احتضنت ولاية أمن فاس صباح يوم الجمعة 13 أكتوبر الجاري لقاءا تواصليا جمع والي ولاية أمن فاس ورؤساء المناطق الأمنية بفاس مع ممثلي جمعيات المجتمع المدني بفاس وعدد من رجال الإعلام والصحافة. اللقاء تميز بعرض ألقاه والي ولاية أمن فاس السيد عبد الإله السعيد أبرز فيه بالتحليل والتشخيص الجهود التي تقوم بها المصالح الأمنية بفاس لأجل توفير الأمن والطمأنينة للمواطنين والمواطنات وزوار المدينة، مبرزا جل الموقوفين والمبحوث عنهم بسبب تورطهم في أعمال إجرامية أو ضبطهم في حالة تلبس، كلهم يمارسون هذا العمل الانحرافي والاجرامي بخلفيات اجتماعية. المسئول الأول على ولاية أمن فاس استعراض في ذات الكلمة النقط السوداء التي تنتعش فيها الجريمة والأعمال الانحرافية وأن المصالح الأمنية انطلاقا من شعارها "الأمن في خدمة المواطن" تعتمد مقاربات أمنية تمكنها من رصد وتتبع مختلف المحاور التي يتحرك يها المشتبه فيهم. ولفت السيد عبد الإله السعيد في سياق عرضه أنه بالرغم من الجهود المبذولة في التصدي للجريمة ومحاصرتها، فإن وتيرتها تزداد تغولا وتفشيا، مبرزا أن عدد الأشخاص الذين تم إيقافهم خلال الثلاث شهور الأخيرة يقارب رقم 6000 موقوف مما يؤكد المردودية العالية لرجال الأمن والجهود المبذولة في سبيل التصدي للمنحرفين والمجرمين. وعلى المستوى الاعلامي قال السيد عبد الإله السعيد أن بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تساهم بطريقة أو أخرى في ترهيب المواطنين وتضخيم الوضع الأمني من خلال إثارة مجموعة من العناوين في أغلبها تكون مثيرة وغير صحيحة ومغلوطة وأحيانا تكون وقائعها حدثت منذ شهور ويتم تحيينها من جديد على أساس أنها وقائع طرية، مستعرضا في ذات السياق العديد من النماذج والأمثلة، مشيرا إلى أن الذين يثيرون مثل هذه العناوين يساهمون في تسويق صورة مغلوطة عن المدينة (عن قصد أو غير قصد) ويساهمون في تنفير المستثمرين. وأشار السيد والي أمن ولاية فاس إلى ظاهرة شغب الملاعب التي تحدث عند كل استحقاق رياضي كروي يتم على أرضية ملعب فاس، مبرزا أن هذه الظاهرة دخيلة على المدينة وعلى ثقافة سكانها حيث يعمد العشرات من الشباب والمراهقين إلى الركوب فوق أسطح الحافلات ومهاجمة وسائل النقل العمومية بما فيها حافلات النقل الحضري التي يتعرض أسطولها إلى التخريب في كل تظاهرة كروية. وبالرجوع إلى عدد الأشخاص المشتبه فيهم الذين تم توقيفهم خلال ثلاثة شهور بحسب ما ورد في عرض السيد والي الأمن، فإن هذا الرقم يؤشر إلى أن الوضع الاقتصادي بالمدينة يعاني من سكتة قلبية حقيقية لأن تأثيرات هذه السكتة تظهر بجلاء في الشق الاجتماعي، كما يبرز لنا أن الاسر لا تقوم بتربية أبنائها وأن المدرسة لا تلعب دورها التحسيسي والتعبوي لصالح تلاميذها، وهذا يبدو جليا في سلوك المراهقين واليافعين الذين يقومون بتصرفات انحرافية خطيرة قد تعصف بحياتهم وتؤهلهم إلى مشاريع "مجرمون". قيادات جمعوية في ذات اللقاء ألحت على ضرورة ردع المجرمين وضرورة تفعيل المقاربات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والثقافية ودعم حاملي المشاريع لتحقيق استثماراتهم بهدف خلق فرص شغل وامتصاص البطالة التي منها يتخرج المجرمون تحت جميع المسميات. وأشاد الحضور بالجهود الكبيرة التي تقوم بها مختلف المصالح الأمنية مؤكدين تعاونهم معها في كل الأمر التي من شأنها أن تعزز الامن والطمأنينة واستتباب السلم الاجتماعي بالمدينة.