يعيش فريق المغرب التطواني، هذا الموسم وضعية كارثية بكل المقاييس جعلته يحتل الصف الأخير في أسفل ترتيب البطولة الوطنية الإحترافية لكرة القدم برصيد 6 نقاط، حصدها من انتصار واحد و3 تعادلات و11 خسارة. وللوقوف على أسباب ومسببات هاته الوضعية الحرجة التي يمر منها فريق "الماط"، ينبغي أن نرجع قليلا إلى الوراء خلال بطولة الموسم الماضي (20162017)، إذ بعد حصد الفريق لرصيد 22 نقطة خلال مرحلة الذهاب، اضطر مسؤولو النادي في منتصف الموسم الماضي، إلى إعارة لاعبي الفريق فيفيان مابيدي إلى فريق أهلي طرابلس الليبي، وياسين الصالحي إلى فريق الظفرة الإماراتي، لضخ سيولة مالية في خزينة الفريق بما مجموعه 399 مليون سنتيم و9052.26 درهم، في ظل إغلاق صنبور الدعم المالي على الفريق من المستشهرين والمجالس المحلية المنتخبة، مما انعكس بشكل سلبي على نتائج الفريق في مرحلة الإياب جعلته يصارع من أجل تفادي النزول إلى القسم الثاني، حتى الجولة ما قبل الأخيرة التي تنفس فيها الصعداء بضمان مكانته بالبطولة الوطنية الإحترافية. وفي السياق ذاته، يتكرر نفس "السيناريو" في مرحلة ذهاب بطولة هذا الموسم التي عصفت بالفريق إلى غياهب أسفل الترتيب، دون أن يستفيد أهل "الحل والعقد" من درس الموسم الماضي، بل التمادي في تجاهل هذا الفريق ووضع "المتاريس" في طريقه لإضعافه والنيل منه لحسابات شخصية أو سياسية، ناسين أو متناسين أن هذا الفريق يمثل مدينة تطوان التي حظيت بعناية الملك محمد السادس عام 2015 بإعطائه انطلاقة إنجاز الملعب الكبير بمدينة 'الحمامة البيضاء"، بغلاف مالي إجمالي قدره 700 مليون درهم، وستبلغ طاقته الاستيعابية 40 ألف و410 مقعد، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المكانة التي يوليها الملك محمد السادس للرياضة الوطنية، في إطار السياسة الرامية إلى تعزيز البنيات التحتية الرياضية بالمدن المغربية، لنيل شرف استضافة مونديال كأس العالم 2026 ببلادنا. بالمقابل، نجد المجالس المحلية المنتخبة بمدينة تطوان تغرد خارج السرب بتهميش القطاع الرياضي، وهنا أقول أن جميع فروع المغرب التطواني وأيضا طلبة تطوان تعاني من العوز المالي، مما دفع عبد المالك أبرون رئيس فريق "الماط" في ندوة صحفية عقدها مؤخرا، إلى دق ناقوس الخطر للإلتفات حول الفريق قبل فوات الأوان، واصفا ما يتعرض له الفريق ب"الحكرة" في غياب تكافؤ الفرص بين الأندية الوطنية، متسائلا: كيف يخصص عبد الحميد أبرشان رئيس المجلس الإقليمي لعمالة طنجةأصيلة، دعم مالي سنوي قدره 4 مليون درهم لفريق اتحاد طنجة الذي يرأسه، ويمنح المجلس الإقليمي لمدينة الحسيمة دعم مالي سنوي لشباب الريف الحسيمي قدره 195 مليون سنتيم، فيما يخصص المجلس الإقليمي لولاية تطوان منذ سنوات منحة مالية هزيلة تعتبر الأضعف في المغرب، لفريق المغرب التطواني قدرها 15 مليون سنتيم، لا تكفي حتى لإقامة تجمع تدريبي مغلق للفريق خارج المدينة، بالإضافة إلى عدم توصل الفريق بالشطر الثاني من منحة الموسم الماضي، للجماعة الحضرية لمدينة تطوان التي تدعم الفريق سنويا بمبلغ 350 مليون سنتيم، في إطار اتفاقية شراكة وتعاون تربط الطرفين، مقابل 550 مليون سنتيم كدعم لإتحاد طنجة من المجلس الجماعي لمدينة طنجة الذي يرأسه حزب "البيجيدي". وحتى لا نغطي الشمس بالغربال، ارتكب المكتب المسير لفريق المغرب التطواني أخطاء فادحة بقيامه بانتدابات فاشلة لم تقدم القيمة المضافة، بقدر ما أثقلت كاهل الفريق بمصاريف مالية باهظة، ناهيك عن عدم الإستمرارية في نفس "هوية اللعب" التي اعتمدها المدرب السابق عزيز العامري، وجنى الفريق ثمارها بلقبين للبطولة الوطنية الإحترافية ومشاركتين قارية وعالمية، مما يستدعي الإستفادة من دروس الماضي لأنه ليس العيب في الخطأ، بل العيب هو الإستمرار في نفس الخطأ وتكراره. اليوم، وضعية فريق المغرب التطواني الحرجة تتطلب تظافر جهود جميع مكونات النادي، وأيضا التفاتة السلطات المحلية والمجالس المنتخبة إلى فريق المدينة الأول، للخروج به إلى بر الأمان والإنعتاق من النزول إلى القسم الثاني، متسلحا بمقولة أنصار النادي "المستحيل ليس تطوانيا". وفي الأخير، أقول "ارحموا عزيز قوم ذل"!