بسم الله الرحمن الرحيم " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " [الإسراء:1]. جريا على السنة الحميدة التي تنهجها الطريقة الصوفية العلوية المغربية كل سنة، نظمت الطريقة بزاويتها بمدينة مكناس الإسماعيلية المحروسة، ليلة روحية صوفية، بمناسبة ذكرى الإسراء و المعراج ، خشعت فيها القلوب وأشرقت بنور ربها يوم السبت 27 رجب 1439 ه الموافق 14 أبريل 2018 م بعد صلاة المغرب، تحت شعار " الآيات الكبرى ". ترأس هذه الليلة المباركة شيخ الطريقة الصوفية العلوية المغربية الشريف الحاج سيدي سعيد ياسين، بحضور مقاديم الطريقة الممثلين لها بمختلف جهات المملكة، إلى جانب مريديها ومحبيها ومنتسبيها، وبحضور ممثلين عن السلطة المحلية، وطلاب العلم وحملة القرءان الكريم و وفود من زوايا و طرق صوفية. انطلق الحفل بتلاوة سورة الواقعة جماعة وبعد ذلك قراءة الورد العام للطريقة (الوظيفة) وسند الطريقة و تخلله فقرات من الذكر الحكيم تلاها ثلة من الطلبة ، ووصلات من المديح والسماع الصوفي بقصائد في مدح خير البرية، أدتها الفرقة الوطنية للطريقة الصوفية العلوية المغربية، المكونة من أصوات من مختلف جهات المملكة الشريفة. وأقيمت حضرة ربانية أضفت جوا من السكينة والطمأنينة والسكون على الحفل. شهد الحفل كلمة روحية جليلة ألقاها شيخ الطريقة وممثلها العام بالمملكة الشريف الحاج سيدي سعيد ياسين حول مناسبة الإسراء والعروج، استلهاما للدروس والعبر التي تحملها هذه الرحلة الأرضية السماوية التي ابتدئت من أراضي مكة الطاهرة، وانتهت بمقام قاب قوسين أو أدنى حيث أوحى الله لعبده ما أوحى، وأشار فضيلته لهذه المنزلة العظمى، المعززة بالآيات الكبرى، التي حازها سيدنا ومولانا رسول الله المتحقق بمقام العبودية (سبحان الذي أسرى بعبده). و أضاف أن تسلسل الأحداث بطريقة منتظمة في هذا الحدث العظيم دليل على ضرورة الحفاظ على المنهج و التأدب مع أحواله و أهله و ضرورة التحلي بميزة التعظيم لإنها مفتاح الخير سواء في الحياة الدنيوية و علاقتنا ببعضنا البعض و كذلك في حياتنا الباطنية. كما ألفت حفظه الله انتباه الحاضرين الى رمزية فرض الصلاة بهذا الحدث العظيم عند مقام قاب قوسين أو أدنى فوق مقام النبوات والملائكة، فوق المقام الذي قال عنه جبريل عليه السلام لو زدت خطوة لاحترقت، وربطها بوصيته صلى الله عليه وسلم قبل وفاته الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم، دلالة على عظمة هذا الركن العمودي للدين، الجامع لكل أركان الإسلام .. كما أشار الشيخ حفظه الله إلى أن باب العروج الى الله مفتوح لكل مريد لله عبر هذه العبادة المباركة، الصلاة الصلاة .. فهي معراج يومي يعرج عبره المصلي لربه جل في علاه، فيصل بها مقام قاب قوسين أو أدنى، ويتحقق بما شاء الله له من منازل ومقامات. واستمرت أجواء الليلة الربانية، بنفحات إيمانية متنورة، تجمع بين قراءة القرءان، ووصلات لمدح خير البرية، مع مذاكرات نافعة، تليينا للنفوس، وإيقاظا للهمم وقوتا للقلوب وتوجت بحضرة ربانية عرفانية أضفت جوا من السكينة والطمأنينة والروحانية كان يتطلع إليها الكل، فضلا من الله و رحمة و الله ذو الفضل العظيم. على إثر تلك الأجواء الروحية الربانية، اختتم الحفل بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس بأن يحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم و ينصره ويسدد خطاه، ويقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن، ويشد عضده بأخيه الأمير مولاي رشيد، ويحفظ كافة الأسرة العلوية الشريفة، ويحفظ وطننا من كيد الكائدين ومن شر حاسد اذا حسد وكذا كل الحاضرين، وكافة أبناء هذا الوطن الكريم. تجدر الإشارة إلى أن الطريقة الصوفية العلوية المغربية تأسست قبل ما يقارب مئة سنة ، شيخا عن شيخ بسندها المتصل إلى سيدنا ومولانا رسول اللَّه، وشيخها وممثلها العام بالمملكة حاليا هو الشريف الحاج سيدي سعيد ياسين، ولها فقراء وممثلون داخل المغرب وخارجه. الطريقة الصوفية العلوية المغربية