أحيت الطريقة الصوفية العلوية المغربية، ، يوم السبت 28 رجب 1434 ه الموافق 8 يونيو 2013 م بعد صلاة المغرب ، احتفالها السنوي بمناسبة ذكرى الإسراء و المعراج بزاويتها الكائنة ببرج مولاي عمر بمدينة مكناس ،بحضور عدد كبير من منتسيبها و مريديها و كذلك عدد كبير من شيوخ و مريدي الطرق و الزوايا الصوفية الأخرى بالمملكة و محبي آل بيت رسول الله. ونظم حفل هذه السنة تحت شعار " سكينة الروح و طمأنينة القلب ". و بخصوص اختيار هذا الشعار، أوضح الناطق الرسمي للطريقة الصوفية العلوية المغربية، رضوان ياسين ، " إن ذكرى الإسراء و المعراج مليئة بالمعاني و العبر و هي معجزة من المعجزات العظيمة في الرسالة المحمدية التي تذكرنا بآثار العلاقة الوطيدة بين قلب و روح العبد والحضرة الإلهية ". و يضيف نفس المصدر أن ومن آثار هذه العلاقة المبنية على الالتزام الصادق و الإيمان الخالص بأمر الله و الصبر، نزول الرحمة و السكينة على قلب العبد والزيادة في اليقين و الإيمان مصداقا لقوله تعالى في سورة الفتح، الآية 4، " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ".
و في تصريح لأحد منتسبي الطريقة الصوفية العلوية المغربية : " إن هذه السكينة و الزيادة في الإيمان تتجلى في تحقيق الوصال بالمحافظة على الشريعة لأن الصراط المستقيم في الطريقة هي الأخذ بالشريعة و الحقيقة من أجل صلاح القلب و بالتالي صلاح بقية الجوارح" .
وفي نفس السياق، أكد المسؤول عن زاوية الطريقة الصوفية العلوية المغربية بمدينة مكناس الحاج المصطفى مفليح "أن الهدف من هذا الاحتفال هو تقريب معزى و دلالات ذكرى الإسراء و المعراج إلى شباب اليوم و تذكيرهم بالمبادئ و الثوابت التي بنيت عليه هذه الأمة و الوطن و حثهم على التشبث بها و الدفاع عنها. "
و قد انطلق الحفل بعد صلاة المغرب بتلاوة سورة الواقعة جماعة و بعد ذلك قراءة الورد العام للطريقة (الوظيفة) وسند الطريقة ثم تلاوة سورة الفتح جماعة.
و بعد أداء صلاة العشاء استمر الحفل بالذكر و السماع و المديح على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وتخلله كلمات بالمناسبة و تجويد و تلاوة للقرآن الكريم. و قد أقيمت حضرة ربانية أضفت جو من السكينة و الطمأنينة و السكون على الحفل.
وألقى شيخ الطريقة الصوفية العلوية المغربية و ممثلها العام بالمملكة فضيلة الشيخ سعيد ياسين كلمة جد مؤثرة تركت صدى جد طيب في الحضور و تمحورت حول معاني هذه الذكرى و تجليات السكينة و الطمأنينة على العبد.
وفي جو روحاني خشعت فيه القلوب وبعد قراءة دعاء اللطفية، رفعت أكف الضراعة إلى الله عز و جل أن يرزق أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس العز و النصر و التمكين و أن يبارك خطواته الميمونة و أن يديم عليه موفور الصحة و العافية و السعادة و الهناء وأن يحفظ ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن و يشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد و باقي الأسرة الملكية الشريفة. كما رفعت أكف الضراعة إلى الباري تعالى بأن يتغمد برحمته الواسعة جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني. و قد رفعت برقية الولاء و الإخلاص المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
و استمر الحفل البهيج بعد صلاة المغرب إلى ساعات متأخرة من الليل، امتزج فيه تلاوة القرآن و المديح و السماع، مما خلق جوا روحانيا مكن الحاضرين من التزود بشذرات ربانية.
إن الهدف الأسمى للطريقة الصوفية العلوية المغربية من هذا الاحتفالات و الملتقيات هو غرس المحبة في قلب المريد و إذكاء روح العمل و العبادة لدى الفرد، و مواكبته للتطور و المساهمة في تنمية محيطه مع الحفاظ على هويته و الدفاع عن ثوابت الأمة.
و معلوم أن الطريقة الصوفية العلوية المغربية تأسست منذ أكثر من مائة عام و شيخها الحالي و ممثلها العام بالمملكة المغربية الشريفة هو الشيخ الحاج سعيد ياسين و سندها متصل خلفا عن سلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها عدة زوايا في مختلف جهات المملكة يسيرها "مقدمين" حيث تقام لقاءات أسبوعية للذكر و الفكر.