كانت خديجة في سن السادسة عشرة عندما أجبرها والدها على الاقتران برجل يكبرها سنا، وهي من بين الفتيات الزيجات التي تندرج تحت مسمى زواج القاصرات في المغرب . غير أن خديجة لم تكن تدري ما يجري لها يوم زفافها سوى نشاط واحتفال ، الا أن والدها الذي أوقفها عن الدراسة كان يرى أن استقرار الفتاة في بيت زوجها هو الافضل ، خصوصا لديه خمس بنات جلهن تزوجن في نفس السن وثلاثة أولاد. خديجة أصبحت اليوم مطلقة وعمرها 18 سنة عادت الى بيت أسرتها وحالتها النفسية منهارة ، لم تبقى تلك الفتاة التي كانت لديها طموحات وآفاق كبيرة. أصبحت محاصرة ومراقبة من الجميع سواء من أسرتها أو من المجتمع في قريتها التي ترى فيها المرأة المطلقة. خديجة كانت ضحية التزوير في الاوراق الرسمية حتى يتم زواجها وهي قاصر كما وقع لأخوتها من قبل ومع ذلك تعتبر نفسها محظوظة لأنها بعد نحو عامين من سيل من المحاكمات كان يتغيب فيها الزوج عن حضور الجلسات حتى يتركها معلقة لا هي متزوجية أو مطلقة ، ومع ذلك استطاعت الوصل إلى إثبات زواجها وحصولها على وثيقة الطلاق من رجل اقترنت به قبل بلوغ السن القانونية. الذي كان يعنفها كل يوم بدون أي سبب سوى أنها جميلة . وبعيدا عن هذا تمكنت خديجة من مواصلة تعليمها بعد تعاطف اسرة التعليم معها وقبول ادارة المؤسسة برجوعها لمقاعد الدراسة وسط احترام زملائها في اطار برنامج التربوي من الطفل الى الطفل الذي يهدف الى عودة التلاميذ المنقطعين . وفي الحديث معها قالت “كانت الأمور في البداية صعبة جدا، ظننت أن مستقبلي قضي عليه وفي أحسن الظروف سأنتظر زوجا آخر وقد أنسى بعد سنوات ما قاسيته من عنف واضطهاد. لكنني لا أريد أبدا أن أربط مستقبلي مرة أخرى بالزواج. وحسب دراسة مغربية حديثة أجراها باحثون في جمعية حقوق وعدالة تفيد أن أكثر من 35 ألف طفلة قاصرة تتزوج سنويا. وهي في تزايد مستمر اغلبها في العالم القروي حسب بيانات وزارة العدل التي أظهرت أن الأرقام استمرت في الزيادة لتصل إلى 27.205 حالات في 2016 بزيادة تقارب 50 بالمئة عما كانت عليه قبل رفع السن. وقد تواجه السلطات المسؤولة صعوبات كثيرة لمنع زواج القاصرات في المغرب في ظل التفاف العائلات على الضوابط القانونية لمجاراة العادات الاجتماعية -خاصة في المناطق الريفية- والتغلب على الفقر. لكن بيانات وزارة العدل أظهرت أن الأرقام استمرت في الزيادة في بزيادة تقارب 50 بالمئة سنة 2016عما كانت عليه قبل رفع السن. متابعة / تطوان بلوس