونقل مشاكلهم إلى من يهمه الأمر، كما أنها تحاول وضع اليد على المنسي من التراث وتقاليد الجهة والتعبير عن ذوات كل أفراد المجتمع المحلي. وعلى الرغم من سهولة الالتقاط في عدد من مناطق الجهة الشمالية الممتدة من مدينة القصر الكبير إلى الحسيمة عبر طنجةوتطوان ووزان وشفشاون والعرائش وسبتة والمضيق والفنيدق ومرتيل، فإن العديد من المستمعين والمتتبعين أعربوا عن رغبتهم في أن يتعزز الجانب التقني للإذاعة لتكون في متناول بعض المناطق الجبلية النائية بالجهة¡ وتفادي بعض الانقطاعات لأسباب تقنية صرفة¡ وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه الإذاعة، وكذا تطلع الساكنة المحلية إلى إعلام عمومي قادر على التفاعل مع تطلعاتهم. كما أعرب العديد من مستمعي الإذاعة عن رغبتهم في أن تتاح إمكانية الاطلاع على برامج الإذاعة عبر شبكة التواصل العنكبوتية حتى تواكب الإذاعة التحولات التكنولوجية وتقدم خدمة جديدة إلى من لا تتاح لهم فرصة الاستماع للإذاعة عبر المذياع. ومسار إذاعة تطوان يسمح بأن توصف رفقة زميلتها "إذاعة طنجة" إذا اقتصر الحديث عن الإعلام السمعي، بعميدة الإعلام الجهوي¡ في منطقة تتعزز من سنة لأخرى بمشاريع رائدة جديرة بالاهتمام والتتبع والمواكبة الإعلامية. ولا شك أن لإذاعة تطوان الجهوية ونظرائها الإعلاميين، الصحافة المكتوبة بمختلف توجهاتها، "مستقبل مهم" ودور ريادي في تسليط مزيد من الأضواء على خصوصيات منطقة شمال المغرب وفي الوقت ذاته الاهتمام بكل قضايا المنطقة في انسجام تام مع تطلعات المغرب لمنح الجهات صلاحيات قانونية ومؤسساتية واسعة ومواكبة الحاجة الماسة إلى إعلام جهوي متفاعل مع محيطه وفاعل فيه.