أحيت الطريقة الصوفية العلوية المغربية، ، يوم السبت 17 نونبر 2012 بعد صلاة المغرب ، احتفالها السنوي بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة 1434 بزاويتها بمدينة تاوريرت ،بحضور عدد كبير من منتسيبها و مريديها و كذلك عدد كبير من شيوخ و مريدي الطرق و الزوايا الصوفية الأخرى بالمملكة و محبي آل بيت رسول الله. و نظم حفل هذه السنة تحت شعار " الهجرة رحمة و نور ". و بخصوص اختيار هذا الشعار، أوضح الناطق الرسمي للطريقة الصوفية العلوية المغربية، السيد رضوان ياسين ، " أن الهجرة النبوية شكلت نقطة انعطاف و تحول من حال الحيرة و الضعف و القلق إلى حال الطمأنينة و السكينة و الاستقرار ". و في هذا السياق، بالنسبة للمريد ، حسب نفس المصدر، " فإن الهجرة تشكل درس عميق الدلالة و دقيق المغزى حيث أنها مثال للصحبة الخالصة و قوة الإيمان و يعتبرها بشارة على قبول العمل و الانتقال إلى مرحلة أخرى من مجاهدة النفس بعد عام من الجد و والتخلي والتحلي مصداقا لقوله تعالى في سورة نوح الآية 14، ". وفي نفس السياق، أكد مقدم زاوية الطريقة الصوفية العلوية المغربية بمدينة تاوريرت السيد الحاج محمد مستعين "أن الهدف من هذا الاحتفال هو تقريب معزى و دلالات الهجرة النبوية إلى شباب اليوم و تذكيرهم بثوابت الأمة و حثهم على التشبث بها و الدفاع عنها ".
و قد انطلق الحفل بعد صلاة المغرب بتلاوة سورة الواقعة جماعة و بعد ذلك قراءة الورد العام للطريقة (الوظيفة) وسند الطريقة ثم تلاوة سورة الفتح جماعة. و بعد أداء صلاة العشاء استمر الحفل بالذكر و السماع و المديح على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وتخلله كلمات بالمناسبة و تجويد و تلاوة للقرآن الكريم. و قد أقيمت حضرة ربانية أضفت جو من السكينة و الطمأنينة و السكون على الحفل. و ألقى الممثل العام للطريقة الصوفية العلوية المغربية فضيلة الشيخ سعيد ياسين كلمة جد مؤثرة تركت صدى جد طيب في الحضور و تمحورت حول معاني الهجرة و معاني الرحمة و النور فيها. وكذلك ألقى السيد عمر أبو سلامة أستاذ التربية الإسلامية ببلجيكا و الأستاذ حسن كرماط عضو المجلس العلمي بمدينة بركان و الأستاذ البحث السيد محمد من مدينة الحسيمة كلمات ذكروا فيها الحاضرين بمحطات هامة من السيرة النبوية و خصوصا واقعة هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم و أثرها على الفرد و المجتمع. و في جو روحاني خشعت فيه القلوب وبعد قراءة دعاء اللطفية، رفعت أكف الضراعة إلى الله عز و جل أن يرزق أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس العز و النصر و التمكين و أن يبارك خطواته الميمونة و أن يديم عليه موفور الصحة و العافية و السعادة و الهناء وأن يحفظ ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن و يشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد و باقي الأسرة الملكية الشريفة. كما رفعت أكف الضراعة إلى الباري تعالى بأن يتغمد برحمته الواسعة جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني. و قد تليت برقية الولاء و الإخلاص المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. و استمر الحفل البهيج بعد صلاة المغرب إلى ساعات متأخرة من الليل، امتزج فيه تلاوة القرآن و المديح و السماع، مما خلق جوا روحانيا مكن الحاضرين من التزود بشذرات ربانية. إن الهدف الأسمى للطريقة الصوفية العلوية المغربية من هذا الاحتفالات و الملتقيات هو غرس المحبة في قلب المريد و إذكاء روح العمل و العبادة لدى الفرد، و مواكبته للتطور و المساهمة في تنمية محيطه مع الحفاظ على هويته و الدفاع عن ثوابت الأمة. و معلوم أن الطريقة الصوفية العلوية المغربية تأسست منذ أكثر من مائة عام و ممثلها العام و شيخها الحالي بالمملكة المغربية هو الشيخ الحاج سعيد ياسين و سندها متصل خلفا عن سلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها عدة زوايا في مختلف جهات المملكة يسيرها "مقدمين" حيث تقام لقاءات أسبوعية للذكر و الفكر. للإتصال 0661085167