استضاف المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بكلميم، يوم الأربعاء 13 دجنبر 2017، الأستاذ محمد يحياوي، فاعل تربوي وخبير التخطيط الاستراتيجي وفق أداةDCA (Le diagnostic court appliqué)، وإطار إداري بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون، الذي أطر ورشة تكوينية حول التخطيط الاستراتيجي لفائدة الأطر الإدارية المتدربة بمسلك الإدارة التربوية بالمركز. وافتتح هذا اللقاء التكويني بكلمة ترحيبية للدكتور عبد الجليل شوقي مدير المركز، ومساعده الأستاذ توفيق التهامي. وشكر السيد شوقي الأستاذ يحياوي على تلبيته دعوة المركز لتنشيط ورشة في موضوع يعتبر من أهم المواضيع التي تهم متدربي مسلك الإدارة التربوية لراهنيته من جهة وارتباطه الوثيق بمجال التدبير التربوي من جهة أخرى. واعتبر الأستاذ شوقي ضيفه موردا ومرجعا في العديد من المحاور التي تهم طلبة المسلك، مضيفا أن تنظيم هذه اللقاءات يندرج في إطار تعزيز مجزوءات التكوين بالمسلك، والانفتاح على الفعاليات التربوية والخبرات بالجهة والتفاعل معها. وصدر الأستاذ يحياوي الورشة بكلمة ترحيبية أعرب فيها عن فرحته بتقاسم تجربته في مجال التخطيط الاستراتيجي مع متدربي مسلك الإدارة التربوية للموسم التكويني الحالي. وباشر بعد ذلك ورشته بنشاط تفاعلي مع الحاضرين قوامه ثلة من الأسئلة التي ينبغي على المدبر أن يطرحها بينه وبين ذاته حول ممارسته التدبيرية، وطبيعة الإجابة على هذه الأسئلة تعتبر مؤشرا وعلامة تدبيرية ينبغي أن يأخذها المدبر التربوي بعين الاعتبار في التخطيط لعمله. موعزا إلى أن قيادة أي مؤسسة يتطلب كذلك من المدبر التربوي الإيمان بقدراته وإمكانياته حتى يتمكن من التموقع الجيد وحشد العاملين معه، وبالتالي ضمان فعالية ونجاعة القرارات التي تتخذها المؤسسة بشكل تشاركي. في ذات السياق أكد الخبير على ضرورة تبني المقاربة النسقية في التخطيط L'approche systémique، أي النظرة الشمولية للقضايا والإلمام بمختلف العناصر المرتبطة بها والمتفاعلة فيما بينها بشكل ديناميكي لتحقيق الأهداف المسطرة. ومن منطلق الأسس التي يعتمد عليها مشروع المؤسسة، أوضح المتحدث أن المقاربة الواقعية L'approche factuelle تبقى الكفيلة بضمان الدقة في الممارسة التدبيرية، حيث يقوم المدبر بجمع المعطيات والمعلومات بالاستناد إلى وقائع وإحصائيات مضبوطة بمنهج علمي دقيق ومؤشرات أداء واضحة؛ يقوم بتحليلها والاعتماد عليها ليخلص إلى استنتاجات، ومن ثم اتخاذ قرارات صائبة، والفصل كلية مع الارتجال. وفي هذا الصدد تناول المؤطر أداة DCA أو "التشخيص القصير المطبق"، وهي أداة منهجية في التخطيط الاستراتيجي، صممها " المعهد الفرانكفوني للدراسات التطبيقية في النسقية" (IFEAS)؛ مبرزا أنها تعتمد تقنية المجموعات الإسمية التي تختصر بكلمة TGNLa technique du groupe nominal والتي تستخدم في تحديد المشاكل والمعيقات وانتاج الحلول واتخاذ قرارات. واتخذ الشق التطبيقي من هذه الورشة شكل العمل في مجموعات، اتبع خلالها المشاركون المراحل الرئيسية للعمل بهذه الأداة؛ تجميع المعطيات وتحليلها ثم اتخاذ القرار الملائم؛ إذ تمكن من الخروج بعدد كبير من السيناريوهات يختار منها المدبر ما يتوافق مع رؤية مؤسسته. وفي خضم معالجته للإنتاجات، عزز الأستاذ يحياوي مهارات المشاركين بتقنيات تحليلية وتشخيصية من قبيل قالب التشخيص La matrice SWOT لتحليل مواضع القوة ومواطن الضعف والفرص والتهديدات في بناء المشاريع، كما تطرق لبعض أنماط التدبير الناجعة وبعض مداخل التدبير الجيد، ولاسيما ما يرتبط بمرتكزات الحكامة والعمل بمنطق المشروع. جدير بالذكر أن الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015 - 2030 خصصت فصلها الرابع لتأهيل الإدارة التربوية والريادة الناجعة وتطوير القدرات التدبيرية للمؤسسات، وخططت لتنزيل زمرة من المشاريع المندمجة، ومنهجية العمل بها وآليات أجرأتها وتقومها، عبر خمس مخططات عمل يمتد كل منها على ثلاث سنوات.