لا حديث هذه الايام وسط ساكنة عين الحجر بجماعة دار بنقريش الا عن المعلمة الاندلسية و الأثرية و الطبيعية المسماة "سقاية عين الحجر" التي اصبحت أثرا بعد عين بسبب الأشغال الطرقية الخاصة بتثنية الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين تطوان و بنقريش و التي استمرت اي تلك الاشغال لأزيد من سنة ذهبت ضحيتها سقاية عين الحجر المأسوف على اعدامها يقول السكان . مما يتنافى و الاهداف السوسيو اقتصادية للبرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان (2014- 2018) طبقا للتوجيهات الملكية الرامية من خلال البرنامج المذكور الى تحسين اطار عيش الساكنة و الحفاظ على منظومتها البيئية بشمال المملكة . و التي تدخل اوراش توسعة و تثنية الطريق في سياقه. و للإشارة ، فإن الساكنة و هي مستاءة مما حدث ، تؤكد أن سقايتها الى جانب مورد آخر بالمنطقة يطلق عليه اسم عين الشفا ، هي معلمة تاريخية و مورد مائي حيوي ورثوه عن اجدادهم و قد عمر لأكثر من ستة قرون حسبما سمعوه بالرواية الشفوية و هو التاريخ الذي واكب تعمير منطقة بنقريش من قبيلة بني حزمر التي ظلت الى جانب القبائل الاخرى أحد ثغور الدفاع عن الوطن و مقدساته . و تضيف قائلة ان العين المذكورة بسقايتها عرفت اصلاحات ترميم عديدة آخرها الاصلاح الذي يعود الى فترة الحماية ، حيث ظل المستعمر الاسباني حريصا و وفيا في محافظته على المعالم الطبيعية والبيئية بالمنطقة خصوصا ما تعلق باحترام موارد عيش الساكنة الجبلية و مواردها المائية التي تعتبر المصدر الاساس لحياة البادية و قطب رحى أنشطتها الفلاحية . هذا بالإضافة لما تمثله بالنسبة للوافدين و المارين على بنقريش من ابناء تطوان و النواحي و غيرها من ابناء السبيل من وسيلة للتزود بحاجتهم الى المياه الطبيعية العذبة خصوصا في فصل القيض و شدة الحرارة ، لأجل ذلك حرص الاسلاف على تشييدها بجانب الطريق العمومي من باب تقريب الماء الي المحتاج اليه و الاحسان الى ابناء السبيل مما يجعل العين و سقايتها حبسا وقفيا لا يحل المساس به شرعا و لا التصرف فيه الا لضرورة ، و الضرورة و حالة هذه غير متوفرة . و حيث إن الاشغال الطرقية بإشراف شركة سينترام لم تراعي في السقاية عين الحجر إلاَّ و لا ذمة ، و ضربت عرض الحائط بالحاجة الدائمة للساكنة و انشطتها الفلاحية الى السقاية المذكورة و ما تجسده أيضا من رمز تاريخي و انساني و احساني و معلمة طبيعية من جملة معالم الاقليم ، و تركت مكانها صحراء قاحلة تثير الوحشة و التقزز. كما هو واضح في الصورة اعتبارا لذلك ، فإنها اي الساكنة المعنية ذات الحقوق التاريخية على السقاية تناشد سلطات الاقليم ايجاد حل لمشكلة تدمير احد مواردها المائية الذي احدثته الاشغال الطرقية ، وبالتالي التدخل موازاة لذلك من اجل حماية حقوقها المشار اليها ، و ذلك بإعادة تشييد السقاية على المواصفات الاندلسية التي كانت عليها مما سيساعد و لا شك على صون معالم الناحية و ما تختزله من تاريخ و تقاليد محلية و امكانيات طبيعية و بيئية تساهم في التنمية السياحية والاقتصادية و الاجتماعية للإقليم و الناحية .