هذا البحث ينبني على لغة موسيقية أكاديمية تقنية ، اعتمدت على ازخر المراجع في الثقافة الموسيقية و دراستها العلمية منها ما هو مترج إلى العربية و ما هو باللغات الأجنبية ، من مفكرين و موسيقيين و عازفين أكاديميين، أما الأفكار و المعلومات الأخرى فهي من بحثي و تنقيبي و تجربتي عن وجود كنوز مدفونة في طيات المخطوطات المنسية و كذلك ما أفرزته خزائن ذاكرتي من مدة طويلة قضيتها في البحث و التنقيب. العمل الموسيقي بين أيدينا عبارة عن دراسة اثنولوجية للأغنية الشعبية التطوانية و لم اقل نهاية بحثي و أكون أنانيا بالعكس أرحب بكل من له بحث جديد لإثراء و توسيع انسيكلوبيدية البحث في معرفة الشكل و القالب الخاص للأغنية الشعبية التطوانية. كما فعل "بيلا بارتوك" و صديقه "زولطان كوداي" في جمع التراث المجري و جعله تحفة عالمية، و كذلك ما فعله "مانويل دي فايا" في جمع التراث الاسباني الغجري جعل منه أعمالا موسيقية عالمية، و هارون كوبلاند و صديقته ناديا بولانجير حينما تفرغا في جمع تراث هنود الحمر ، و " اتسومازا ناكاباشي" جمع تراث هنود أمريكا الجنوبية. قمت بتحليل الأغنية الشعبية التطوانية من جانب إثنيتها الموسيقية ابيستيمولوجيا في البناء الميلودي و ليس كلمات الأغنية. نأخذ بعين الاعتبار الأغنية الشعبية التطوانية بحيث يجب ان تدرس إما تاريخيا او اثنولوجيا او اكسيولوجيا او موزيكولوجيا او اسطيطيقيا. إذا أخذنا عينات من العناصر التراثية من صميم ثقافتنا و حضارتنا نعثر على كنوز فولكلورية قيمة . بلادنا ارض حوار الحضارات و الثقافات و التسامح و التفتح على الثقافات و الحضارات الأخرى التي عبرت على أرضها أمم مضت و تركت بصماتها تتوارث بين الأجيال منذ قرون، مثل حضارة البحر المتوسط و الحضارة الإفريقية و المشرقية ، هذا التفاعل الحضاري ولد أغنى المكونات التراثية الشعبية. المغرب غني بتنوعه الجغرافي و الايكولوجيو الفولكلورولوجي شمالا و جنوبا شرقا و غربا .فالأغنية الشعبية التطوانية تتميز بحد بنائها بأبعاد أثنية انتروبولوجية تبين فكرة تاريخية على النمط الاثنوغرافي التطواني في حياته الاجتماعية التي تربط بين ثنايا الماضي و الحاضر نسيجا متزامنا في العيش اليومي من عادات و تقاليد و ممارسة العمل الفردي و الجماعي في المهن و الأنشطة المختلفة.