لزاوية الطريقة الصوفية العلوية المغربية بإمزورن بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف من 10 ربيع الأول 1438 ه الموافق 10 دجنبر 2016 م إلى غاية 17 ربيع الأول الموافق 17 دجنبر تحت شعار " النور المحمدي"
بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، نظمت زاوية الطريقة الصوفية العلوية المغربية بمدينة امزورن موسمها الديني السنوي من 10 ربيع الأول 1438 ه الموافق 10 دجنبر 2016 م إلى غاية 17 ربيع الأول الموافق 17 دجنبر.
يختار لكل موسم من مواسم الطريقة، شعار معين، تنصب حوله أشغال الموسم، ويكون فيما يناسب المقام والمناسبة، وبما أن هذا الموسم هو من سلسلة الفرح بمولانا رسول الله، ومن حلقات إحياء أيام وليالي الربيع المحمدي، التي تحييها الطريقة بمختلف ربوع الوطن، هذه الأيام النيرة، اختارت الطريقة للموسم شعاره " النور المحمدي".
فالنور اسم من أسماء الله الحسنى له معاني كثيرة و تأثيرات قلبية عظيمة و مدلولات قوية في السموات و الأرض و ما بينهما ، قد ورد في القرآن في مواضيع عديدة. من أهم هذه المعاني التي جاء به معنى رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم الذي أنار العالمين بالحق و الهدى بل هو مشكاة النور و زينتها و ضياؤها المعتدل الذي تشعبت منه الأنوار " "قَدْ جاءكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ"[سورة المائدة-الآية 15].
و في نفس المعنى، قال الشيخ المؤسس سيدي أحمد بن مصطفى العلوي رضي الله عنه: يا رسولَ اللَهِ أنت ** أنتَ النور المتشكّل نورٌ على نورٍ جئتا ** به القرآنُ تنزّل مشكّاةً نوراً وزيتاً ** ضياءً جئتَ معتدِل لا يكونُ الكونُ حتّى ** يظهر بكَ متجَمَّل إن ذكرى المولد النبوي الشريف محطة روحية هامة و أساسية لكل مؤمن، نحييها كل سنة لتذكرنا بهذا النور المحمدي و بضرورة الاقتباس منه من خلال الإتباع و الإسوة الحسنة، عملا بإحياء السنة و إماتة البدعة و نشر الرحمة و بالتحلي بمكارم الأخلاق و الفضيلة، إنه لقبس من نور سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم. قال الله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُم ) [سورة الحديد-الآية 19].
وقد حفل الموسم بعدة أنشطة اجتماعية، سواء فيما يتعلق بالمرأة والطفل، أو ما له صلة بالشباب، وذلك عبر ندوات وورشات تثقيفية، وأنشطة صحية. اختتم الموسم السنوي للطريقة، جريا على العادة، بليلة روحية يوم السبت 17 ربيع الأول 1438 ه الموافق 17 دجنبر 2016 م بعد صلاة المغرب ترأسها فضيلة شيخ الطريقة الصوفية العلوية المغربية و ممثلها العام بالمملكة الشريف سيدي سعيد ياسين.
و انطلق الموسم، الذي تم بتنسيق فعلي و رسمي مع جمعية السلام للثقافة و التنمية بإمزورن، بندوة مخصصة للنساء بالمركب البلدي للتنشيط الثقافي حول موضوع مكانة الرسول و أخلاقه في القرآن الكريم. و في الخميس 15 دجنبر/ربيع الأول ، قامت الزاوية بتنسيق مع جمعية النصر للتوعية الصحية و مجموعة من المحسنين بالتكفل بعملية الختان في مركز الهلال الأحمر بمدينة الحسيمة لمجموعة من الأطفال أبناء مدينة إمزورن (النسخة الثانية من العملية) حيث تكفلت بمصاريف التحاليل والختان والتنقل والدواء إلى جانب توزيع مجموعة من الهدايا الرمزية على الأطفال.
و ألقى الأستاذ لمنور عدلي عضو المجلس العلمي بوجدة محاضرة تحت عنوان " منزلة الرسول في القرآن الكريم" يوم السبت 17 ربيع الأول 1438 ه الموافق 17 دجنبر 2016 م بعد صلاة العصر بالمركب البلدي للتنشيط الثقافي حيت استعرض جل الآيات التي تتحدث عن مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم.
وفي ليلة ختام الموسم، أقبلت الوفود من مختلف جهات المملكة، ومن جنسيات خارج الوطن، لحضور الأمسية الروحية، بإحياء الليلة بالذكر، وتلاوة القرءان، ووصلات من السماع الصوفي، و الدعاء لمولانا الإمام أمير المؤمنين و للأمة المغربية. و ألقى الأستاذ عمر بوسلامة كلمة ترحيبية نيابة عن مقدم الزاوية حيت رحب من خلالها بالحضور الكريم واستعرض أنشطة الزاوية خلال الموسم والسنة بأكملها وقدم عرضا مفصلا حول أنشطة الزاوية. و تلى على الحضور الكرام برقية الولاء المرفوعة للسدة العالية مولانا أمير المؤمنين حفظه الله.
واستمرت أجواء الليلة الربانية، بنفحات إيمانية متنورة، تجمع بين قراءة القرءان، ووصلات لمدح خير البرية، مع مذاكرات نافعة، تليينا للنفوس، وإيقاظا للهمم وقوتا للقلوب وتوجت بحضرة ربانية عرفانية أضفت جوا من السكينة والطمأنينة والروحانية كان يتطلع إليها الكل، فضلا من الله و رحمة و الله ذو الفضل العظيم.
وألقى فضيلة الشيخ كلمته النيرة، بالتنبيه إلى أهمية الذكر، والعناية به، ومدى أهميته في بناء المسار الروحي للمريد، وقيمته الكبرى في ربط العلائق بين الخلق بالخالق.
كما تطرق فضيلته إلى أهمية هذه الملتقيات الروحية، وإسهامها خلق في نفحات ربانية ومدى أهمية الصلة الروحية التي تجمع هؤلاء المريدين من كل حدب وصوب، لم يجتمعوا على شيء مادي محسوس، أو مطمع دنيوي ملموس، بل اجتمعوا كلهم لله وفي الله وبالله و على الله على سرر متقابلين.
على إثر تلك الأجواء الروحية الربانية، اختتم الحفل بالدعاء الصالح، من فضيلة شيخ الطريقة الصوفية العلوية المغربية وممثلها العام بالمملكة الشريف سيدي سعيد ياسين، بأن يحفظ الله الأمة المغربية ويعصمها من كل سوء وشر وذي شر، ويحصنها من كل شيطان مارد، وعين حاقد و شرحاسد، وأن يحفظ الله مولانا الإمام أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حلا وترحالا، بما حفظ به الذكر الحكيم، ويقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن، ويشد عضده بأخيه الأمير مولاي رشيد، ويحفظ كافة الأسرة العلوية الشريفة، إنه سميع قريب مجيب. إن الهدف الأسمى للطريقة الصوفية العلوية المغربية من هذه الاحتفالات والملتقيات هو غرس المحبة في قلب المريد وإذكاء روح العمل والعبادة لدى الفرد، ومواكبته للتطور والمساهمة في تنمية محيطه مع الحفاظ على هويته والدفاع عن ثوابت الأمة. ومعلوم أن الطريقة الصوفية العلوية المغربية تأسست منذ أكثر من مائة عام، وشيخها الحالي وممثلها العام بالمملكة المغربية الشريفة هو الشريف سيدي سعيد ياسين وسندها متصل خلفا عن سلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولها عدة زوايا في مختلف جهات المملكة يسيرها "مقدمين" حيث تقام لقاءات أسبوعية للذكر والفكر. الطريقة الصوفية العلوية المغربية عن اللجنة المنظمة الحاج علي أعرود بن يوسف– مقدم زاوية امزورن رضوان ياسين - الناطق الرسمي